منوعات

الحجاج ما بين متوجس من الرشح وغير مكترث بـ«إيبولا» ..الكمامات لا تفارقهم.. وقلم رقمي لحفظ بياناتهم

[JUSTIFY]في الوقت الذي اكتسى فيه الحجاج لون البياض لابسين أرديتهم وأُزُرهم، ملبين ومهللين، لا يغفل الكثير منهم الاحتياطات الصحية في المشاعر المقدسة، متباينين في قناعتهم تجاه ذلك ما بين حذر متيقظ، وآخر متساهل غير مكترث. والاهتمام بالجانب الصحي في تجنب العدوى له طقوس مختلفة كما لاحظت «الشرق الأوسط» أثناء جولتها في المشاعر المقدسة، لتنتج عن ذلك ردود فعل مختلفة وعفوية من الحجاج.
أبرز مظاهر الاحتياطات الطبية التي يقوم بها الحجاج في المشاعر المقدسة ارتداء الكمامات التي تغطي الفم والأنف، لكنهم أيضا يتفاوتون في فهمهم لأهمية ارتدائها والمكان المناسب لها، وهناك من الحجاج من يرتدون الكمامات حتى في الجلسات الودية التي لا يزيد عدد الجالسين بها على الاثنين أو الثلاثة، يقابلهم آخرون لا يكترثون حتى لتغطية أفواههم عند السعال أو العطاس، مما قد يتسبب في نقل العدوى.
الحجاج الأوروبيون أو القادمون من أوروبا هم الأكثر حرصا وانتظاما على العادات الصحية السليمة. أحدهم ألماني من أصول تركية يدعى ايدرام محمد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه حريص على ارتداء الكمامة والتزام العادات الصحية السليمة خوفا من الإصابة بالزكام فقط. بينما سألت «الشرق الأوسط» أحد الحجاج الباكستانيين الذي لم يكن يرتدي الكمامة وسط الحشود في منى، عن استعداداته لمواجهة فيروس إيبولا، فأجاب بأنه لأول مرة يسمع بذلك الاسم.
صفة التساهل في الاحتياطات الصحية كانت ملازمة أكثر للحجاج الآسيويين لا سيما حجاج باكستان وبنغلاديش، في حين أن الانضباطية أكثر تظهر بجلاء في الحجاج الأوروبيين، ليبقى العرب كما هو طبعهم في كثير من القضايا، حيث يفضلون المنطقة الوسطى والتي تمثل نصف اهتمام بالاحتياطات الطبية في الحج، أو التطرف بشقيه: حرص زائد عن الحد المعقول، أو إهمال لدرجة عدم الاكتراث بأبسط قواعد الوقاية، لتكون النتيجة تلقيه العدوى فيصيب نفسه ويؤذي غيره، كما علق بذلك صادق الشرعبي أحد الحجاج اليمنيين في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عندما قال بابتسامة «الأمر ليس متوقفا على اهتمامنا بالجوانب الصحية في الحج.. العرب في الغالب متقلبو المزاج ولا يعرف لهم حال».
ويعلق على ذلك أحد الحجاج من جنسية عربية، ويدعى حسن عبد اللطيف، بقوله «الزحام شديد وأنا حريص جدا على تجنب حتى الزكام، لأنه قد يجر خلفه أمراضا أخرى، ولذلك أنا ملازم للبس الكمامات في الحج حتى في الجلسات الصغيرة».
مظاهر الإهمال متنوعة في المشاعر، فهناك تنقل الحجيج في أوقات الظهيرة التي تكون الشمس فيها أشد ما تكون دون المظلات الواقية من الشمس. بالإضافة إلى تناول الأغذية المكشوفة أو المعرضة للذباب والأتربة، وإهمال استخدام المناديل الورقية أثناء العطس أو الزكام.
وهذا يجعل المستشفيات والمراكز في المشاعر المقدسة في حالة استنفار دائمة كانت ستخف بشيء من الوعي من قبل الحجاج. يقول مدير المستشفى النور الدكتور محمد بافرج، تعليقا على الاستعدادات لحالات العدوى التي يتعرض لها بعض الحجاج بسبب إهمال الاحتياطات الصحية «إن غرف العزل صممت للتوافق مع المعايير العالمية التي يحرص مستشفى النور التخصصي على تطبيقها بالمستشفى لحماية المرضى من العدوى، حيث روعي في تصاميم الغرف إنشاء دورات مياه لتجنب خروج المريض تحت العزل الطبي من الغرفة».
وكتدابير تقوم بها المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر لضمان سلامة الحجيج ومعرفة الحجاج الذين يتعرضون للعدوى، تم استخدام تقنية القلم الرقمي، الذي بدأت وزارة الصحة في تطبيقه في كل المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية على مستوى السعودية.
يقول الممرض عبد الله عسيري، في مستشفى منى الجسر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نتمكن من خلال القلم من حفظ معلومات الحاج، دون اللجوء إلى الكتابات الخطية، وتوثق المعلومات كل حالة من دخول المريض إلى المستشفى وحتى مغادرته والأدوية التي صُرِفت له والتحاليل المخبرية، والوقت الذي يستغرقه المريض من دخوله المستشفى إلى مغادرته».
أحد الحجاج الكويتيين علق على ذلك بقوله «هذه التدابير التي تتخذها المستشفيات في المشاعر المقدسة جيدة، لكن الأجود هو قليل من الوعي والحرص من قبل الحجاج لسلامة أنفسهم أولا ومن ثم الغير».
[/JUSTIFY]

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. بدل الخبر عن الزكام بين الحجيج كان من باب أولى خبر حجيج السودان الجياع والذين دفعوا للبعثة 1050 ريال سعودي مقابل الوجبات مع العلم أن سعر وجبة الحجيج في السعودية لا تتخطى العشرة ريالات . اتقوا الله يا تجار الهيئة العامة للحج والعمرة ويا وزير الارشاد ول الشئون الدينية ام ماذا تسمونه اليوم لا أدري .