رأي ومقالات
صلاح حبيب : قضايا النشر ومضيعة الوقت!!
فالصحف منبر عام يطرح كل مواطن فيه رأيه بدون استهداف لأي جهة فالصحافة المسؤولة لا تفتح منبرها لأصحاب الهوى والغرض أو المتجني على الآخرين بسبب أو دونه أو تصفية حسابات على حساب المؤسسة الصحفية، ولكن في الغالب قضايا النشر تكون بدون قصد وتكون المصلحة العامة هي الهدف إلا أن بعض الشاكين يعتقدون أن هذه الصحيفة يمكن أن تكون بالنسبة له ليلة القدر طالما نشرت خبراً كاذباً ضده أو حاولت إشانة سمعته، ولا يدري هذا الشخص أن بعض الصحف لا تمنح محرريها رواتبهم لعدة شهور وأحياناً تمنحهم عطية مزين.
فالشاكي يأتي إلى الصحيفة أو يذهب إلى النيابة ليفتح بلاغاً ضد زيد أو عبيد ظاناً أن ليلة القدر أتته ليغنى منها أو هناك من يزين له ذلك، فيصر على فتح البلاغ ويصر على مواصلة القضية لشهور أو سنين، وفي النهاية يشطب البلاغ أو تطالب الصحيفة بنشر خبر يصحح ما ورد من خبر اعتبره الشاكي مساساً بشخصه.
نحن لسنا ملائكة فالصحيفة أحياناً تخطئ ولكن بدون قصد عندما تنشر خبراً أو تحقيقاً أو تقريراً، فدائماً عندنا حسن النية عكس ما يرى المتضررون.. فكم من شاكٍ ظن أن الخبر الذي نشرته الصحيفة الفلانية فيه استهداف له أو لأسرته ويحاول يضغط بشتى السبل، ليس من أجل رد اعتباره ولكن يعتقد أن المحكمة سوف تطالب الصحيفة بدفع مليارات الجنيهات نظير الخبر الذي تضرر منه الشخص، وإذا كانت المحاكم تحكم بهذه الطريقة لأغلقت كل الصحف وانتفت المصلحة العامة التي قامت من أجلها الصحيفة، فالصحافة منبر لمن لا منبر له يعكس من خلالها آراءه وقضاياه. كما تقوم الصحيفة بكشف مواقع الخلل والفساد وتبصير الدولة بأخطائها إن كانت هناك أخطاء، كما تقوم بتنوير المجتمع بما يجري من حوله. وكما قال “أبو الصحافة السودانية “حسين شريف” شعب بلا جريدة قلب بلا لسان.. فإذا كان هناك خطأ الصحيفة ملزمة بالقانون تصويبه.
مثلت يوم (الخميس) أمس الأول في بلاغين في ظني أنهما كانا يومي التلتلة ومضيعة الوقت، ويمكن الحل بالجلوس (الاتهام والدفاع)، فلن تنفع محاولات الابتزاز على الصحف.
المجهر السياسي
خ.ي