قير تور
بعض المطالعات:افراح الروح*(1-2)
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض!..
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في حالة الحياة، نربحها حقيقة لا وهماً، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا ولحظاتنا .وليست الحياة بعد السنين،ولكنها بعداد المشاعر. وما يسميه “الواقعيون” في هذه الحالة “وهماً” هو في الواقع حقيقة أصح من حقائقهم!..لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة، جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي، ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً…
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال!..
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، ولقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية!.
بذرة الشر تهيج، لكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعاً، ولكن جذورها في التربة قريبة حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطئ لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء..
مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البرّاق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية !.. على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهادئ البطئ، لا تحفل بما ترجمها به شجر الشر من أقذاء واشواك!..
* حين نعتزل الناس لأننا أطهر منهم روحاً، وأطيب منهم قلباً، أو أرحب منهم نفساً أو أذكى منهم عقلاً لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً.. لقد إخترنا لأنفسنا أيسر السبل واقلها مؤونة!.إن العظمة الحقيقية :أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع.انه ليس معنى هذا ان نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية أو أن نتملق، هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم أننا اعلى منهم أفقاً…أن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية.
* من الناس في هذا الزمان من يرى في الإعتراف بعظمة الله المطلقة غضاً من قيمة الإنسان واصغاراً لشأنه في الوجود :كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة في هذا الوجود!.أنا أحس أنه كلما إزددنا شعوراً بعظمة الله المطلقة زدنا نحن انفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم!.إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم الله أو ينكرونه إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون ان يروا إلا الأفق الواطئ القريب !.إنهم يظنون أن الإنسان لجأ إلى الله إبان ضعفه [/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1166- 2009-2-10