سلفا .. حزمة قضايا مع السلاطين
زهاء اربع ساعات كانت هي الفترة التى إستغرقتها كلمة الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر الملوك والسلاطين والإدارة الأهلية، بجنوب السودان الذى الـتأمت فعالياته في حاضرة ولاية الوحدة مدينة بانتيو.
وبالرغم من طول الخطاب أبدى سلفا قدرات خطابية هائلة وصراحة مفرطة في التناول جعلت الجميع مشدود نحوه من دون الملل الذي يتبعه بالضرورة التثاؤب ومراقبة شوكة الساعة.
وأعلن سلفا صراحة عن موقف الحركة الرافض لنتائج التعداد السكاني الأخير ولخص تلك الإعتراضات في عدد الجنوبيين في الجنوب، وعددهم في الشمال، بالإضافة الي إزدياد أعداد السكان في ولايات دارفور بالرغم من ظروف الحرب والنزوح، وقال سلفا: بانه ما مبسوط وماراضي عن نتيجة التعداد ودعا لعدم إستخدام النتائج في عملية توزيع الدوائر الجغرافية في العملية الإنتخابية. وفيما يشبه التراجع أعلن رئيس حكومة الجنوب في كرنفال تخريج (415) طالباً من ولاية الوحدة بالجامعات والمعاهد العليا، بإستاد مدينة بانتيو أن تمسكهم بالأعتراضات على نتائج التعداد من شأنه إرجاع البلاد لمربع الحرب مرة اخرى، الأمر الذي يرفضونه جملة وتفصيلا، غير ان سلفا شدد على أن الحركة الشعبية مستمرة في الحفاظ على مكتسباتها في الثروة والسلطة بحسب ما نصت عليه برتكولات إتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) وصولاً للإستحقاق الإنتخابي القادم الذى من شأنه إحداث تغييرات جذرية في مستوى الحكم.
وبعد أن أطلق النائب الأول زفرة عميقة جراء ما أسماه المشاكل المتعلقة بإنفاذ نيفاشا قال : لو تكلمت عن المشاكل المتعلقة بالإتفاقية لتحدثت لوقت طويل جداً وأضاف: عدم إنفاذ الإتفاقية يأخذنا الى أماكن بعيدة ً في إشارة لقضية التحكيم الدولي في قضية أبيي وتابع سلفا أن الحركة بعثت وفد رفيع المستوى الى هولندا لتقديم الوثائق التي تسند موقف ورؤى الحركة، وتعهد بالإلتزام التام بقرارات المحكمة وقال: أتمنى من الشريك (المؤتمر الوطني) الإلتزام كذلك. وبحسب ما رشح من معلومات فإن محكمة التحكيم الدولية ستبت في القضية في يوليو القادم. وفي سياق متصل أبدى سلفا تشاؤمه تجاه قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وقال: مشكلة الحدود بين الشمال والجنوب لم تحل ولا يبدو ذلك في الأفق وأضاف بأن عمل اللجنة المكلفة بعملية الترسيم يمضي ببطء من دون تقدم ملحوظ وأستطرد أتمنى ان تقدم اللجنة تقريرها بحسب ما قرر له سبتمبر القادم.
وأتهم سلفا جهات لم يسمها بالعمل على زعزعة الإستقرار والأمن بالجنوب وذلك لإظهار حكومته في موقف العاجز عن إدارة الأقليم الجنوبي وقال: نعمل ليل نهار لإحداث تنمية في الولايات الجنوبية كافة وطالب بمقارنة أحوال الجنوب قبل وبعد الحرب وأضاف سلفا بأن أعداء السلام يعملون على تشجيع النزاعات القبلية في الجنوب.
وأصدر رئيس حكومة الجنوب تعليماته لحكام الولايات الجنوبية بأهمية جمع السلاح من أيدي المواطنين وإحتكار إمتلاكه على القوات النظامية كما شدد على أهمية معرفة مصدر السلاح المتطور بأيدي المواطنين. وأعرب عن إستغرابه من تزايد النزاعات بين القبائل في زمن السلام وتوقع تزايدها – النزاعات- مع إقتراب موعد الإستفتاء.
واكد رئيس حكومة الجنوب تأثر الأوضاع الإقتصادية بحكومته جراء الأزمة الإقتصادية التى ضربت العالم ودعا لإيجاد بدائل دخل أخرى لسد العجز الذي خلفه إنخفاض أسعار النفط عالمياً.
وأبان سلفا عن وجود مشكلة في الأمن الغذائي بسبب الإنعكاسات السالبة لقضية الأمن على مجمل العمليات الزراعية بالرغم من خصوبة الأرض وإستمرار موسم الأمطار لعشرة أشهر وشدد على أهمية العودة للزراعة لتوفير الغذاء كما دعا الشباب لعدم تعاطي المسكرات قبل الخامسة مساء وإستغلال ذلك الوقت في الزراعة.
ورسم سلفا أبهى صور المؤتمر بإعتذاره للسلاطين نيابة عن حكومة الجنوب والجيش الشعبي جراء أية إنتهاكات صدرت ضدهم إبان الحرب وحتى في أثناء فترة السلام وقال للسلاطين: أناشدكم المسامحة لمعرفتي التامة بالأدوار العظيمة التي تلعبونها في حفظ الأمن آنياً، ولأدواركم السابقة في دعم نضالات الحركة وقطع رئيس حكومة الجنوب وعداً بشراء سيارة لكل سلطان.
ولعل أبرز ما في خطاب سلفا التزام الحركة بإنفاذ إتفاقية السلام الشامل رغماً عن الإعتراضات الكثيرة التي تعترض ذلك الطريق، والتزامها بمقررات تحكيم لاهاى، وأكد قدرة الحركة على حفظ الإستقرار في الجنوب بالرغم من وجود المتربصين، وجاهزية الحركة لخوض الإنتخابات القادمة بالإستناد على المد الشعبي الكبير في الجنوب والشمال، إضافة لتشجيع الزراعة لحفظ الأمن الغذائي.
مقداد خالد :الراي العام