ممتن ومتأسفة
وداليا الياس تدشن هذا المساء ديوان شعرها “متاسفة” لنعلقه نحن أحباب الشعر والكلمة النظيفة في رقبة القلب كالتمائم.
فلسنوات كنت أتابع أشعار هذه الشاعرة المرهفة بدون أن أتخيل يوما أنها ستجاورني الصفحة بالصفحة.
داليا الياس إمرأة بشعر مختلف وعهدنا بأشعار النساء تتشابه والناظر إلى قصائدها يحس بأن هذه القصائد ما كتبتها الشاعرة لأنها تريد أن تكتب شعراً بل استكتبتها الأشعار نفسها.
أظن جازماً أن داليا الياس حين تكتب الشعر مثل رجل أجبروه على كتابة تنازل عن حق فهو يكتب مغيباً لذلك تندهش داليا قبلنا بما تجده على أوراقها بعد اكتمال القصيدة.
أو كما قال الفيتوري:
كنت الصبوة والعاشق والمعشوق
كنت الإزميل والتمثال والخالق
الخالق في دهشته من روعة المخلوق
هذه المتأسفة متأنقة الحروف تبقى حالة جديرة بالدراسة والحراسة كحديقة فيها من الزهور ومن الثمار ما يغري بالمكوث ومن الخفراء ما يستوجب المغادرة.
خايفة أشقى وأبدأ أبكي
وأذرف الآهات وحيدة
لو زعلت أموت وأحيا..
ولو رضيت أضحك سعيدة
تبقى هامتك أعلى هامة..
وسطوتك شامخة ومديدة
من كرامات هذه الداليا أنها تنبت التفاح مع الأعناب وي”تعنكل” البرتكان في ذات الغصن فلا تملك إلا أن تكون تربة وماءاً وجذورا وفروعا وثمار ومستظل وملتهم.
هذه الشاعرة نساء في إمرأة واحدة فهي المحبة الراضخة والزوجة الوفية والفتاة المتمردة والأم الحنون والحبوبة الوناسة والطالبة المجدة والعاملة التفتيحة ولكل من هؤلاء النسوة ريحة داليا الياس بائعة عطور وسيدة أعمال وصحافية وبائعة كسرة وست شاي … كل قصائدها فرز أول لذلك نكتب هنا في يوم تدشين ديوانها الأول مستغربين أن يباع لبن الأبقار بأربع جنيهات وهي تجلب لنا لبن الطير مجاناً.
مشكلتك عارف إني بحبك….أيوه بحبك جداً ياخ
ودور الشك العايش فيهو….طال ياغالى…وملّ وباخ
قلبى فى ريدك عاش أيامو….عدّا شبابو….وهسع شاخ
ولا أدري كيف يغني من غنى تافه الكلمات وأمامه هذا “الوقف” من الدراري بايقاعه داخله.
لو كان الأمر بيدي لاصدرت فرماناً بأن لا يجاز صوت لفنان إلا أن يغني لداليا مع الزام المخضرمين أن يخضروا ما تيبس من زروعهم بهذا الماء النمير من شعر هذه المرأة الغمامة
عيدكم كيف؟
غايتو العيد أنا عندي وريف
بهجة ..وفرحة وقهوةوكيف
زول منداح جواي زي طيف
راقي وواعي ودمو خفيف
ذوق ووجاهه وشالو نضيييييف
وشو صبوحوكلامو لطيف
أبحر فيناووصل القيف
وبحر أشعار داليا بلا قيف لكن تجبرنا المساحة أن نقيف.
هذا بحر سواحله السماء كما قال الكتيابي.
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي