رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : محنة فريق!!

[JUSTIFY]بعيداً عن السياسة وتداعيات المؤتمر الوطني للحزب الحاكم ونتائج انتخابات المكتب القيادي التي جاءت بكل الحرس القديم وأغلبية أمناء الأمانات المتخصصة وتوسعت مشاركة الأطراف النائية على حساب المركز.. كل تلك القضايا جديرة بقراءة ما خلف الستار وما وراء الحدث والسودانيون مجتمع شفاهي (يسلخ جلد الناموسة) على قول الإمام السيد “الصادق” رد الله اغترابه السياسي لوطنه بأعجل ما تيسر.. ولكن ما بين الوضع السياسي والرياضي ثمة نقاط تلاقٍ وتشابه خاصة إذا كان حزب الأغلبية السياسي (المؤتمر الوطني) في عافية وحالة طيبة وأحواله على ما يرام، فإن حزب الأغلبية الرياضي (الهلال) يعاني من أمراض مستعصية ويرقد طريح الفراش منذ سنوات طويلة، وكان الأمل المرتجى في “أشرف الكاردينال” كبيراً وتداعت لمناصرته جموع الأهلة من الشباب والشيوخ ولكن.. آه من لكن هذه.. لقد بدأت الفجيعة والحسرة في الاضطراب الفني والإداري الذي يعانيه (الهلال) حتى نال هزيمة كبيرة وموجعة جداً من (المريخ) الأسبوع الماضي، وكل الإرهاصات والدلائل تشير لهزيمة قادمة ليلة (الخميس) الموعود وذلك لعدة أسباب:
أولاً: عدم الاستقرار الفني للفريق الذي بدأه بإقالة المدرب التونسي الفذ “النابي” بعد أن تمرد بعض لاعبي الهلال عليه ورفضوا الإذعان لخططه التكتيكية وتدريباته الشاقة ومنهجه في الانضباط، وقد أبديت اعتراضاً كعضو في مجلس تسيير (الهلال) حينذاك على إقالة “النابي”، إلا أن بعض الذين كانوا متنفيذين في مجلس التسيير لهم مصالح في إقالة “النابي” والمجيء بالمدرب البرازيلي “كامبوس” في صفقة مثيرة للشبهات.
ثانياً: قبل أن يتعرف “كامبوس” على إمكانيات لاعبي الفريق تمت إقالته وجيء بالمدرب “التاج محجوب” الذي جلس في مقعد المدير الفني لبضعة أيام ليأتي مجلس الكاردينال بالمدرب “مبارك سلمان” وإقالته بعد شهرين فقط وتسند المهمة لـ”عاكف عطا” ثم “فوزي المرضي” وأخيراً “الفاتح النقر” ليبلغ عدد المدربين الذين أشرفوا على تدريب الهلال سبعة مدربين في موسم واحد مما يؤهل (الهلال) للمنافسة على موسوعة (جينيز) للأرقام القياسية في تغيير وتبديل المدربين، لأن “الكاردينال” يذعن بعد كل هزيمة لضغوط الشارع الهلالي والصحافة ويستبدل المدربين كما يشتهي البعض.
ثالثاً: نجح (المريخ) من خلال آلته الإعلامية في زعزعة استقرار (الهلال) بتقديم عروض خرافية للاعبي الهلال مطلقي السراح لقيدهم في الكشف الأحمر وتبديل حالهم من الفقر إلى الغنى ومن شظف العيش لرغده وهي وعود ليست حقيقية.. ولكن لاعبي الهلال أصبحوا يؤدون المباريات في مناخ من الضغوط النفسية ما بين التمسك بالشعار والقبول بتقييم لا يتناسب وسوق الانتقالات وما بين الهجرة جنوباً لـ(نادي المريخ) حيث المال والثراء!!
هذه الأسباب مجتمعة أفقدت (الهلال) كأس السودان ومن قبل خروجه غير المفاجئ من البطولة الأفريقية، وربما فقد (الهلال) قمة (الخميس) وذهب كأس بطولة الدوري لفريق (المريخ) الذي يجيد اللعب في الميدان وتديره نخبة متجانسة وإعلام غير منقسم على نفسه كما هو حال (الهلال).
على بعد أمتار من نهائي البطولة ينتظر (الهلال) موسم التسجيلات، وقد بات الهلال فريقاً يحتاج للتجديد في كل خطوطه ومدرب يعيده على الأقل لماضيه القريب.
أما الحديث عن بطولات قارية فتلك أحلام لا تلامس الواقع.. فالسودان في الوقت الراهن غير مؤهل للمنافسة على الكؤوس إلا من شاكلة (سيكافا) وما دونها.. وحتى هذه (الهلال) بعيد عنها بالغرور والتعالي غير المبرر والاضطراب وعدم الاستقرار الفني.. وما يزال هناك بصيص أمل وضوء في آخر نفق وبعض الأمل والرجاء في “أشرف الكاردينال” أن يعرف كيف يتخذ القرار السليم ويصبر على المدربين وينتقي المواهب على طريقة “صلاح إدريس” حتى لا يجد (الهلال) نفسه في مقبل الأيام منافساً لـ(أهلي شندي) و(مريخ الفاشر) و(الخرطوم الوطني) وتتسع الشقة بينه و(المريخ).

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]