تحقيقات وتقارير

السودان واليابان خطى حثيثة نحو علاقة متميزة

تتمتع دولتي السودان واليابان بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية وثيقة منذ منتصف الخمسينيات، استمرت قوية عبر تنفيذ برنامج مساعدات التنمية الرسمية اليابانية لتحقيق التنمية والاستقرار ويتم تقديم هذه المساعدات التي تقدر بأكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي منذ العام 2005 عبر قنوات ثنائية وأخرى متعددة الإطراف.

الصحة، المياه والزراعة مثلث تدور حوله الاحتياجات الأساسية لتوفير حياة أمنة ومستقرة لكل أفراد المجتمع .في السودان تتركز جهود مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) بالسودان على دعم وتمويل مشاريع تغطى هذه المحاور الثلاث إضافة إلى برامج تدريبية لرفع قدرات العاملين في تلك المجالات.

نظمت السفارة اليابانية بالخرطوم بالتعاون مع جايكا جولة صحفية ضمت عددا من ممثلي الصحف اليومية ووكالة السودان للإنباء و القنوات الفضائية للوقوف على المشاريع التي يتم تنفيذها بالتعاون بين وكالة جايكا والنظراء السودانيين بولاية الجزيرة في مجالات الصحة والمياه والمشاركة في حصاد الأرز الهوائي.

قدم الدكتور عبد الناصر أبو زيد ممثل وزارة الصحة بولاية الجزيرة للوفد الصحفي الزائر شرحا مفصلا لمشروع طب الأسرة بجامعة الجزيرة وهو برنامج لتدريب الأطباء في تخصص طب المجتمع لنيل درجة الماجستير والذي يتم تنفيذه بشراكة ذكية تضم جهات حكومية هي وزارة الصحة الولائية ، وزارة المالية، جامعه الجزيرة، التأمين الصحي والقطاع الخاص ممثلا في شركات الاتصالات. كانت بداية المشروع في العام 2010 وعن طريقه تم تدريب أكثر من 300 طبيب على الرعاية الصحية الأولية وإرسالهم إلى المناطق الطرفية. و قد بدأ استخدام مشروع العيادات المتنقلة في العام 2013.

وانتقل بالحديث عن مشروع العيادات المتنقلة( Dr. Car) الممول من وكالة جايكا قائلا” يوفر المشروع الحصول على رعاية صحية و خدمة الكشف الطبي المباشر للمرضى ويربط كذلك الطبيب السوداني والمريض عبر شبكة الكترونية ( Telemedicine) مما يساعد الطاقم الطبي الموجود داخل العيادة على الاتصال إذا احتاج إلى استشارة خارجية من أخصائي في اليابان او الاتصال على المستشفى المركزي عبر برنامج” الملف الصحي الالكتروني”.

و أضاف قائلا ” يدرب البرنامج الطبيب على الطب السريرى والتخطيط بأنواعه المختلفة الاستراتيجي والمالي مع التركيز على الجودة في الخدمات المقدمة للمرضى وفى مجال البحوث الطبية ، مشيرا إلى انه تمت تغطية 161 مركز صحي في الفترة الأولى ليتراجع العدد إلى 100 في الفترة الثانية نسبة لتعين طبيبين في كل مركز لزيادة عدد الأطباء المتدربين.

وبالحديث عن نتائج البرنامج يقول الدكتور عبد الناصر أن عدد المتدربين حاليا في الدفعة الثالثة 300 طبيب.و قد تناقص عدد المرضى المراجعين في العيادات والمستشفيات الكبرى إلى أكثر من 200 إلف في العام ، وكان عدد وفيات الأمهات قبل الوصول إلى المستشفى 14 وألان تراجع إلى الصفر، كما تم حصر 50% من عدد المواطنين و 25% منهم أصبح لديهم ملف صحي الكتروني ، سجل خاص لذوى الأمراض المزمنة( السكري -الضغط وإمراض القلب) . و أضاف ” تمكنا من حل 95% من المشاكل الصحية عبر هذا المشروع و نسعى مستقبلا إلى الاستفادة من الخبرات السودانية التي حققت نجاح متميز في مجال طب المجتمع الموجودة في الخارج لتدريب الأطباء السودانيين وكذلك نطمح إلى تأسيس شبكة الكترونية لكل مركز صحي .

وأعرب دكتور ناصر عن شكره وتقديره للمنحة المقدمة من وكالة جايكا لولاية الجزيرة وهى عدد 4 عيادات متحركة. وعن التحديات التي تواجه المشروع قال د. عبد الناصر” نعمل جاهدين على تأهيل الأطباء للتعامل مع التكنولوجيا المتقدمة ونطمح في استمرار الدعم من منظمة جايكا لتدريب وتأهيل المزيد من الأطباء في المستقبل.

مندوب الشركة اليابانية المنتجة للعيادات المتجولة” اكسيوهيلكس” قدم شرحا موجزا عن مركبة العيادة المتجولة (Dr. Car ) مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية اليابانية وتتكون من مكان مجهز لتقديم الخدمات الصحية الأولية ، سرير طبي للكشف على المرضى ،جهاز أشعة متحرك يصور ويرسل النتائج مباشرة إلى المستشفى المركزي لتشخيص الحالة ،جهاز حديث لرسم القلب ومعمل للفحوصات الطبية يعمل فيها طبيب يتخصص في مجال طب المجتمع وتربط العيادة أثناء تنقلها من مكان لأخر بشبكة الكترونية للتواصل مع المركز في المستشفيات أو أطباء اختصاصين في اليابان وكذلك لمراجعة الملفات والسجلات الطبية للمرضى. وأوضح أنهم يتلقون العديد من التقارير التي توضح مسار التجربة أثناء التطبيق العملي لتفادى الأخطاء في المستقبل.
الجدير بالذكر أن تخصص طب المجتمع قد بداء في انجلترا منذ العام 1952 فيما كانت البداية في السودان العام 1996 .
تم تسليم العيادة المتجولة الأولى العام 2013 و غطت حوالي 37 قرية في ولاية الجزيرة. ويتوقع أن يرتفع عدد المستفيدين من المشروع من 6.000 إلى 30.000 مواطن بعد زيادة العدد إلى 4 عيادات وكانت العيادة المتجولة قد أثبتت نجاحا كبيرا في تقديم الخدمة لعدد كبير من المواطنين في الأماكن البعيدة وذلك عبر التقنية العالية التي تتميز بها والشبكة الالكترونية للتشخيص من على البعد و المرتبطة في الداخل مع المستشفيات الكبيرة و في خارج البلاد مع بعض الاختصاصين في اليابان كما تتميز هذه الآلية بالجودة العالية والتكلفة الأقل لتناسب الدول النامية. يذكر أن تكلفة العيادة الواحدة ( المركبة) تبلغ حوالي 80.000 دولار أمريكي.

تقرير : بلقيس فقير
الخرطوم 10-11 – 2014م(سونا)