احتجاجات وتهدئة: إعارة المعلمين.. تمحيص الشروط وفضحها
يحلم في تلك اللحظة بأوضاع أفضل لأسرته، بحياة كريمة لأبنائه، يحلم بكل ذلك بينما، بينما تطوف بخاطرة العبارة الشهيرة التي أطلقتها المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) في وجه الأطباء والمهندسين والخبراء الألمان الذين طالبوا حكومتها بمساواة أجورهم بأجور المعلمين، حين قالت لهم “كيف أساويكم بمن علموكم؟”.
(1)
هكذا ظل حال المعلمين في بلادنا وهم ينتظرون الإعارة، قبل أن يتغير الحال إلى الأسوأ، حيث كانت إعارتهم تتم بحسب تاريخ تعيينهم، لكن الأمر انقلب فجأة هكذا يحكي المعلمون بحرقة ومرارة.
يقول الأستاذ (نصر الدين أحمد) هنالك دفعات لم تنل حظها من الإعارة، منها دفعتنا (1980م)، فبعد تغيير شروط هذه الإعارة استبعدوا منها كل من تجاوز عمره الـ (45) سنة، علماً بأن الشروط تُمليها الدولة المُعيرة وليس العكس، وأن سن المعاش بلغ (65) سنة، فما هذا التناقض؟ وتساءل (نصر الدين) كيف لهم أن يعيروا من ليس لديهم خبرات ويحرمون من أنفقوا أكثر من ثلاثة عقود خداماً للعلم والتعليم والتنمية البشرية، أليس الأجدر سحب شرط (السن) والاعتماد على شروط أخرى كالمؤهلات والخبرات؟
(2)
يُمثل مكتب التعليم بولاية الخرطوم العتبة الأولى لخطوات الإعارة، وهناك التقينا مدير الشؤون التعليمية الأستاذ (عبد الرحيم حسن) فقال: لا يتجاوز دورنا في مكتب التعليم في هذه الأمور (الإعارات) دور المُعلنين فقط، ويقتصر على نشر الخبر، وتقديم الملفات المكتملة إلى مكتب الإعارة، وهو الجهة التي تكمل بقية الإجراءات وتخضع المتقدمين للمعاينات والاختبارات التي تمثل الفيصل في الأمر. واستطرد: أما عن ما حدث في إعارة سلطنة عمان جاءتنا (476) وظيفة فخصصناها للمعلمات فقط، ولما لم يتكمل العدد منحنا ما تبقى من (124) وظيفة للرجال. وتساءل: لا أعرف فيم الاحتجاج والسلطنة طلبت معلمات؟ كم أود أن أضيف، أن معايير الإعارة تغيرت في كل العالم ولم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات مثلاً.
اليوم التالي
خ.ي