عامل برطاني يحدد مكان أنتحاره بواسطة “جوجل إيرث”
ذكرت صحيفة ” ديلي تلجراف” البريطانية أن شخصا بريطانيا استخدم موقع “جوجل ايرث” لتحديد مكان مناسب للانتحار.
وأفادت الصحيفة أن ديفيد جرانت، وهو عامل في متجر لبيع قطع السيارات، توجّه إلى دارتمور للانتحار بعدما طبع صوراً لمكان انتحاره من موقع جوجل ، وأظهر تحقيق ان الرجل طبع أيضاً ملاحظات عن مخاطر الكربون، فيما استخدم الغاز لخنق نفسه في سيارته.
وخطط غرانت “40 عاماً” بدقة شديدة لموته، وترك أوراقاً بقياس A4 على سيارته طالباً من الناس عدم فتح الباب.
ووجد أشخاص سيارته مليئة بالغاز وحاولوا إخراجه، لكنه توفي جراء التسمّم من غاز الكربون الأحادي.
وكتب جرانت على سيارته لافتات مثل “خطر، لا تدخلوا مهما كان الثمن، ثاني أكسيد الكربون يقتل”، كما وجدت الشرطة ورقة فيها أسماء تفصيلية عن أقارب الرجل.
وقال رئيس الشرطة سايمون كنوت انه عثر في السيارة على صور جوية للمنطقة طبعت من الإنترنت.
أهداف عسكرية
عندما قامت شركة جوجل بتصميم برنامجها الشهير “جوجل إيرث” كانت تهدف في المقام الأول تقديم معلومات جغرافية لمستخدميها بغرض السفر أو السياحة ولم تتخيل الشركة أن يكون لهذا البرنامج أهدافاً عسكرية، ولم يتوقع أحد على الإطلاق أن يكون البرنامج الذى ظهر على أيادٍ أمريكية سلاح يُستخدم فى يوم من الأيام ضد الأمريكيين أنفسهم وحلفائهم أيضاً.
فقد ذكرت صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية أن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة.
وحذرت الصحيفة من أن البرنامج جعل من هذه المواقع أهدافا سهلة محتملة لمن يريد مهاجمتها، مضيفة أن جوجل طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة.
ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل “نقطة قوة” للدول الأعداء على حد تعبيرها و”كنزا” للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة إلى الصور السابقة التي تتكون من بيكسل واحد لكل 10-20 متراً مربعاً على الأرض.
ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل في مدينة ديمونة بالصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية الموساد وموقعها سري.
وفى نفس السياق أيضاً فقد أظهر تقرير إخبارى نشر فى جريدة ديلي تليجراف البريطانية أن المقاومة في العراق تستخدم هذا البرنامج لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية والأمريكية.
وهذه المعلومات لم تأت من فراغ ولكن تم اكتشافها من خلال مستندات عثر عليها أثناء مهاجمة عدد من المنازل التي كان يختبئ فيها المسلحين.
وأشارت الصحيفة استناداً إلى دوائر استخباراتية أن عناصر المقاومة قد استخدمت برنامج جوجل إيرث فى تحديد المناطق المستهدفة ويظهر ذلك جلياً فى الصور التي تم العثور عليها والتى تظهر محيط مدينة البصرة الجنوبية وكانت تحتوي على مبان تفصيلية داخل المعسكر البريطانى.
بالإضافة إلى أهداف يمكن قصفها مثل الخيام وأماكن الغسيل والمراحيض كما أن خطوط الطول ودوائر العرض للأهداف المخطط قصفها كانت محددة على ظهر الصور.
وأوضح ضابط مخابرات بريطاني فى تصريحات أوردتها الجريدة أنهم يستخدمون برنامج “جوجل إيرث” لتحديد أكثر الأهداف سهولة لقصفها، وتتعرض المعسكرات البريطانية في البصرة بشكل يومي تقريباً لقذائف الهاون.
ويتيح برنامج جوجل إيرث تحديد الأماكن بسهولة كبيرة ودقة متناهية وبسرعة فائقة ، فما على مستخدم البرنامج سوى الضغط على منطقة ذات دلالة معينة وحينئذ ستنبثق إحدى نوافذ ديسكفري تضم روابطًا لكلا من ملفات الفيديو ومعلومات الموسوعة حول هذه المنطقة وتوضيح خطوط الطول والعرض.
ولم يكن استخدام جوجل إيرث كسلاح عسكرى من ضمن أجندة جوجل وهى تقدم هذه الخدمة لعملائها، ولكن كثيرا ما تأتى الاستخدامات بما لا تشتهى جوجل، فبعد استخدام حركة المقاومة البرنامج فى العراق وفلسطين بدأت مشكلة إقليم دارفور بالسودان تدخل الصورة هى الأخرى.
فقد بدأت جوجل باستخدام خدمتها للخرائط لرصد أعمال العنف في منطقة دارفور بالسودان، وبناء على الاتفاق الذي وقعته مع متحف الهولوكوست التذكاري في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت الشركة بتحديث خدمتها لتشمل مجموعة من الصور عالية الجودة ملتقطة بالأقمار الصناعية للمنطقة وذلك بغرض توثيق القرى المدمرة والمشردين ومعسكرات اللاجئين.
وقد وضعت جوجل على تلك الخرائط علامة الحريق لتحديد القرى المدمرة وعلامة الخيم لمعسكرات اللاجئين، وبالضغط على علامة الحريق، سيحصل مستخدم الإنترنت على بيانات باسم القرية وإحصاءات بالدمار الذي لحق بها.
وتأمل جوجل في أن تلفت الخدمة الجديدة أنظار العالم إلى المأساة التي يعيشها سكان دارفور منذ أربع سنوات خاصة وأن الأمم المتحدة تقدر عدد القتلى بأكثر من 200 ألف قتيل بينما يقدر عدد المشردين بحوالي 2.5 مليون شخص.
المصدر :محيط