الأطفال اللا مرئيين: “حملة غربية” تسفر عن نفسها أمس بعد أيام من مهاتفة نادرة تلقاها علي كرتي من نظيره الأمريكي.. من قال إن واشنطن
وبغض النظر عن أي معسكر يمثل الأغلبية فإن المعسكر الأول سيجد شاهدا آخر يضيفه لشواهده بالنظر إلى ما يمكن أن يصطلح عليه (حملة غربية) بدأت بالأمس وهدفها إثبات أن زعيم جيش الرب المصنف إرهابيا في واشنطن يتمتع الآن ومنذ العام 2010 برعاية حكومة الخرطوم وذلك بعد أيام من مهاتفة نادرة تلقاها وزير الخارجية علي كرتي من نظيره الأمريكي جون كيري لا تزال هي الشغل الشاغل للدواوين الحكومية بوصفها “فتحا” في العلاقات المأزومة.
في خضم مساعيها لتحسين علاقتها مع واشنطن وشطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنها، لم تعدم الحكومة من يعرقل هذه المساعي، فكلما اقتربت خطوة وجدت من يباعد بينها وبين هدفها خطوتين.
فعندما كانت الخرطوم تتأهب لاستلام حافزها بعد أن طوت سنين نيفاشا الست وهي ملتزمة بنصوصها بما فيها التي أفضت إلى تقسيم البلاد، وجدت نفسها قبالة حملة غربية تتهمها بإيواء جوزيف كوني زعيم جيش الرب وكبار معاونيه ضمن اتهامات أخرى نتيجتها واحدة وهي مزيد من التوتر مع واشنطن وتمادٍ في العزلة.
وبلغت الاتهامات المتعلقة بدعم الخرطوم لجيش الرب ذروتها في مايو الماضي عندما أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا تبنى فيه إشارة وردت في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تتحدث عن “أنباء موثوقة تدل على أن قائد جيش الرب للمقاومة جوزيف كوني وكبار قادة الجيش عادوا في الآونة الأخيرة إلى الجهات الخاضعة للسيطرة السودانية في منطقة كافيا كنجي”.
وبالمقابل نفت وزارة الخارجية تلك المزاعم قائلة في بيان صحفي إن “السودان ظل ملتزما بمحاربة جيش الرب على مدى سنوات طويلة ووقع في 2002 مع الحكومة اليوغندية اتفاقا يسمح لها بملاحقته في أراضيها وظل هذا الاتفاق يجدد سنويا لحين انفصال جنوب السودان”.
ورغم أن الخارجية عمدت إلى إظهار دورها المحوري في محاربة كوني وهي تشير إلى “مشاركتها في المبادرة الإقليمية لمحاربة جيش الرب منذ 2009 ” إلا أن ذلك لم يشفع لها وهي تواجه اتهامات مماثلة بالأمس، حيث تنافست كبريات وسائل الإعلام الغربية في نقل اتهامات من مسؤولي مبادرة القضاء على جيش الرب بشأن وجود جوزيف كوني في السودان وتحديدا في ذات المنطقة التي أشار لها مجلس الأمن الدولي وهي كافيا كنجي.
وبالطبع تحديد منطقة بعينها كما كان عليه الحال في آخر اتهامين صدرا في مايو الماضي وأمس مع مراعاة الفارق الزمني، يعني أن هنالك تصعيدا في الحملة بالنظر إلى الاتهام الذي سبقهما وساقته منظمة (الأطفال اللامرئيين) التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.
المبادرة كانت قد أشارت في تقرير صدر في أبريل 2013 إلى أن: “الجيش السوداني قدم بشكل فاعل لكوني وقادة آخرين في جيش الرب ملاذا مؤقتا في الأراضي السودانية من العام 2009 وحتى العام 2013” وهو ما نفاه الجيش السوداني أيضا وقتها وبذات الحجج التي ساقتها الخارجية في بيانها سالف الذكر والذي عبرت فيه عن استغرابها: “لعدم توضيح تقرير الأمين العام للأمم المتحدة مصدر المعلومة أو كيفية التأكد من صحتها كما لم يسبق أن أبلغت الحكومة السودانية بمثل هذه المزاعم بغرض الاستيثاق منها والتعاون بصددها خاصة في ظل التعاون التام والشفافية الكاملة اللذين ظلا يميزان تعامل السودان مع هذا الموضوع”.
وبالطبع لا يمكن إهمال جهات إقليمية لها مصلحة في تحويل هذه المزاعم إلى حقائق في المخيلة الدولية، وفي صدارتها يوغندا التي يقود جيش الرب تمرده بالأساس في نواحيها الشمالية قبل أن يتوغل شمالا في جنوب السودان ومنها إلى دول أخرى بالإقليم تجأر بالشكوى من وحشية جنوده مثل الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى.
الخرطوم وكمبالا ظلتا لأكثر من عقدين تتبادلان الاتهامات بدعم كل منهما للمتمردين على الآخر وزادت حدتها بعد انفصال الجنوب الذي تتنافسان على سوقه البكر.
لكن هذا التأجيج الإقليمي لا يبدو مهما الآن بالنظر إلى التأجيج الدولي الذي تقوده المجموعات الأمريكية المناهضة لجيش الرب والتي تريد بلا شك إضافة بعد آخر للحجة التي تسوقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتبرير عقوباتها على السودان وهي (الارتباط بشبكات الإرهاب) باتهامها للخرطوم بإيواء جيش الرب لتثبت أن إرهاب الخرطوم (وظيفي) أكثر منه (إسلامي)، وهو ما يهزم كل خطط الحكومة الرامية لتخفيف حدة خطابها الأيدلوجي لتطبيع علاقتها مع واشنطن.
والحال كذلك يبدو عصيا التنبؤ بما ستفعله الحكومة لصد هذه الاتهامات، لأنها في مايو الماضي وعقب واقعة مجلس الأمن الدولي قدمت آخر ما عندها وهي تبدي استعدادها “للتعاون التام بجدية كاملة مع أي معلومات موثوقة حول وجود عناصر تتبع لجيش الرب بأراضيها” طبقا لبيان الخارجية الذي دعت فيه أيضا مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقي “للقيام بدورهما للتحقق من وجود هذه العناصر بأي أراض سودانية وفقا للآليات والتدابير المتفق عليها”.
لكن المؤكد أن الحكومة ملزمة برد فعل يحول بينها وتعثر شبكة الهاتف مع نظيرتها الأمريكية ويحول بينها وتحويل مزاعم إرهابها من إسلامي إلى وظيفي يصعب التبرؤ منه.
اليوم التالي
أ.ع
التخطيط الاستراتيجي للدول الغربية و اسرائيل و الولايات المتجدة الامريكية لا يعطي مجالا للعواطف و قطرات الدموع التي يزرفها الضعفاء حين تضيق على اعناقهم الاغلال و القيود و لكن يجب تحقيق الاستراتيجية عاجلا او اجلا ما دامت تتحقق من خلالها اهداف الامة و ان ادى ذلك الى تدمير شعب بأكمله!!!!! فالولايات المتحدة الامريكية تريد السودان دولة علمانية صرفة تحت مسمى (الحكم الديمقراطي) الذي تتبناه هي و تريده ان يعم العالم !!! فليعلم الجميع ان موضوع (كوني) هي بذرة صعيرة في مزرعة الالغام التي ستعترض سبيلنا نحو تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة التي نريدها نحن و لا يريدونها هم الا بثمن بخس يدفعونه لنا مقابل تنازلات مخجلة في نظر الذين يعرفون الخجل !!!! اسرائيل اكثر من مرة قالت ان تخطيطها الاستراتيجي ضد السودان و العراق يتم بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية و تعترف انه لو لا الولايات المتحدة الامريكية لما استطاعت ان تدخل (انفها) في (فتنة دارفور ) الكبرى!!!!! اذن هنالك تنسيق كامل بينهما ضد بلادنا !!!!!