رأي ومقالات
يوسف عبد المنان : لقاء السيدين..!!
الإمام “الصادق” منذ خروجه من البلاد غاضباً لنفسه ومنتقماً من الحكومة لاعتقاله، يبحث له عن دور سياسي يجعله حصان السباق القادم.. وما بين السعي لدول الإقليم العربية والتقرب للحركات التي تحمل السلاح، قدم “المهدي” نفسه (منقذاً) للسودان، والآن يمد “المهدي” جسور التواصل مع السيد “محمد عثمان الميرغني” لإقناعه بمشروع معارضة “المهدي” الذي يفصل (جلبابه) على مقاسه هو.. وجلباب الإمام الجديد متعدد الألوان لا يصلح إلا للاستخدام المهدوي فقط.. ويجعل من السيد “الميرغني” تابعاً، والحركات التي تحمل السلاح أداة طيعة على ظهرها وبعرق جبينها وكفاح بندقيتها يصبح الإمام “الصادق” ليس إماماً للأنصار والطائفية المهدوية فحسب، بل إماماً للسودان في قادم الأيام والمواعيد.
{ الضغائن التي في قلب الرجل السبعيني حملته لركوب السهل من سروج السياسة وهو يعبر المسافات بين علمانية قطاع الشمال وعنصرية “مني أركو مناوي” وشيوعية “عبد الواحد محمد نور”، والآن يتوسل لطائفة الختمية لتركب الصعب وتخوض مع زعيم طائفة الأنصار معركته هو لا معركة الطائفة الختمية، التي قال سيدها “الميرغني” إن مشاركة واجهة الطائفية السياسية (الحزب الاتحادي الديمقراطي) في الانتخابات القادمة قائمة.. والحزب الاتحادي الديمقراطي لن يقدم مرشحاً لمنافسة “البشير”، لكنه سيخوض الانتخابات مع المؤتمر الوطني على مستوى الدوائر الجغرافية، وذلك ما أثار حفيظة “المهدي” وخوف حزب الأمة من أن يجد نفسه معزولاً عن مرحلة قادمة قد تشهد ديمقراطية حقيقية، ويقدم المؤتمر الوطني تنازلات تغري المعارضة بأن تصبح جزءاً من اللعبة القادمة.
{ الإمام السيد “الصادق” الذي قال قولته الشهيرة عام 1977م حينما صالح الرئيس الأسبق “جعفر نميري” بعد دماء وإحن ودموع: (إذا احتربت يوماً وسالت دماؤها تذكرت القربى وفاضت دموعها).. و”الصادق” في ذلك الحين كان عمره نحو (55) عاماً.. عفا ومسح أحزان مجزرة الأنصار في ود نوباوي، ومشى على أشلاء شهداء حركة 1976م التي قادها الشهيد “محمد نور سعد”.. و”الصادق” في عام 2014م لا يصفح ولا ينسى أياماً محدودة أمضاها في سجن كوبر.. والإنقاذ التي حصد “المهدي” من خيرها أكثر من شرورها لم تنكل بحزب الأمة مثلما نكلت بأبنائها الأصليين ونعني الإسلاميين في المؤتمر الشعبي.. لم يمكث “الصادق” في سجون الإنقاذ مدة طويلة كما مكث الدكتور “حسن الترابي”، ولم تسفك قطرة دم واحدة من حزب الأمة، بينما قتل في دارفور وحدها نحو (10) آلاف نسمة.. ورغم ذلك يقول د. “علي الحاج”: (أهل دارفور لا يطالبون بإحياء الموتى وإعادتهم للحياة، لكنهم فقط يطالبون بالاستقرار والتسوية السياسية).. و”الترابي” الذي يبدو حريصاً على الحوار أكثر من المؤتمر الوطني عفا عن ما حاق به شخصياً وصفح عن سنوات أمضاها قادة حزبه في غياهب السجون، لأن “الترابي” كبير.. وكبير القوم لا يعرف الحقد.. لكن ما بال الإمام السيد “الصادق” الذي قطف ثمرات اتفاق (جيبوتي)، ووطن لابنه مقعداً في رئاسة الجمهورية، ونال حزبه من التعويضات مثل السيد “الميرغني”، ما باله الآن (مغبوناً) يطوف العالم من أجل إسقاط نظام عصي عن السقوط؟؟ وآخر اتكاءات “المهدي” البحث عن السيد الآخر لإعادة سيرة السيدين القمرين النيرين.. والحمد لله رب العالمين
المجهر السياسي
خ.ي