تحقيقات وتقارير

مآلات الحوار الوطني .. بين الواقع والخيال

[JUSTIFY]يبدو أن مآلات الحوار الوطني الشامل الذى ابتدره المؤتمر الوطني فى يناير الماضى بدأت ثماره تنضج فى ظل انعدام الايدى العاملة التى تجني هذه الثمار.
حراك وطنى واختلاف فى الاراء والمفاهيم ما بين القبول والرفض وخوف من القادم المجهول، ولكن مع كل هذا يظل الاتفاق على ان الحوار هو المخرج الامثل من الازمة التي يمر بها السودان، هذا ما اجمعت عليه القوى الوطنية مساء امس الاول فى الندوة التى اقامها المؤتمر الشعبى بمركزه العام «مآلات الحوار الوطني الشامل ».
وتحدث القيادى بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف وقال انه منذ العام 1956 هناك سؤال عن اسباب طرد المستعمر، ونقول ان السبب هو رفع الظلم وتحقيق تحول ديمقراطي وقسمة الثروة والسلطة بصورة عادلة.
وأضاف هناك خلاف بين الشعبي والوطني في بعض القضايا ونحن في الوطني نرى بعيننا ان الاشياء صحيحة والشعبي كذلك يرى بعينيه ذات الاشياء غير صحيحة، فيجب الاتفاق بين الوطني والشعبي وكل القوى السياسية وتقديم تنازلات للوصول لقواسم مشتركة.

وأكد ياسر ان الوطني حينما طرح حوار الوثبة كان صادقاً للجلوس والحوار للوصول لحلول ترضي كل الاطراف، ومنذ يناير الى اليوم الحوار مضى وما زال ماضياً وندعو كل من لم ينضم بمن فيهم الحركات ان ينضموا ومرحباً بهم.
وقال الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إن حزبه طرح ورقة جديدة لمناقشة ازمة البلاد مقراً بوجود ازمة سياسية منذ الاستقلال لغياب منظومة سياسية تحكم البلاد.
مؤكداً أن الحل ليس في الإقصاء او الحرب مشيراً الى انه لدينا ازمة عدلية تتطلب اعادة تاسيس كل المؤسسات العدلية والقضائية. وقال ان الحرية اساس الحوار الجاري حالياً ولو تمكنا بالخروج من الحوار بالحرية يعد ذلك من اكبر المكاسب.
إلى ذلك قال القيادى بحزب العدالة بشارة جمعة ان الحوار الوطني هو المخرج الوحيد من هذه الازمة، وان الوضع اصبح لا يحتمل اكثر من ذلك وان هناك غبناً واحتقاناً اذا انفجر سيؤدى الى حالة ربما تكون أسوأ من ما يجري بجنوب السودان، وان الذين يضحكون على جنوب السودان عليهم ان ينظروا الى انفسهم لان هذا الغبن والغضب اذا انفجر سيعم كل المدن والقرى.
وقال يوسف محمد زين القيادى بالاتحادى الوطنى، علينا ان نخرج السودان من هذا الكبت الى سماء الحرية ، التى نادى بها الامام عمر بن الخطاب، وقال نحن صبرنا خمسة وعشرين عاماً ولكن للاسف وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من انسداد فى الافق والفكرة، سواء على مستوى الحكومة والمعارضة ودعا لضرورة فتح هذا الانسداد.

واضاف ننظر كيف كنا وكيف صرنا وكيف كان و صار الآخرون، ابتداءً من السودان كمساحة وكثافة سكانية وعدداً ورياضياً ووحدة وطنية. وأكد زين العابدين باننا على حافة جرف هار ان لم نتدارك ذلك. وقال ان الحوار قيمة انسانية يصل بها الناس الى من يريدون وبها نصل الى الحلول فيما بيننا، ولكن وضعنا المأزوم لا يتيح لنا ذلك. واضاف كل من يحمل السلاح ينتهي به المطاف الى التفاوض وكل من يفاوض ينتهى المطاف به الى المساومة.
وأعرب زين العابدين عن أمله ان يكون للحوار عنوان ليس كحوار 27 يناير، وزاد نحن قلنا ان الحوار يجب ان يسمى الحوار الوطني للتحول الديمقراطي وسنكون فيه، نريد لهذا الحوار ان يكون له عنوان وهدفنا تفكيك دولة الحزب الواحد.
واعترافنا بالأزمة هو اعتراف بان هنالك دولة حاكمة ترى باعينها وتشم بانفها. وتساءل ماذا حدث في الوثبة التي اطلقها المؤتمر الوطني فى يناير، وقال نحن نريد الاعتراف بالنوع والثقافة والمعرفة والتنظيم. وقال ان المؤتمر الوطنى يوزع الشكوك على كل من اختلف معه واتهامه بالخيانة والعمالة.
وقال زين العابدين نحن لدينا علاقات وطيدة مع المؤتمر الشعبي وراسخة وهو حزب منظم وله شجاعة، وان حزب الامة له نفس الاطروحات وهذان حزبان لهما كوادرهما المتخصصة، ونحن مع المؤتمر الشعبي ان قاطع الانتخابات ولكن ان حاول غير ذلك «بنسل يدنا منو». وقال لا جدوى من الحوار مع المؤتمر الوطني وعاب علينا نحن فى قوى المعارضة اننا وضعنا قالباً معيناً للمعارضة. واضاف نحن هدفنا تغيير هذا النظام واعادة دولة القانون وهذا الوضع الان اصبح جاهزاً، فقط يحتاج الى الارادة الجماعية لقوى المعارضة ولا يعنينا ان كان للمؤتمر الوطني ستة او سبعة مليون فرد وماذا يعني ان تكون عضواً للمؤتمر الوطني وقد افقدك كل شيء.
واستغرب زين العابدين للحوار كيف سينطلق الحوار وقد بدأ فتح باب السجل الانتخابي.

من ناحيتها تحدثت الدكتورة مريم الصادق نائبة رئيس حزب الامة القومي، ان كل الناس فى الحوار ومع الحوار ولكن هناك صراع او اختلاف ما بين رؤيتين، رؤية تتحدث عن الحوار الشامل فى شكل حوار الوثبة الذى دعا الية المؤتمر الوطني فى يناير الماضي، وان الحوار سقوفه محددة وانه يحقن الراى العام السودانى ويحقن السياسيين ويصبح مدخلاً للفرقة بينهم. فيما يبقى المؤتمر الوطني دون تغييرات حقيقية تتيح بعض التغييرات السطحية مثل المؤتمر الاخير حسب قولها، لمن يعتقد او يقول ان هذه عملية ديمقراطية او حوار مرض تدخل فيه بعض الوجوه الجديدة لتكرس لفترة جديدة تبقيه فى السلطة.
وشككت في ان الحوار سيكون شاملاً للجميع وقالت ان كل من يخضع لسقوف المؤتمر الوطني فهو المعتبر في هذا الحوار، ومن يخضع للمؤتمر الوطني فهو المحتمل فى هذا الحوار ومن يخرج من السقوف الموجودة فهو مجرم وخائن وعميل وغيرها من الصفات، حسب قولها.
واشارت مريم الى ان هناك محوراً ثانياً هو ان لا ارتباط لهذا الحوار مع السلام، بالعكس تستعمل قوات خارجة عن الدستور ولا علاقة لها به وتنتهك حقوق المواطنين وتعمل ما تعمل فى اطار ارضاخ كل الاطراف بالقوة.
وقالت ان المحور الثالث والذى يعيشه كل واحد منا هو مسألة الحريات، من يتحدث عن نقد للنظام تستعمل معه اقسى الوسائل قانونية كانت ام غير قانونية بدون اى رادع، وفى نفس الوقت تقييد كامل للحريات حرية التنظيم، حرية التعبير، حرية التنقل، وقالت نحن مجموعة من السياسيين ممنوعون من حرية التنقل لاى جهة، وأصبح الأمر عادياً فى النهاية لا يهم نعتقل نحبس نعذب هذا هو حوار الوثبة لذلك نحن بكل وضوح هذا حوار لا طائل منه.

تقرير: النذير دفع الله
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]