داليا الياس

أزمة ثقة!

[JUSTIFY]
أزمة ثقة!

# أخطر ما يمكن أن تقدمه امرأة لرجل في حياتها على الإطلاق هو (الثقة).. فهي بذلك تكون قد أسلمته قلبها وعقلها وروحها وحاضرها ومستقبلها ومالها وعرضها.. ووقفت بين يديه بكامل استسلامها وإذعانها وقرابينها.. وقد أحرقت وراءها كل السفن واحتمالات التراجع واختارت أن تمضي قدماً في أي طريق يحدده هو دون أن تفكر للحظة في الاعتراض أو المجادلة.

وتأتي الخطورة هنا من أنها تكون قد أوقفت كل حياتها عليه في الوقت الذي قد يكون ممن لا يستحقون ذلك.

إن المرأة العاشقة بلا عقل.. تدور حياتها في فلك محدد لا يتجاوز نطاقه ذلك الرجل الذي اختارت من كل الدنيا أن تكون له بينما لا يمكنها أن تجزم إن كان لها تماماً أم لا!!

وهذا أكثر ما يظل يعذبها.. أن تبقى معلقة بين شكها ويقينها.. بين حاضرها السعيد ومستقبلها المجهول.. بين أحلامها العريضة وهواجسها المقلقة.. وبين نظرة عينيه الحانية وتجاهله القاتل حالما انتابه بعض الكدر المبرر أو غير المبرر.

# يقول حكماء الحب إنه يمكنك قياس درجة ولعك وهيامك بالآخر بإحدى طريقتين مجربتين وناجحتين، الأولى: معدل شعورك بالمتعة والأنس والفرح الغامر في حضرته لدرجة أنك لا تمله ولا تكتفي منه ولا تتمنى مبارحة أي مكان هو فيه وفراقه.

والثانية: عدم قدرتك على احتمال خصامك له وإقلاعك عن الإدمان عليه مهما بذلت من إيمان مغلظ وقرارات حاسمة بضرورة خروجك من حياته وتناسيه.. فالحب الحقيقي يدفعك برغمك إلى العودة الطوعية دائماً إلى أحضانه بهيام أكبر.

وهذا تماماً ما يميز النساء دون الرجال.. ذلك الفرح الطفولي الغامر الذي لا يمكن لامرأة عاشقة أن تداريه فلا يلبث أن يذيع ويعم ويشغل القاصي والداني.

ثم أن أي امرأة أحبت رجلاً بقوه لا يجب أن نصدقها إذا ما صرحت بأنها كرهته مؤخراً مهما كانت الأسباب..! فالحب لا يتحول بتلك البساطة إلى كراهية.. ولكنه يبدل جلده قليلاً حالما نشبت الخلافات داخل مؤسسة الحب تلك.

# فحذار أيها الرجل من امرأة عاشقة أعلنت العصيان وصرحت بالكراهية والعداء.. فهي حتماً تضمر شراً بقدر طيبتها وحنانها ووداعتها القديمة وحبها الكبير ذاك.

وأكثر ما يمكن أن يدفعها لذلك هو أي أزمة ثقة عارضة تعترض طريقهما.. فاهتزاز تلك الثقة التي تحدثنا عن تفاصيلها أولاً كفيل بتحريك كل الشياطين الكامنة داخل وجدانها الفطري.

وحذار من أن تستفز امرأة عاشقة أو تقلل من شأنها في حضور أخريات.. أو تبدي اهتمامك بهن ولو من باب المجاملة.

فإن انعدام ثقة المرأة فيك أو في نفسها يقودها لحالة من الموات العاطفي، فلا تعد قادرة على التفكير المنطقي الهادئ ولا يعنيها أكثر مما منحتك إياه دائماً فقابلته أنت بالجحود.

# وتبقى المرأة ذلك الكائن العجيب والغامض الذي يمنح حياة كل رجل أبعاداً متباينة ويحركها من الجهات الأربع.. تبقى برغم جبروته وقوته السلطة العليا التي تحدد له في كثير من الأحيان شكل حياته وتفاصيلها.. تبقى برغم ضعفها ملاذه وأمنه وواحته وراحته ورواحه.. وأي علاقة ناجحة بين الاثنين تتطلب أولاً وأخيراً توفر قدر وافر من الثقة.. ثم الحفاظ على تلك الثقة في جو معافى من الوضوح والاحترام.. فحقيقةً لا تبدأ الأزمات العاطفية الكبرى، ومن ثم تداعياتها إلا حالما تتداعى الثقة أو تتزحزح.. حينها يفضل الرجل البحث عن أخرى وتفضل المرأة السعي وراء الانتقام والثأر.. وفي الحالتين (يموت الحب).

# تلويح:

غلطة كانت غرامي بيك.. غلطة قلبي سلمتو ليك!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي