منوعات

عولمة: الأطفال ومهالك الجوال!!

[JUSTIFY] تعتقد الكثير من الأسر السودانية بأنه ةعندما يمتلك أطفالها هواتف نقالة ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺻﻌﺪﺕ ﺑﻬﻢ على ﺩﺭﺝ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﻭأﻧﻬﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻏﻴﺎﺑﻬﻢ الطويلة ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ, إﻻ أﻧﻪ ﺗﻌﺪى ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺫﻫﺐ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺑﻌﺾ الأﺳﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﻓأﺻﺒﺢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻔﺎﺧﺮ ﺑﻨﻮﻉ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ يمتلكه اﺑﻨﻪ ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠى ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻓﻴﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻗﺪ اقتنى ﻟﻪ (ﺍﻟﺠﻼﻛﺴﻲ) ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺩﺩ أﻥ (ﺍﻵﻳﻔﻮﻥ) ﻫﻮ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭأﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﻬﺎ إﺭﺿﺎءﺍ ﻟﻪ.

عقد مسبق

ﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﺗﻠﻚ الأسر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ أﻓﻠﺤﺖ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﻴﺸﻐﻠﻪ ﻭﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﻪ، ﻭأﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺟﻮﻫﺎ الأسر، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﺷﻬﺪﻧﺎ بأعيننا ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﻠﺘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﺑﻞ ﻭﺃﺣﺪﺛﺖ ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ، ﺛﻢ ﻋﻤﻘﺘﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ جراحا ﺍﻧﺘﻬﺖ إلى ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ أﻫﻠﻜﺖ ﺍلأﺳﺮ ﻗﺒﻞ الأطفال، ﻭﻧﻈﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻧﻔﺘﺨﺮ ﻭﻧﻔﺎﺧﺮ بأعلى ﺻﻮﺕ، ﺛﻢ ﻧﺒﻜﻲ سرا ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﻭﺑﻬﻤﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻮﻉ.. ‏(ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻔﺤﺺ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ) ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻧﺮﺩﺩﻫﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﻓﺸﻞ الأطفال ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ، ﻟﻦ ﻧﺮﻣﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻮﻡ.. ﻻ ﻧﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻟﻦ ﻧﺮﻣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺑﻞ ﻧﺴﻠﻂ ﻛﻞ ﺍﻟﻀوء ﻋﻠى ﺗﻠﻚ الأسر ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ تراع أولويات ﺍﻟﺘﺮبية، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻔﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺪﺍﺭﻙ أﻥ ﻟﻜﻞ شيء ﻣﺸﺮﻕ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﻈﻠﻢ.. ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﺎﺩﺍﻩ أﻭ أﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻠﻪ، فإن ﺗﺠﺎﻫﻠﻨﺎﻩ ﻭﺻﻞ الأمر ﺑﻨﺎ ﻭﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺟﻬﻼ ﻓﻲ ﻗﻤﻪ ﻣﺪﺍﻩ.

بكاء على الأطلال

ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﻓﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ، ﻓﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻷﺏ ﻫﺎﺗﻒ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ، ﻓﻬﻲ للأسف ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻨﻪ، ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ الأطفال ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺠﺴﺲ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أولى ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍأﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ متوازنة، ﻓﻴﻘﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻳﺄﺧﺬ جانبا ﻏﻴﺮ ﺃﺩﺑﻲ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍلأﺏ ﻣﺠﺮﻣﺎ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺗﺒﺎﻋﺎ، ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ أحيانا ﺩاءا ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭاء، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺭﻭﺕ بعض الأسر ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺫﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺁﻟﺖ إليه ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺟﻠﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﻬﺮﺍ، ﻭﻫﻜﺬﺍ أصبح ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺯﻣﺔ على ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ الأخلاقية ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻟﻌﻞ أﻛﺒﺮ ﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﻫﺬﻩ الأزمة ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ إلى مستوى ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻋﻘﺒﺎﻩ، فالأسر ﻓﻲ حاجة ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻤﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ حتى ﻻ ﺗﻈﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺮﻭﺏ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺗﺠﺎﻩ الأطفال ﻭﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء على الأطلال.

موازين مقلوبة

على ﻛﻞ، ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻮﺩﺓ وانتباه ﻻﻳﻘﻞ اﻧﺘﺒﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻓﻌﻼ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺘﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻓﻌﻼ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﻧﻈﺮ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻓﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻌﻬﺪﻩ ﺍﻟﺰﺍﻫﻲ، ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ إلى الصرامة ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ إلى ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﺩﻭﻥ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻣﻨﺎ أو ﻋﻠﻢ، ﻓﻠﻜﻞ شيء أﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻴﻦ الأطفال ﻭأﻭﻟﻴﺎﺋﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ.. أﺳﺮﺓ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﻭأﺧﺮى ﺟﺎﺋﺮﺓ، ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻭﻧﻔﻖ ﻣﻈﻠﻢ، ﻣﺮﺁﺓ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻭﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻳﻐﻔﻠﻮﻥ.. ﻭﻗﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺨﺮﺓ أﻥ ﺗﻤﺴﻚ ﻣﻮﺑﺎﻳﻞ ﺍﺑﻨﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ.. يقول ليك: ﻳﺎ (ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺶ ﺍﻟﺼﻮﺭ)!!.

عبدالرحيم الأمين: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]