رأي ومقالات
زاهر بخيت الفكي : بلا هُوية نحن..!!
ها نحن نبحث عن هُوية تخُصنا وحدنا فقط بلا شريك ..
هُوية ننتمى لها حقاً تجمعنا مع هذا وذاك…
هُوية ننعتق بها من أسر العصبيات والإثنيات البغيضة التى ما عادت تجمع بل كانت سبباً فى شتاتنا ..
أسئلة طرحوها من زمانٍ بعيد بلا إجابة قاطعة شافية لا شك فيها ترتاح بها أنفس حائرة أضناها البحث تتأرجح هُويتها حسب أمزجة الساسة وتقلبات السياسة..
أوعربٌ نحن..؟
نعم نحن عرب نتحدث العربية بطلاقة وتقترب عاميتنا السودانية كثيراً مع اللغة العربية الفصحى وقد تزاوج أجدادنا العرب القدماء عندما وفدوا من الجزيرة العربية مع أمهاتنا من الزنوج وكنا نحن ثمرة هذا التزاوج خليط تمكنا معه من الإلتحاق بالجامعة العربية وصار السودان عضواً بارزاً من أعضاء الجامعة يمتلك مقعداً فيها ونظريات من بعضهم تدعم عروبة السودان المُطلقة وانتساب معظم أهل السودان لبطون العرب وأشرافها أو هكذا يزعمون…
إذن وماذا عن أفريقيا..؟
أفريقيا الإنتماء الجغرافى وموطن الأمهات كيف لا ونحن من أسسنا مع بعض الدول الأفريقية منظمة الوحدة الأفريقية وما زلنا أحد أهم الأعضاء فيها حتى بعد أن صارت الاتحاد الأفريقى ومعهم أسسنا الاتحاد الأفريقى لكرة القدم وثمان دول أفريقية قبل انشطار جنوبنا الحبيب كانت تمتد حدودنا معها كيف لا وبعضنا يُجيد التحدث بكثير من لغاتها والحنين دوماً إلى حيث الأم وأمهاتنا هنا..
إلى متى ..؟
حمداً لله أن الفضاء هذا الواسع صار ملكاً للكل وقد أتيح للكل فيه التحدث عن ما لم يستطع أن يبوح به من قبل بحرية تامة وبلا حجر من أحد وقد قيل فيه الكثير عنا وعن السودان وقد انكسرت قيود الحياء التى كانت تُكبل ألسنة وأقلام بعضهم من التحدث والكتابة وبلا قيود عن إنتماءنا للعروبة المزعومة وللأسف دائماً ما يطلقونها مع كثير من السخرية منا ومن محاولة الارتباط بهم والتحدث عن قضايا العروبة ومشكلاتها التى كنا نحسب أنها تهمنا أيضاً مثلهم أولسنا منهم أو هكذا كنا نظن..
كثيرةٌ هى الأمثلة ودونكم المواقع وما فيها..
الهُوية ولا غير هى ما عنه نبحث ..الهُوية التى تُمكننا من الالتقاء ثانية فى وطننا الكبير هذا وقد زالت فيه أهم أسباب الغبن وما نعانيه من صراعات ربما تتحمل الهُوية معظم أسبابه ليتها كانت قبل الحوار وقد مللنا الصراع والخلاف فيما بيننا وما نتج عنه من ضحايا..أوجدوا لنا هُوية سودانية لا مكان للدونية فيها ولا أفضلية فيها لزيد على عبيد ولن يحتاج الساسة من بعد لكثير عناء فى إدارة شئون الحكم فيه…
والله المستعان…
بلا أقنعة..
زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة السودانية….[/JUSTIFY]