نور الدين مدني

كان حبه الأول والأخير (عزة)

[ALIGN=CENTER]كان حبه الأول والأخير [/ALIGN](عزة) [ALIGN=JUSTIFY]عندما كتبنا قبل ايام نبارك المبادرة التي اطلقها عدد من اصدقائه في مقدمتهم الدكتور حسن ابشر الطيب وتبناها اتحاد الكتاب السودانيين لترشيحه لجائزة نوبل للسلام قلنا ان الجائزة تسعى إليه لتتشرف بحمل اسمه.
* قلنا ذلك لاننا نعلم ان الاديب السوداني العالمي الذي رحل عن دنيانا الفانية فجر امس بالعاصمة البريطانية لندن لم يسع لنيل هذه الجائزة التي يستحقها ببساطة لانه وجد في قلوب السودانيين عامة وعشاق أدبه ورواياته في العالم من حوله انواط وجوائز الحب والعرفان إلى جانب الكثير من الجوائز التقديرية التي وجدها في المحافل الأدبية.
* ان فقيدنا الراحل المقيم بيننا باعماله الخالدة ملأ الدنيا وشغل الناس وتوطدت مكانته في الآفاق العربية والأعجمية، صدق الدكتور حسن ابشر الطيب عندما قال ذلك في مقدمة كتابه التوثيقي الثر الطيب صالح دراسات نقدية وشهادته ايضا بأن الكثرة الغالبة من النقاد رأت في اعماله الروائية فتحا جديدا في عالم الرواية العالمية.
* صحيح انه غاب عن وطنه واهله منذ سنوات طويلة ولكنه كان بحق سفيرنا الحي إلى العالم اجمع، ليس فقط في الوسط الاعلامي والادبي وانما في كل ارجاء العالم بما خلده عملياً من حياتنا الاجتماعية الانسانية التي احسن تصويرها في رواياته التي وجدت اقبالا مشهودا في كل بلدان العالم.
* نشأ الطيب صالح في قرية العفاض القريبة من جبل البركل المركز الرئيسي لحضارة كوش في بيئة دينية مشحونة بالعاطفة الدينية وسط اناس محبون بجميع المعاني كما عبر عن ذلك هو شخصيا في احد الحوارات التي اجريت معه.
* في هذا قال الطيب صالح أيضاً (انا انتمى إلى قوم صالحين من أهل الركابية من العفاض، حاج موسى وحبيب نسي ولكني لا ازعم صلاحا لسوء الحظ، لكن عندي نزوع إلى هذا .. في طبعي ميل إلى هذا، السودانيون عندهم هذا النزوع.
* لذلك قلنا ان الطيب صالح كان سفيرنا الحي في العالم اجمع بأدبه ورواياته وبكل هذا الوجدان الذي يشبه السودانيين جميعا، ويتجلى اكثر في حالات الاغتراب، الذي يجعل اهل السودان الذين اصبحوا موجودين في كل انحاء العالم يرددون قول الشاعر (بلادي وان جارت علي عزيزة).
* وكما قال الدكتور احمد الامين البشير في شهادته عن الطيب صالح في ذات كتاب الدكتور حسن ابشر الطيب (الطيب.. وصلاح وهوى عزة) فان شيخ المغتربين السودانيين يقول (يا حبي الاول والأخير يا عزة) لذلك ايضا كان ومازال وسيبقى اديبنا العالمي الطيب صالح في وجداننا وفي قلوبنا ليس باعماله الخالدة وانما بهذا الوجدان السوداني المحب الذي يجمعنا جميعا.
* ان القلب يحزن والعين تدمع ولكننا نحتسبك يا فقيدنا الغالي عند الذي لا تضيع ودائعه نسأله عز وجل ان يسكنك فسيح جناته وان يلهمنا ويلهم اسرته واهله واحبابه ومريديه الصبر وحسن العزاء.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1175- 2009-2-19