في الكركدي !!

إنتظمت مطار (أمازونيا) عاصمة دولة الأمازون حركة غير عادية .. عدد من رجال الشرطة بملابسهم الرسمية وهم يمسكون بكلاب شرطية ضخمة .. أعداد من رجال الأمن وهم يرتدون البدل السفاري ويضعون على أعينهم نظارات الشمس السوداء .. الجميع يبحث عن شئ !

في واحدة من زياراته لدولة (ناكوسيا) المتقدمة لم يصدق المسؤول الأمازوني عينيه عندما كان يسير مع نظيره (الناكوسي) وهما يطوفان بأحد المعرض الأمنية ويتوقفان أمام أحدي الفترينات التي تحتوي على عبوات من البخاخ الذي كتب عليها (غاز الصدق)
– والغاز ده عندكم من زمان ؟
– لا لقد إكتشفه علماؤنا حديثاً وهو يساعدنا كثيرا في إستجواب المتهمين إذ تكفي بخة واحده على وجه المتهم أو إذابة قليل منه في كوب قهوة أو شاي أن يعترف الشخص (بصدق) عن كل ما قام به أو يفكر فيه !
– ياخي والله نحنا محتاجين ليهو بشكل ! (وهو يحدث نفسه) طيب ما ممكن تدونا منو كم عبوة كده ؟
– للأسف فإن الكمية الموجوده منه الآن قليله نسبة لأن المكونات والعناصر التى تدخل في تركيبته نادرة بعض الشئ لكنني أعدك بإرسال عدد من العبوات حالما نقوم بإنتاجه .
إنتهت زيارة المسؤول الأمازوني وعاد إلى بلاده وبعد أشهر قلائل وصلته برقية تفيد بإرسال (طرد) يحتوي عدد من بخاخ غاز الصدق عن طريق (الجو) أرسله له نظيره الناكوسي ، كاد المسؤول الأمازوني يطير من الفرح فأرسل مدير مكتبه إلى المطار لإحضار الطرد إلا أن الموظف المسؤول عن الطرود بحث عن الطرد (سما واطة) فلم يجده فإنتابته الحيرة وأخذ يردد :
– والله يا جماعة الطرد ده بالذات أن ختيتو في الحتة دي بأيديني ديل !
عاد مدير المكتب وأخبر المسؤول عن ضياع الطرد والذي هاج وماج متصلاً بكل الوحدات الأمنية طالباً منهم العثور على الطرد فالمسؤول يعلم تمام العلم بان وقوع هذا الطرد في أيدي أحدى الحركات أو الأحزاب المعارضة لحكومة (الأمازون) سوف تنتج عنه كارثة لا سيما لو تم إستخدامه لأحد المسؤولين الأمازونيين وهو يتحدث ويخطب في المواطنين في لقاء على الهواء .
لم يثمر البحث عن شئ .. يبدو أن جهة ما قامت بسرقة الطرد وتهريبه إلى خارج المطار .. قام المسؤول بعقد إجتماع ضم كل الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة :
– شوفو يا جماعة لازم كل واحد فيكم يعمل حسابو ويزم الحيطة والحذر .. الغاز ده بخة واااحدة منو الزول طواااالي يفك آخرو ويقول الفي ضميرو .. مافي زول فيكم يشرب ليهو كباية شاي وللا فنجان قهوة بدون ما يكون متأكد من الزول العملو ! وأهو كلمتكم ..
في حشد جماهيري بمناسبة إفتتاح أحدي المنشآت التي تخص وزارته وبعد واجب الضيافة الذي قام به أهل المنطقة وقف سعادة الوزير مخاطباً الجماهير :
– شوفوا يا جماعة هسه الإنجازات الأنا عملتها دي .. في وزير تاني عملا؟ على بالطلاق ألاقي إسمي في التشكيلة الجديده الجايه دي مافي إلا أمشي أسجل إسمي مع ناس حركة الإصلاح والتغيير .. (الأمازونية طبعن) !!