أحدها يكسر يد طفل وآخر يهرب وثالث تضع طفلة قطرة في عينهِ
وفي هذه الأيام المباركة لا يفوتنا أن نتذكر قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما أخبره والده إبراهيم عليه السلام بذبحه، ثم فداه الله بكبش عظيم. ومن وقتها باتت الأضحية سُنَّة يلتزم بها الكثير من أفراد المجتمع.
ولعل النساء والأطفال لهم مواقف وذكريات أكثر مع الخروف ويوم النحر العظيم.
“سبق” ترصد في هذا التقرير جانباً من المواقف الطريفة التي مرت على النساء في ليلة العيد.
عيد المطاردة
تذكرت معنا المعلمة جوهرة ذكريات عيد الأضحى المبارك، وقالت لـ”سبق”: عيد الأضحى تحديداً له وقع خاص داخل قلوبنا، لارتباطه بموسم الحج وتلك الرحلة الروحانية الشيقة، وأيضاً الأضحية التي تحرص عليها أغلب الأسر السعودية. مؤكدة أنها تنتظر العيد كل عام؛ حتى ترى الخروف بمواصفاته الخاصة، وهي أن يكون سميناً ونظيفاً، وعمره سنة بالتمام.
وتابعت: يأتي زوجي بالخروف إلى المنزل؛ حتى نراه جميعاً، وليسعد أولادي برؤيته، وأحياناً يجلس معنا أكثر من يومين، ثم قالت: يا له من شعور جميل بـ”لمة” الأهل والأقارب، كلٌّ بخروفه.
ومن أكثر المواقف الطريفة التي تتعلق في ذهن جوهرة بمجرد مجيء عيد الأضحى سنوياً ما حدث العام الماضي عندما جاء زوجها بالخروف، وتم تحضير أدوات الذبح، ووقتها فوجئوا بأن ابنها الصغير فتح البوابة، وهرب الخروف؛ “ما أضطر زوجي للجري وراءه أكثر من ساعتين، وزوجي يطارد الخروف إلى أن أمسك به بعد عناء طويل؛ ليصبح أول أيام العيد يوم المطاردة العالمي”. لافتة إلى أن زوجها استمر أكثر من أسبوع يعاني آلاماً بسبب مطاردته الخروف.
نغمة الجوال
وقصت لنا أم عبد الرحمن ذكريات يوم العيد، وسبب رفضها لمجيء الخروف لمنزلها، وقالت: اعتاد زوجي على شراء الخروف سنوياً، وارتبط ابني الصغير بهذا الحدث سنوياً، وكان معجباً جداً بصوت الخروف؛ ما جعله يضعه نغمة للموبايل الخاص به، وعندما سمعها الخروف ثار بشكل غريب على ابني، ونطحه، وكسر يده.
وأضافت: من وقتها وأنا أخاف من الخروف، وأكتفي بذبحه خارج المنزل، أو شراء صك الأضحية؛ حتى لا أتعرض لأي مواقف أخرى.
قطرة بعين الخروف
فيما رأت أم سيف أن خروف العيد بطل عيد الأضحى، متذكرة معنا أيام الطفولة البريئة ومدى ارتباطها بالخروف، لدرجة أنه إذا اقترب موعد ذبحه تحزن وتبكي فراقه، وقالت: كنت أقلد رعاة الأغنام، وأمسك بالعصا وأهش الخروف.
وذات مرة لامست العصا عين الخروف؛ فذهبت لوالدي أبكي وفي يدي قطرة العين حتى يضع والدي قطرة للخروف، وظل والدي يضحك يومها على حديثي معه، وإلى الآن يذكّرني، ويقص لأبنائي علاقتي وحبي للخروف.
أما أم فهد فقالت: لا أتحمل رؤية الخروف، وأراه شعوراً صعباً أن أقدم على شرائه وذبحه. وبالرغم من علمي بالأضحية وأهميتها إلا أني لا أستطيع، وأحيانا يصر زوجي على الشراء، ويذهب مع الأبناء يشترون ويذبحون خارج المنزل، بيد أني لا أتناول أياً من لحمه نهائياً.
حناء للكبش
ومن المواقف الطريفة التي حدثت في منزل أم عبدالله في ليلة الوقفة، ولا تستطيع نسيانها، قولها: كنا نحضر الحناء؛ حتى نحني مقدمة الكبش؛ ليسعد الأطفال به ويلتقطون الصور معه. وفكّر ابني أن يريه لأصدقائه، وفتح البوابة دون علم والده؛ وهرب الخروف، ولم يستطع ابني اللحاق به، وخاف أن يخبر والده وقتها، إلى أن هرب الخروف، ولم نلحق به، وبات هروب الخروف هو حديث العائلة طول أيام العيد.
السقوط مع الخروف
فيما قصت نهلة مأساتها مع خروف العيد، متذكرة أصعب المواقف التي مرت عليها في طفولتها، وقالت: كادت حياتي تنتهي بسبب حبي للخروف. والدي كان يأتي بالخروف، ويضعه في سطح المنزل إلى أن يأتي يوم النحر، ودائماً كان إخوتي يصعدون ليلعبوا معه، ويرفضون ذهابي معهم؛ لذا قررت الصعود وحدي من ورائهم.
وتابعت: كنت سعيدة جداً بمنظره، وقررت أن أفك أسره؛ حتى أستطيع اللعب معه، وإذا به يجري ليقفز من على سطح المنزل، ولم أستطع إيقافه، وقد علق الحبل بي، وصرت أصرخ بأعلى صوتي لخوفي من السقوط معه، إلى أن جاء إخوتي وأنقذوني من الموت. وأضافت: من وقتها وأنا أشعر بالخوف عندما أسمع أي حديث عن الخروف.
سبق