أ.د. معز عمر بخيت

هذا خلق الله فلم تبدلونه يا فتيات السودان

هذا خلق الله فلم تبدلونه يا فتيات السودان
لون البشرة لدى الإنسان يتراوح من الأسود عند الذين ترتفع لديهم درجة تركيز صبغة الملانين قاتمة اللون إلى بشرة عديمة اللون تقريباً حيث تظهر وردية بيضاء بسبب الأوعية الدموية تحت الجلد. وتغيير اللون محكوم بتغيرات وراثية وبيئية كذلك فكلما انتقلنا إلى المناطق التي تقع جنوب الصحراء والمناطق العالية والذين يتعرضون للأشعة تحت البنفسجية يزداد لون البشرة سواداً بسبب زيادة صبغة الملانين التي تحمي البشرة من هذه الأشعة المسببة لأمراض الجلد المختلفة وأهمها السرطان. وللون الأسمر كذلك فوائد فسيولوجية هامة يفتقدها أصحاب البشرة البيضاء مثل قلة تجاعيد الوجه، قلة ظهور الشيب فلا تظهر الشيخوخة مبكراً.

وقد ردد مطربونا الكبار أغنيات أبدت الإعجاب بأصحاب البشرة السمراء مثل أغنية الجابري أسمر يا أسمر.. ورائعة حسن عطية خداري البي حالي ماهو داري وكذلك أبو اللمين يغني أسمر جميل فتان.. ومحمد وردي الليلة يا سمراء.. وكثير من الأغنيات الأخرى مثل يا الساكن قريب لي داري سامي لونو سماري. وقد ورد اللون الأسمر كذلك في الشعر العربي والأغيات العربية مرتبطاً بالجمال.

كل هذه المقدمة لأن هناك هجمة شرسة ضد اللون الأسمر الذي وهبه الله لأصحابه وعلى وجه الخصوص من تجار المستحضرات المزيفة فأغروا الفتيات وبعض الرجال بتبديل لونهم من الأسمر إلى الأبيض للحصول على جمال جذاب خاصة وأن معظم الذكور من أصحاب البشرة السمراء يميلون لصاحبة اللون الأبيض فصارت كل من تبحث عن عريس تغير لونها. المتابع لهذا الفعل المتخلف في السودان خاصة ما يطل عبر الفضائيات يجد الجنس اللطيف قد تبدلت سحنته فمن كان لونها أسمراً صارت بيضاء خاصة إذا أصبحت مطربة أو مذيعة. من لا يصدقني فلينظر إلى مطربات برنامج نجوم الغد عندما تقدمن أولاً للمسابقات والآن بعد أن صرن من نجوم الطرب في الشهر الكريم وفي برامج تراويح ما بعد الإفطاروغيرههن كذلك من مطربات ومذيعات في مواقع أخرى كمطربة شاهدتها في نجوم الغد سمراء جميلة والآن في أحد البرامج الغنائية الرمضانية بيضاء دائرية الوجه (Moon Face) بسبب الكورتيزونات في كريمات التبييض وهي تعتقد أنها أصبحت في غاية الجمال والجاذبية وكثيرات غيرها كذلك.

الشيء المضحك أن تغيير اللون غير مصاحب بتغيير السحنة الأفريقية حيث لا تزال الأنف والشفاه دون تغيير في الشكل فكريمات التبييض المميتة التي تستخدمها غالبية فتيات السودان لابد ان تصاحبها عمليات تجميل للأنف والشفاه حتى يتلاءم اللون مع الشكل. والبعض يستخدم (قدرّ ظروفك) فتجد الوجه مثل الجير واليدين مثل القطران وهذا النوع يتحتم عليه عدم الرد على الموبايل أو استخدام المايك خاصة في بداية المشوار! والله يا فتيات السودان.. والله.. ووالله ستدفعن ثمن هذا العبث بخلق الله كثيراً وما تستخدمنه في أجسادكن من مواد ملوثة قادمة من غرب أفريقيا ومركبات الدجالين الذين يتبارون في الإعلان عن خزعبلاتهم هذه عبر أجهزتنا الإعلامية التي لا يهمها سوى ثمن الإعلان وتحت أعين وزارة الصحة ستعود بأخبث الأمراض عليكن وعلى ذريتكن وانظرن ماذا حدث لمايكل جاكسون حين قرر أن يبدل بشرته من الأسود إلى الأبيض (هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه صدق الله العظيم).

من المعروف علمياً وطبياً أن كريمات تفتيح البشرة بطريقة كيميائية تسبب السرطان والفشل الكلوي والكبدي واضطراب الجهاز العصبي الحاد و تؤثر على جهاز المناعة. تحتوي هذه الكريمات على الكثير من المواد الضارة والسامة كمادة الزئبق وغيره من المواد في الوقت الذي يروج محضري هذه الكريمات وكذلك مسوقيها على انها كريمات طبيعية خالية من الأضرار ومن الآثار الجانبية. مادة الزئبق في مستحضرات التجميل العالمية لا تزيد عن 3 مايكروجرام/جرام وهو الحد الأقصى المسموح به بينما تصل في مركبات هؤلاء الدجالين إلى ما يصل إلى 16000 مايكروجرام أي بما يزيد أكثر من 5000 مرة عن الحد المسموح به مما يؤدي الأمراض التي أشرنا إليها أعلاه.

أتمنى أن تكون هناك حملة توعية لمضار هذه الكريمات وأن ينتبه المسئولين في مجالات الصحة والإعلام عن خطورة الترويج لمثل هذه المركبات وعدم التركيز فقط على عائد الشريط الإعلاني فأثر هذه المواد أخطر من أثر التدخين والمواد التي تحتويها أكثر خطورة من النيكوتين الذي يسبب سرطان الرئة لدى أكثر من 50% من المدخنين. ويا فتيات السودان أنتن جميلات خلقة وطبع وأنا أحد الذين جابوا الكرة الأرضية وشاهدت الجمال في كل العالم ولم أر أجمل من نساء بلادي عندما كن كما هن وكما يردد مطربنا ود اللحو يا اخوانا الجمال موجود في كل مكان لكن الجمال الأصلي في السودان. ما تعتقدن الآن انه جمال هو في الحقيقة مسخ وتشويه وصرتن مزيفات وضاع جمالكن السوداني الأصيل من وجوهكن وصرتن كالأخريات من فتيات العالم فارجعن أجمل كما كنتن وأروع كما عهدناكن وحافظن على ما لديكن من نعمة وصحة ومال نحبكم أكثر.

قليل من الماكياج مرغوب ومحبب وقليل من الإهتمام بالشكل والملبس محبذ خاصة لكل الذين يطلون عبر الفضائيات وهو أمر في غاية الأهمية حيث تعكس الشاشة صورتنا للعالم وهي تعتمد كذلك على الشكل وجاذبيته، لكن التوازن مطلوب لأن الملاحظ في في فضائياتنا إما بهدلة وعدم إهتمام وترهل أو إفراط في مستحضرات التجميل وكريمات التبييض وزركشة الملابس والثياب لحد الشذوذ.

في الختام تحية خاصة لصديقي الرائع والمذيع اللامع الطيب عبد الماجد على النيولوك وعلى البرنامج المدهش مثله وقد كنت أتابعه لايف من مدينة سان أنطونيو السياحية على الحدود المكسيكية بتكساس ولم أعرف أنه صديقي وحبيبي الجميل الطيب إلا بعد منتصف رمضان (وجه مبتسم وسعيد).. وبركاتك يا شيخنا البرعي.. ولي عودة.

مدخل للخروج:

يا اجمل من دفقات النور ومن اطياف الزمن النائم خلف السور وكل بهاء.. يا وجها علم شكل البدر معانى الفجر واشرق سحرا ثم اضاء.. يا امرأة تغزل ضوء القمر حريرا يسطع في العلياء.. يا امرأة تقتل فينا الخوف وتطلع همسا كالايحاء.. يا امرأة كانت نبض الشعر وكانت فينا وحي اللحظة كانت فينا بحر صفاء.. من أي زمان أي مكان أي خريف أي شتاء.. قد جئت ربيعا غمر الصيف وحول وجه الدنيا فصلا آخر حين أفاء.

أ.د. معز عمر بخيت – عكس الريح
صحيفة المجهر السياسي
[Email]moizbakhiet@yahoo.com[/Email]

تعليق واحد

  1. بصراحة يا دكتور لون البشرة الاسود مش حلو . معاهن حق يستعملن الكريمات . وبعدين انت مالك ومال حرية الناس كل زول حر في نفسو . ثم ثانياً خلاص خليت الطب وقبلت على الشعر وبرضو ما عارفين ليك ولا حتى بيت واحد . يعني مش أي زول درس طب ممكن يكون شاعر زي جماع او التجاني يوسف بشير . ياخي اتواضع وما تعمل لينا وجع وش .