تقنية تركية لتشخيص الأورام بمجهر ذكي
وتعتمد التقنية الحديثة على نجاح الفريق في صناعة مجهر متحد البؤر يستخدم الليزر لمسح الخلايا ويكوّن صوراً لها، بدلا من المجهر العادي “البصري” الذي يكثر استخدامه في المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة بالأورام.
وتعد هذه التقنية واحدة من ابتكارات عديدة كشف البحث العلمي في تركيا النقاب عنها في الفترة الأخيرة، وباتت تجتذب الكثير من الزبائن المحليين والخارجيين الراغبين في شراء التقنية أو الاستفادة من مجهود الفريق العامل بها.
مزايا التقنية
وقال الأستاذ المساعد في جامعة بلجي المشرف على فريق العمل داهان غوكدال إن الفريق يسعى لصنع مجهر جديد سيكون سهل النقل وصغير الحجم مقارنة بالمجهر العادي.
ووفقا لغوكدال فإن المشروع المسجل تحت الرقم ١٠٠٣ ضمن مشاريع مؤسسة البحث العلمي والتقني التركية (توبيتاك) تم تمويله بقيمة أربعين ألف ليرة تركية (28 ألف دولار)، وقد بدأ العمل فيه في سبتمبر/أيلول 2013 على أن يستمر لعامين.
وأوضح الخبير التركي للجزيرة نت أن التقنية الجديدة تجنب المريض النزيف الناتج عن عمليات التشخيص التقليدية التي تساهم في انتقال الخلايا السرطانية إلى باقي الخلايا، كما سيمكن المجهر الجديد الأطباء من تصوير الخلايا على عمق 150 مايكرومتر داخل الجسم دون لمسها أو إيذائها.
وقال إن التقنية تعتمد على تمرير سلك ليزر إلى داخل جسم الإنسان عبر قنطرة دون لمس الخلايا المستهدفة، ثم مسحها وجمع الليزر لتكوين صورة تمكن الطبيب من تمييز الخلايا المصابة عن السليمة.
وأشار غوكدال إلى أن المشروع البحثي يرمي إلى تصميم جهاز ذكي متعدد الوظائف يعمل كميكروسكانر، حيث يعمل على تصميم الجهاز البصري ويقوم زملاء آخرون بتصميم البطاقات الذكية، بينما يصمم باحثون من جامعات أخرى القنطرة.
التجربة البحثية
وأكد غوكدال أن المشروع ما زال في مرحلته الأولى، ولم يصل بعد إلى مرحلة الفحص السريري رغم الاستعانة باستشارات طبية من خبير أورام في أحد المستشفيات، موضحاً أن التجارب ستجرى في المرحلة الثانية على خلايا حيوانية أولاً، قبل تجريبه على الأنسجة البشرية. وبحسب أحد الباحثين في المشروع فإن نجاح الأخير يتطلب التكامل والتنسيق بين العاملين في وحداته المختلفة للوصول إلى أفضل النتائج.
فراس عبد الغني يعمل ضمن فريق البحث الخاص بجهاز المجهر الذكي (الجزيرة نت)
وقال الطالب فراس عبد الغني الذي يدرس الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة بلجي إن انخراطه في المشروع حوله إلى جزء من عملية البحث التي تتطلبها دراسته، مشيراً إلى أنه يناقش مع غوكدال الفكرة قبل أن يسند إليه الأخير مهمة العمل في الفريق البحثي.
وأكد عبد الغني الذي واكب المشروع قبل إقرار تنفيذه، أنه تلقى إشرافاً أكاديمياً وتحضيراً نظرياً كبيرين من خلال رئيس الفريق الذي زوده بالدراسات والأبحاث والكتب اللازمة لتكوين الخلفية المعلوماتية قبل الانطلاق إلى عالم التجريب.
دور المرايا
وعمل الباحث الشاب على تصميم المرايا اللازمة لعكس الليزر في المجهر من خلال برنامج الأوتوكاد، ثم استخدم برنامجاً آخراً لتحفيز المرايا التي صممها وقياس فاعليتها الوظيفية، مشيرا إلى أن فريق العمل يلتقي أسبوعياً لمناقشة كل ما أنجز والربط بين المشرفين على الجوانب المختلفة من العمل.
يذكر أن البيئة البحثية شهدت نمواً كبيراً في تركيا خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ أقيمت 125 جامعة جديدة، بينما تعمل تركيا جاهدة لتفريغ ثلاثمائة ألف عالم للبحث العلمي بحلول العام 2023. كما أُعلن الأسبوع الماضي عن دخول ست جامعات تركية قائمة أفضل الجامعات على مستوى العالم لهذا العام، وفق الترتيب الذي أصدرته مجلة تايمز البريطانية للتعليم العالي.
المصدر : الجزيرة
[/JUSTIFY]