حوارات ولقاءات
قطبي : أتوقع تفلت بعض العضوية التي أُصيبت بخيبة أمل في اختيار المكتب القيادي
{ لكن عملياً هذا ما يتم الآن.. حوار مع أحزاب محسوبة على التيارات الإسلامية؟
– أبداً كممثل لجنة (7+7) لا تمثل ما يمكن أن نصفهم بالإسلاميين، وحقيقة أنا لدي تحفظ على كلمة الإسلاميين لأن كل أحزابنا تلتقي على حد أدنى من الاتفاق حول التوجه الإسلامي باستثناء الشيوعيين والبعثيين.
فهذا اعتقاد غير دقيق فلا يمكن أن أقول حزب (الأمة) أو (الاتحادي) ليس لهما توجه إسلامي، كل هذه الأحزاب متعاطفة أو متوافقة على التوجه الإسلامي العام، جائز بدرجات مختلفة الوحيدون الذين يتحدثون عن العلمانية بشكل صريح جداً هم الحزب الشيوعي والبعثيون، وربما حركة حق.
{ هل تخشون تفلتات داخل الحزب على ضوء اختلافات الأعضاء حول عدم تطبيق سياسة الإصلاح؟
– نعم، ستكون هناك تفلتات فحزب بهذا الحجم ومؤتمر بهذا الحجم وحراك سياسي كبير لابد أن يكون فيه بعض الناس غير راضين، وأنا شعرت بذلك في كثير من القيادات التي كانت متطرفة جداً في عملية التغيير خرجت غير راضية.
{ عدم الرضا تمثل في ماذا؟
– مثلاً يعتقدون أن الشورى أتت بكل أعضاء المكتب القيادي القديم، وأنا أثناء المؤتمر كنت مسؤولاً عن اللجنة الفنية في القطاع السياسي التي قامت بعملية التصعيد للشورى، كان هناك إصرار أن أي إنسان كان أمين أمانة أو كان يشغل أي موقع لا يرشح وكان رأي بعضهم أن أي إنسان كان في مجلس الشورى السابق لا يرشح أصلاً، فهؤلاء بطبيعة الحال سيكونون أصيبوا بخيبة أمل في اختيار المكتب القيادي الجديد.
{ إلى أي مدى يمكن أن يعبروا عن هذا الرفض؟
– قد يعبرون عن ذلك بطرق مختلفة بعضهم قد يخرج من الحزب، لكن بشكل عام الحزب خرج متماسكاً.
{ قد يكون من بين هؤلاء “د. أمين” لأنه عبر عن رفضه لعملية عدم الالتزام بالإصلاح جهراً؟
– ربما لكن لا أعتقد أن شخصاً مثل دكتور “أمين” سيتفلت بحكم أنه إنسان ملتزم فكرياً وتنظيمياً قد يعبر عن رأيه لكنه سيستمر في الحزب.
{ هل ما زال المؤتمر الوطني قادراً على الإصلاح؟
– هناك اعتبارات مهمة المؤتمر الوطني يعتبر الحزب الوحيد القائم على أساس قومي يمثل كل السودان وكل شرائح المجتمع، وهذا يعود إلى طبيعة تكوينه منذ البداية.
لو تذكرين أن المؤتمر الوطني حينما نشأ لم ينشأ كحزب وإنما كوعاء جامع للفعاليات الشعبية كلها، لكن بعض الناس اختاروا أن لا يتركوا أحزابهم القديمة، وبالتالي ظهر شكل من أشكال التعددية السياسية التي كانت مرفوضة في أول الإنقاذ، وتحول المؤتمر الذي كان للشعب السوداني وأصبح حزباً قومياً ليس طائفياً ولا إقليمياً ولا جهوياً ولا قبلياً ولا حتى يتبع أيديولوجية مغلقة مثل الماركسية مثلاً، وما دمت أنت أتيت بكفاءات وناس يتميزون بالقوة والأمانة فلا يضير أن تمثل السودان كله في هذا الحزب وتحافظ على صورته.
{ تمثيل الأحزاب التي شاركت في افتتاح مؤتمركم كان ضعيفاً؟
– نحن دعونا الأحزاب للحضور هم اختاروا شخصية معينة تتحدث باسمهم وكان دكتور “جلال الدقير”.
{ أنا أتحدث عن مقاطعة الأحزاب المعارضة؟
– “الترابي” تحدث عن أحزاب المعارضة.
{ كيف تقيم مشاركة “الترابي” لحزب المؤتمر الوطني في مؤتمره العام؟
– مشاركة أي قيادي هي مسألة بروتوكولية، فنحن عادة نقوم بدعوة شخصيات من داخل السودان ومن خارجه. من قبل كان يحضر “الصادق المهدي” والاتحاديون وهم ليسوا من أحزاب الحكومة و”الترابي” حتى الآن في المعارضة ومندوبه حضر اجتماعاً مع المعارضة في (طيبة) في ذات اليوم.
{ ألم تنووا معالجة موضوع السيد “الصادق المهدي”؟
– تم اتصال بيننا وحزب (الأمة القومي) لمعالجة الخلاف الذي نشأ بعد (مؤتمر باريس) وعودة “الصادق المهدي” نوقشت، وكان هناك ترحيب كبير بعودته، حاولنا أن نتجاوز ما حصل في “باريس” تقريباً بعد توقيع (اتفاق أديس أبابا)، وذكرنا لهم أن الآن أمام “الصادق المهدي” مهمة حتى تسهل عودته.
{ ما هي هذه المهمة؟
– إقناع حلفائه الجدد في (الجبهة الثورية) بوقف إطلاق النار إذا أرادوا أن يأتوا باعتباره الآن جزءاً من (الجبهة الثورية) بعد التحالف معهم ويكون واضح جداً في تبرؤه من (إعلان باريس) بعد ما تم في (اتفاق أديس) وإذا تمسك به سنعتبره واحداً من حملة السلاح الذين يريدون إسقاط الحكومة، هذه الأشياء يمكن أن تسهل عملية عودته ومشاركته في الحوار.
{ “يعني” وضعتوا شروطاً؟
– ليست شروطاً لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن يأتي بعد أن وضع نفسه في هذا الموضع، المهم نحن مرحبون بانضمامه للحوار.
{ ماذا كان رد “الصادق”؟
– رده جاء كالتالي كتب خطاباً لـ”كينياتا” أشاد بشجاعته وفي الحقيقة كان موقفاً جبان لم يكن شجاعاً، وذكر أن بعض الناس يحتموا بمناصبهم من العدالة في إشارة واضحة للرئيس “البشير”، وبعد ذلك اجتمع في (القاهرة) مع “فاروق أبو عيسى” في وقت كنا نتمنى أن يتم لقاء بينه وبين الرئيس “البشير” وكان لقاءً عدائياً، وبعدها أتحفنا بخطابه الذي أرسله أثناء مؤتمر الحزب العام وكانت فيه لغة عدائية هو أفسد أية محاولة لخلق جسور معه بعد ما حدث في “باريس”.
{ ألم يطلب لقاء “البشير” في (القاهرة)؟
– هو لم يطلب لكن في المحادثات مع حزبه كان هناك طلب وكان يمكن أن يتم إذا دعمه.
{ من كان يباشر هذه الاتصالات والمحادثات على خلفية أن قيادات حزب (الأمة) بعيدة عن المؤتمر الوطني؟
– لا أبداً ليس كلهم، هناك ناس قريبون ومن واقع مسؤوليتهم في الحزب يقومون بهذه الاتصالات.
{ هؤلاء يمثلون أسرته.. أبناءه وبناته؟
– لا، أولاده الذين لهم صلة بالقصر الجمهوري لا يتحدثون باسم الحزب إطلاقاً هم جزء من الحكومة ولهم موقفهم الخاص.. لكن توجد قيادات في الحزب من منطلق مسؤوليتها تقوم بهذه الاتصالات.
{ وضعتم مساعد الرئيس “عبد الرحمن المهدي” في وضع حرج أليس كذلك؟
– صحيح يمكن أن يكون في وضع صعب بحكم علاقة الأبوة، لكن “عبد الرحمن” اختار أن يكون شخصية قومية ويريد أن يلعب دوراً في الحياة السياسية والمشاركة الوطنية، وبالتالي هو تحدث مع الوالد واتفقا على هذا.
{ ألم يتحدث “عبد الرحمن الصادق” مع قيادة الحكومة حول موضوع والده؟
– أنا شخصياً لا علم لي بذلك.
{ ما تفسيركم لموقف “الصادق” الأخير بعد أن كان قريباً من حزب المؤتمر الوطني؟
– “الصادق” كان باستمرار في حوار مع المؤتمر الوطني، ووقع اتفاقات كثيرة لكن في النهاية شعر أن الحوار خرج من يده، وأصبح هناك شركاء كثيرون، وقد يكون غير راضٍ عن عملية دخولهم الحوار لأنه يريد أن يكون بينه وبين المؤتمر الوطني وحتى خطابه في أول لقاء للحوار لم يكن ايجابياً، ولما خرج من السودان كان غاضباً جداً وظن أنه يمكن أن يخلق موقفاً خارجياً يضغط به الحكومة بشكل من الأشكال، وظن أن علاقات السودان مع بعض دول الإقليم يمكن أن تعطيه وضعاً وفجأة انقلبت المسألة وأصبحت علاقة الرئيس “البشير” ممتازة مع هذه الدول، وهذه أفسدت عليه بعض خططه، وهذا الفشل زاد من غضبه ومرارته تجاه النظام، لذلك الخطاب الأخير الذي أرسله كان مليئاً بروح الإحساس بالفشل، وأصبحت العودة بدون وفاق مشكلة والبقاء في الخارج دون أي دور مقلقة ومشكلة، وفي الأثناء حزبه بالداخل واجه مشكلة كبيرة خاصة بعد فشل لقائه مع “إبراهيم الأمين”، والحراك الذي خلقه “مبارك الفاضل” و”إبراهيم الأمين” في الداخل في فترة غيابه وهما أخذا خطاً معارضاً لذلك هو لابد أن يزايد عليهما في معارضته في الخارج. هذا تفسيري لموقف السيد الإمام وهو لم يكن في حاجة لهذا الموقف لو ترك التفاهمات الجارية بيننا وبين حزبه تأخذ مجراها ويعود وينطلق من “أديس أبابا” ويلعب دوراً ايجابياً في الحوار كان سيكون أفضل له.
{ (الاتحادي) حزب غائب عن الحكومة ووجوده نظري؟
– (الاتحادي) حزب له وضعيته الخاصة، لكن بشكل عام إذا اعتبرنا أن السيد “محمد عثمان” هو رئيس الحزب وقراره القائم يمثل الحزب فهم مع الحكومة والحوار ونشطون في قضايا السلام، ومثل ما لاحظت أن (اتفاق أديس أبابا) لم يوقعه شخص من المؤتمر الوطني وقعه “أحمد سعد عمر” وهو وزير برئاسة مجلس الوزراء ودكتور “غازي صلاح الدين” فهما مشاركان في الحوار، والذين يلتزمون بقرار السيد “محمد عثمان” هم في الحكومة ومع الحوار، لكن هناك المتفلتين هم أكثر تطرفاً من (الجبهة الثورية) و(الحزب الشيوعي) مثل “علي محمود حسنين” وهو نائب رئيس الحزب و”التوم هجو” الذي أصبح مع (الجبهة الثورية) وبعض قياداتهم في الداخل التي تشتم النظام والذين ذهبوا إلى (طيبة) هؤلاء لا يمثلون السيد “محمد عثمان”.
{ ما تقييمكم لزيارة “عبد الله التني” رئيس الوزراء الليبي بعد اتهام السودان بالوقوف خلف الطائرة العسكرية؟
– كل هذه الأشياء كانت مفتعلة، أقول لك بكل صراحة كانت كذب من أولها إلى آخرها.
وطبيعة الصراع الموجود في “ليبيا” لا علاقة له بالسودان أرادوا أن يضعوا السودان في موضع المدافع وأن يبعد من أي احتمال لعب دور في قضية “ليبيا”، السودان لا يتدخل في هذه المسألة لكن جهات معينة لا تريد دوره كوسيط لأنها تريد الانفراد بـ”ليبيا” والوقوف مع جناح واحد.
{ جهات إقليمية أم دولية؟
– من البداية هم يعلمون على بطلان الاتهام، وأنا سمعت وزير خارجيتنا يقول نحن أوضحنا الحقائق للضيف الليبي ما يعني أننا برأنا ساحة السودان. وأعتقد أن الحكومة يجب أن لا تضع نفسها في هذا الموضع إطلاقاً، نحن لم نكن في موضع اتهام أصلاً بل بالعكس مطالبين باعتذار عن هذه الاتهامات المفبركة، نحن لم نتعد أو نتآمر على أية دولة وظلت علاقاتنا ممتازة جداً ولم نكن في أي محور ضد أية دولة.
إذا كانت هناك دولة أخذت موقفاً فهي مسؤولة عن موقفها، ونحن لم نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة رغم ما نسمعه من شتائم في الإعلام.
حوار- فاطمة مبارك
المجهر السياسي
خ.ي
يورو+دولار اميريكى وكندى +ريال+درهم دا كلو عرفناه الليره اللبنانيه ليه ؟حمدلله على سلامة القريشات مال حلال يشهد الله !!!!!!