يا “كبش” مين يشتريك؟! في بلد يرزح سكانه تحت وطأة الفقر.. خروف العيد قد يغدو كما الحلم
أسعار الخراف على ارتفاعها باتت عصية في هذه الأيام عن الشراء؛ ميزانية الأسر السودانية أضحى مالها يتفرق بين قبائل احتياجات يرون فيها الأولية لما سوى الخروف.
(عبدالرحيم سائر) يسكن الصحافة ويعمل موظفا بقطاع عام أبلغ (اليوم التالي) أن دخله في الشهر من الراتب و(مباصرات) من أعمال أخرى يصل إلى 1500 جنيه، غير أنه يفرقها في احتياجات البيت لمصروفات المأكل والمشرب ومصروفات أولاده في المدارس وأنه بالكاد يكمل الشهر دون ديون ولا يتوقع عبد الرحيم أن يضحي هذا العام ما لم يحدث مستجد غير متوقع حسب تعبيره.
وفي أسواق الخرطوم وبحري وأم درمان ظلت أسعار الخراف مرتفعة، ووصل سعر الخروف (الرباع) 1500 جنيه و(التني) إلى 1000 جنيه فيما تقل أسعار خروف الجدعة عن 950 جنيها. ويؤكد (محمد يسع)، أحد تجار المواشي بالخرطوم، أن ارتفاع الأسعار مرده لارتفاع تكاليف الإنتاج الخاصة بزيادة مدخلات الأعلاف وزيادة رسم (القطعان) من المحليات وارتفاع قيمة الترحيل من ولايات الإنتاج من غرب السودان خاصة.
ويجد أكثر من 50% من السودانيين صعوبة في الحصول على خروف الأضحية، إذ أنه وحسب آخر إحصائية لوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي فإن 46% منهم يعيشون تحت خط الفقر بدخل يومي يقل عن دولارين – أقل من 18 جنيها – وفق تعريف البنك الدولي لخط الفقر العالمي، باستثناء محاولة اتحادات العاملين في توفير خراف الأضحية للموظفين بالأقساط خصما من الراتب.
ويرى اقتصاديون أن الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ رفع الدفع عن المحروقات العام الماضي، أحدثت تضخماً خلف من ورائه انفلاتاً في الأسعار مما حدا بالمواطنين للعزوف عن الشراء لكثير من الاحتياجات الضرورية، ورجح الخبراء أن تكون زيادة أسعار الخراف سببا في عزوف الكثيرين لشراء الأضحية.
وحتى كتابة التقرير ظلت أسواق العاصمة الخرطوم تشهد كساداً في سوق المواشي رغم كثرة المعروض من الخراف، فيما يرى تجار التقت بهم (اليوم التالي) أن يتحسن نشاط السوق في الأيام الثلاثة الأخيرة التي تسبق العيد لا لكل الموطنين وإنما للمقتدرين دون غيرهم.
اليوم التالي
خ.ي