منوعات
مسلح يقتحم القصر..وشاب يقتحم قلب فتاة… ثقافة (الاقتحام)…زيارات غير مرغوب فيها.!
تطبيق عملي:
تطبيق (ثقافة الاقتحام) لم يقتصر على بعض الشرائح في المجتمع السوداني، بل تعداها ليصل إلى مساحات أخرى، تماماً كذلك اللص الذي اقتحم إحدى الصيدليات في وضح النهار محاولاً السطو عليها، أو ذاك (النهابي) المثير للجدل الذي قام بسرقة (سيارة كاملة) تركها صاحبها تدور وهبط منها لشراء بعض المستلزمات من سوبر ماركت مجاور، بينما بلغت الدهشة مداها وأحدهم يقول لي في تقرير سابق قمت بإجرائه عن الأساليب الجديدة للتعارف ما بين العشاق، بأن الثقافة التي باتت سائدة هي (ثقافة الاقتحام)، مضيفاً: (لاوقت لدي للسؤال عن الساعة كم..!..أو للدخول عبر بوابة عريضة الاستفسارات…أنا أعشق هذا النوع من التعارف فهو يدهش الفتاة أكثر، ويجعلها في مستوى مميز للاستماع لكل ماستقوله بعد ذلك).!!
ذات وجهين:
الأستاذ بالمرحلة الثانوية ميرغني كمال قال لـ(السوداني) عن الموضوع إن (ثقافة الاقتحام) هي ثقافة عرفها المجتمع السوداني مؤخراً، بعد أن فقد أغلب المواطنين مفاتيح الصبر والتأني، وأضاف ساخراً: (الطالب في الزمن دا ممكن عادي يقتحم مكتبك عشان يتشاكل معاك)، واختتم ميرغني أن تلك الثقافة ذات وجهين، أحدهما موجب إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة، والآخر سالب وعناصره لا تخرج على الإطلاق عن مسببات الضرر للآخرين.
أسلوب مخيف:
من جانبها تؤكد الطالبة الجامعية مناهل إدريس أن ثقافة الاقتحام باتت هي الوسيلة الأكثر انتشاراً والتي يستخدمها الشباب، مضيفة: (ذات يوم استوقفني شاب في الشارع العام، وقبل أن اتفوه بأي كلمة قال لي بسرعة بأنه يود الزواج مني)، وتصمت مناهل قبل أن تواصل: (بصراحة انتابني إحساس غريب ما بين احترام ذلك الشاب وما بين كونها وسيلة رخيصة لكسب الوقت ومنحي الأمان للمزيد من الأخذ والرد معه)، وتواصل: (أخبرته بأنني مرتبطة..فنظر إليّ من (فوق لي تحت) ورد بطريقة اختلفت تماماً مع أسلوبه الأول: (بالله…أنا ذاتي بالمناسبة كنت بهظر معاك ما أكتر)، وتختتم مناهل: (بصراحة هذا الأسلوب غير حضاري، ومخيف جداً ومربك ولا أحب على الإطلاق أن يتعامل به أحد معي).!
خصوصية عميقة:
بالمقابل يذهب عدد من الباحثين الاجتماعيين إلى ضرورة التفريق ما بين مصطلحي (الاقتحام) و(الجراءة)، مؤكدين أنهما يختلفان تماماً عن بعضهما البعض، فالأول أسلوب غير مرغوب فيه على الإطلاق، أما الثاني فيحتوي على بعض الإيجابيات، تماماً كالجراءة في تناول القضايا، أو الجراءة في اتخاذ المواقف المشرفة، أما الاقتحام فهو سلوك يتنافى تماماً مع المجتمع السوداني صاحب الخصوصية العميقة.
صحيفة السوداني
خ.ي