منى سلمان
أبو لي بي يا اللبن ٢-٢
وذكرنا عزمنا بعد التوكل على الله، على (تحريش) تلك الصديقة لاكمال الزيجة (كيتا) على البرجزة، وانتصارا على ميزان العدل الاجتماعي مائل الجنب، لولا (إنّ) و(لكنه) صغيرونه ختمنا بها مادة الأمس ونعود اليوم لمناقشتها:
تاريج التزاوج في السودان ملئ باختراقات أمنية وتمرد قاده الشباب وخرجوا به على طاعة ورضا أسرهم، انتصارا لخيار القلب والعاطفة الذي لم ينل رضا تلك الأسر، نتيجة لاعتراضها – الأسر – على الوضع المادي أو الاجتماعي أو الأخلاقي لمحبوبات أبنائهم، فـ محيط الكثيرين منّا .. سواء في دائرة الأهل أو المعارف، لا يخلو من وجود قائد فصيل متمرد قام بانشاء دولته الانفصالية خارج حمى أسرته.
من المعتاد في تلك الحالة أن يغلب طبع الأسر السودانية الحنون وقلوبهم المتسامحة فتسارع بضم هذا الفصيل المتمرد تحت جناح رضاها، خاصة اذا ما صار الزواج واقع معاش وانتج عيالا من صلبهم (لا بنقطعوا ولا بنجدعوا)، وتتوقف سرعة اعلان الرضى على براعة زوجة الابن المغضوب عليها في استدرار عطف أهل زوجها، وانتزاع الموافقة والقبول بـ لحس عقولهم حسب اجادتها لفن التملس والدهنسة، وسعة صدرها ومقدرتها على مقابلة الاساءة بالاحسان.
ولكن بالمقابل فإن هناك فئة قليلة من الأسر تفضل معالجة تمرد أبنائها بـ (الشغل في الازرق)، واللجوء لجماعات (هاروت وماروت) للتفريق بين الابن وزوجه، وخوض حرب شعواء تستعمل فيها جميع أنواع الاسلحة المحرمة دوليا كـ فسفور الطلاق الابيض والاسود والـ (خاتف لونين)، والقنابل الهادمة للبيوت بنوعيها الغبي والذكي، أو قد يلجأوا لـ (الشغل الوسخان) عن طريق حرب الاشاعات وبذر بذور الفرقة والشقاق، للتخذيل عن ابنهم وادخال (ضبانة) الشك في قلبه من (تالا) زوجته، وقد ينجح هذا المسعى الشرير فينتج عنه انهيار تلك الزيجة، واعلان الابن التوبة، وتخليه عن تمرده وعودته لحضن الأسرة، تاركا خلفه شريكته في هذا التمرد لتدفع فاتورة استحقاقاته كاملة دون أي تعويضات من المجتمع الدولي.
هذا الاحتمال الأخير هو الـ (إن) التي منعتني من (تحريش) صديقتنا لإتمام الزيجة، خوفا من أن يتراجع طالب القرب عن قراره بـ بيع رضى أسرته مقابل الزواج منها، ويتركها في منتصف الطريق بعد وقوع الفأس في الراس .. فـ تزداد بها قائمة المنتظرات على رصيف (الايثار) واحدة.
أما الـ (لكنه) فتكمن في قوة الشخصية التي تمتلكها صديقتنا تلك رغم أنها من المفروض أن تكون (ولية مكسورة جناح)، وتمكنها من أن تفرض على أسرتها احترام خيارها، وتلزمهم بـ الدوس على كبريائهم للقبول بالعريس متجاوزين عن استعلاء أسرته وعنجهيتها الطبقية، مقابل ضعف شخصية الشاب وعدم مقدرته ونحن في الالفية الثالثة – على إلزام أسرته باحترام اختياره رغم مرور السنوات عليه، واكتفائه بـ تقوية قلبه لقطع حبل المودّة بينهم وبينه إلى حين، طمعا في أن يتكفل مرور الايام بـ ردم الهوة وتطيب خاطر أهله الغالي.
على كل حال، ان كان في استطاعة الشاب السوداني التخلي عن مظلة الأسرة، وانشاء أسرته الخاصة دون أي تأثير يذكر على منظومة الحياة داخل تلك الاسرة الناشئة وميزان القوة فيها، إلا أنه وفي المقابل .. ما زال المجتمع يتحفّظ وبشدة، تجاة اختيار الشابة الخروج عن طوع أسرتها والزواج ممن اختاره قلبها .. ورغم أن رفض الاسر من يتقدم لطلب يد ابنتها، هي نفس الاسباب ولكنها تختلف في التدرج حسب الاهمية .. فـ الوضع المادي والاجتماعي لطالب القرب يقدم على اصله وفصله، يليهم تقييم الناس لاخلاقه .. فـ تقييم الرجل ما زال يتوقف على الفي (جيبو) !
ولكن دائما ما يكون خروج البنت عن طوع أسرتها خصما على ميزان القوة في أسرتها الناشئة، بحيث يجعلها تخليها عن حماية أهلها، الطرف الاضعف في معادلة العلاقة الزوجية الشائكة .. فقد صرّح زوج زهجان بتصريح خطير في هذا الشأن، وذلك بأنه ما أن يستيقظ في الصباح وتقع عينه على زوجته بوجهها العكر، حتى يفكر بجدية في فتح باب الشارع على مصرعية وركلها بـ الشلوت خارجا، لولا تذكره لـ عضلات أخيها وخاطر أمها وأبيها وعزوة فصيلتها التي تأويها .. فيتراجع عن عزمه وهو كاره !! فكيف بها إذا ما تخلت عنهم طائعة وودخلت للزيجة بدون درع أسرتها الواقي ؟!!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
عليها بالاستخارة وما خاب من استخار ، وما تتعب نفسها بالتفكير الشديد وحسابات ماعندها نهاية ، تترك الموضوع بدون اخذ قرار وتصلى الاستخبارة وتدعو الله في صلاه اللهووهي ساجدة والمقدره رب العالمين بيكون . مهما اختلت الاراء وتفاقمت المشكلة .
تحية لصاحبة اللطائف ذات الكتابات الممتعة،،
رغم اني من المتابعين الا اني لا اعلق،،
بقرأ كل كتاباتك وبقفل الباب وراي وبمرق،،
على العموم صاحب/صاحبة التعليق (منوعي) هداكم إلى الطريق القويم،
وهو اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن تستخير وهذا هو المهم والأساس،،
تحياتي