في طريقها لإنجمينا :المعارضة التشادية .. سيناريو جديد
وتصريحات مكاي ليست الاولى، كما ان محاولات التحالف التشادي المعارض برئاسة الجنرال محمد نوري الاستيلاء على العاصمة انجمينا على ذات طريقة تصريحاته ليست جديدة، ويصفها مراقبون بالطريقة الوحيدة للهجوم على بعض العواصم الافريقية بدلاً عن طريقة المباغتة التي تكثر فيها احتمالات الفشل .. وكانت وكالات الانباء نقلت عصر امس معلومات تفيد بدخول المعارضين التشاديين مدينة بلتن الواقعة علي بعد (90) كلم شمال مدينة ابشي الاستراتيجية لتضاف الى مناطق اخرى تتساقط منذ ايام في وقت تأرجحت فيه مواقف الحكومة التشادية بين النفي والتأكيد المغلف.
ويتكون تحالف المعارضة التشادية من ثلاث فصائل رئيسية هي اتحاد القوى من اجل الديمقراطية بقيادة الجنرال محمد نوري .. حركة انقاذ الجمهورية برئاسة حسب الله صبيان واتحاد القوى من اجل الديمقراطية والتنمية الاساسية برئاسة عبد الواحد عبود مكاي، وكان اختار منذ فترة الجنرال نوري رئيسا ود. علي قاضي ناطقاً باسمه مع اقرار التنسيق مع اتحاد القوى من اجل التغيير والديمقراطية واتحاد القوى من اجل التغيير وهما خارج التحالف .. واتفقت عناصر المعارضة كافة تحت مظلة التحالف على التنسيق العسكري والعمل على اسقاط حكومة ديبي رغم الاختلاف السياسي الكبير بين ذات الفصائل وحذرت مصادر معارضة ممثلة في جبهة الميثاق الوطني التشادية من ان يواجه الهجوم الحالي مصير سابقه في فبراير الماضي بسبب افتقاره للتنسيق السياسي (بالاضافة الى حب السيطرة والانتصار للقبيلة والاسرة حتى لو كلف ذلك تضييع مصالح البلاد). واضافت الجبهة في بيان تلقته (الرأي العام) امس اننا نناشد الاخوة في التحالف الوطني بتوسيع قاعدة المشاركة وتقديم تنازلات حقيقية لبناء تحالف وطني يضم ويسع ألوان الطيف السياسي كافة مبنى على التراضي لا على الابتزاز السياسي واستغلال المواقف .. ورغم ذلك لم يصدر رد فعل من التحالف وبدلاً عن ذلك واصلت أمس وأمس الأول الهجوم من عدة جهات صوب العاصمة انجمينا لتحقيق الهدف المعلن تسبقها تحذيرات مباشرة للقوات الفرنسية التي قدمت معلومات استخباراتية للحكومة التشادية اثناء الهجوم السابق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتشاد .. الحكومة الفرنسية ردت على التحذير بعد اربعة وعشرين ساعة بأنها لن تتدخل في الصراع بين الحكومة التشادية ومعارضيها وقالت على لسان وزير الخارجية بيرانر كوشنير «فرنسا التي تمثل واحدة من ضمن سبع عشرة دولة اوروبية مساهمة في اليوفور لن تتدخل سواء الآن او في المستقبل « .
اللواء حسن بيومي نائب مدير المخابرات السابق اكد ان المعارضة التشادية بامكانها الاستيلاء على انجمينا في ساعات اذا ما صدقت فرنسا في التزامها الحياد وعدم مساعدة ديبي وقال لـ (الرأي العام) ان الرئيس التشادي لا ساند له الآن بعد ان قرب عشيرته دون ان يشرك الآخرين من ابناء الشعب التشادي واشار الى ان الصراع السابق بين الحكومة والمعارضة كان حول السلطة واحتكارها والآن اضحى لانتزاع السلطة والثروة بعد ظهور البترول مما يجعله اعمق، فمن السهل الآن تكوين التكتلات ضد الرئيس الذي يخص القليلين من ابناء قبيلته واقربائه بالمال الى جانب السلطة .. لكن بيومي أكد ما ذهبت اليه تقارير وتحذيرات معارضين من أن المعارضة التشادية التي اختارت محمد نوري ابن اخ الرئيس التشادي السابق حسين هبري رئيساً ستواجه صعوبات لعل اهمها اعتراض ليبيا وفرنسا عليه بحسبانه إعادة انتاج متطابقة لنظام حسين هبري مرة اخرى ولكل حساباته الخاصة، فليبيا حسب بيومي موقفها حتى الآن غامض وهي قد تتجه لدعم الرئيس التشادي ولن تقبل بابن اخ حسين هبري الذي تربى على يديه ليعاود الكره مرة اخرى في مواجهة الاطماع الليبية في المنطقة، اما فرنسا فقد ذاقت على يد الرئيس السابق مرارة انحسار نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية لصالح تعاظم الدور الأمريكي الذي ظهر لأول مرة بفضل هبري، وقال بيومي ان احتمالات الفشل والنجاح لمحاولة استيلاء تحالف المعارضة على انجمينا مرهونة بالعامل الخارجي ممثلاً في صدق وزير الخارجية الفرنسي واقناع ليبيا بدعمهم ..
مراقبون يصفون زحف المعارضة صوب انجمينا هذه المرة بالمختلفة .. فلأول مرة تعلن اسقاطها لطائرات عسكرية مما يشير الى قوة تسليحها اضافة الى استباق باريس توغل المعارضة وقربها من انجمينا بأنها لن تتدخل في هذا الصراع وربما تحجم فعلياً عن الطلعات الجوية التي ساعدت الى حد كبير في افشال هجوم فبراير.. عموما التجربة السابقة للمعارضة التى وصلت الى ابواب القصر التشادي تجعل كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها زيادة التعقيدات في الملف السياسي لحل ازمة دارفور. أميرة الحبر : الراي العام
[/ALIGN]