تحقيقات وتقارير

زيارة سلفا للخرطوم.. تضارب التصريحات تخطف الاهتمام

[JUSTIFY]التصريحات المتضاربة حول زيارة رئيس دولة جنوب السودان الى الخرطوم نقلت الاهتمام بالزيارة فى حد ذاتها الى مغزى تضارب الاخبار عنها. خاصة وأن مشهد العلاقات بين البلدين ظل فى حالة سكون منذ زيارة نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار قبل اشهر. فى الاسبوع المنصرم نقلت الاخبار اكثر من تصريحات لجهات رسمية بدولة جنوب السودان عن هذه الزيارة. قصر الرئاسة فى جوبا قال ان الرئيس سلفا طلب زيارة الخرطوم، وفي شكل اقتراح على ان تكون الزيارة فى طريق عودته من نيويورك بعد حضور الجمعية العامة للامم المتحدة.

الغرض من الزيارة

المتحدث من دولة جنوب السودان اتيني وييك، كشف عن أن الرئيس سلفا طلب رسمياً زيارة السودان عبر رسالة سلمت الى الرئيس البشير، عبر سفارة جوبا في الخرطوم وان الغرض منها بحث القضايا الثنائية. لكن اتيني ربط إمكانية تنفيذ الزيارة بقبول الخرطوم لها خلال عشر ايام، حتى يتسنى المرور على الخرطوم اثناء عودته من نيويورك وكشف عن ان الخرطوم تدرس موعد الزيارة والملفات التى ستتناولها. ولكن المتحدث باسم الخارجية بدولة الجنوب السفير ميان ماكل، قال لـ(لتيار) ان وزارته تقدمت بطلب رسمي لنظيرتها السودانية لزيارة سلفا كير للإجتماع بالبشير، دون الاشارة لفترة زمنية بعينها على الخرطوم الرد خلالها.

غضب مكتوم

الـ(تيار) اتصلت بسفارة دولة الجنوب فى الخرطوم لمعرفة تفاصيل الزيارة ولكن اللافت ان لهجة غاضبة تجاه الخرطوم لم تسطيع اللغة الدبلوماسية اخفاءها، بدأت السفارة غير راضية نوعا ما تجاه الخرطوم، وقال لنا مصدر بالسفارة ان جوبا تفكر اكثر بتفاصيل زيارة الرئيس سلفاكير الى نيويورك، وحضور الجمعية العامة وأرجأت التفكير في زيارة الخرطوم، ولكن ذات المصادر عادت وأكدت ان الزيارة كانت لبحث الملفات العالقة بين البلدين وما تم في تنفيذ بنود اتفاقية أديس ابابا بين الطرفين.

تضارب التصريحات

هناك تضارب فى التصحريات ملحوظ من الرئاسة والخارجية فى جوبا وسفارتها فى الخرطوم التى نقلت عنها أحدى الصحف في الخرطوم تأكيدها لوجود (مقترح) لعقد قمة رئاسية بين دولتي السودان تم اثناء عودة سلفا كير من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة . ثم نفت السفارة بحسب ذات الصحيفة تسلمها رسالة من الرئيس سلفا كيرللبشير، واستغرب الحديث عن ذلك دون علم سفارة الجنوب فى الخرطوم، فى جين ان المتحدث الرسمي ماكولن اكد أمس للتيار ان وزارته تقدمت بطلب رسمي الى الخارجية السودانية لزيارة مرتقبة للرئيس سلفا للقاء البشير. ولم يحدد ميان الوسيلة التى تم بها تسليم الرسالة الى الخارجية فى الخرطوم، والتى جرت العادات الدبلوماسية ان تتم عبر السفارة فى الدولة المعنية.

ترحيب مفتوح وبلا شروط

لكن وزارة الخارجية، وعبر المتحدث الرسمي، الكردفاني، قالت ان زيارة رئيس دولة الجنوب مرحب بها في أى وقت مع تنسيقها بصورة لا تتعارض مع جدول أعمال الرئيس البشير.

دلالات ومؤشرات

المراقب لمشهد العلاقات بين دولتي السودان يدرك انها تشهد استقرار غير مسبوق إذ ظلت العلاقة بينهما تتأرجح كثيرا بين التوتر والتوتر جداً لدرجة الالتهاب والاقتتال، وظلت العلاقات تدار فى إطار أمني أكثر منه دبلوماسي او سياسي، ومنذ فترة بعيدة نسبياً لم تتبادل دولتا السودان الاتهامات كما جرت العادة حول أي دعم لمتمردي الدولة الاخرى، ولكن زيارة رئيس اللجنة العليا للإتحاد الافريقي ثامبو أمبيكي فى الاسبوع المنصرم الى الخرطوم وتصريحاته عن أنه بحث مع الرئيس البشير ملف العلاقات مع دولة الجنوب، اعطى مؤشراً على ان شيئاً ما جعل أمبيكي يجتمع بالبشير لبحث هذه الجزئية.

وربما هنا مؤشر آخر هو قرب انتهاء فصل الامطار وإمكانية إنتهاء الهدنة غير المعلنة بين فرقاء جنوب السودان وأمطار الخريف فى الجنوب تفرض وقف اطلاق النار من طرف ثالث، فالجنرال (مطر) وموسم الزراعة يجعل السلام المؤقت حلاً اجبارياً على طرفي النزاع مع استصحاب الاخبار الاخيرة التى تحدثت عن انشقاق اكثر من سبعة ضباط بسلاح الجو بدولة الجنوب وانضمامهم الى العارضة، وهو انشقاق نوعي يهدد التفوق النوعي لقوات الجيش الشعبي الموالي للرئيس سلفاكير.

نيويورك قاسم شمترك

في عام 2011 زار الرئيس كير الخرطوم لأول مرة بوصفه رئيس دولة الجنوب بعيد الانفصال، ملابسات تلك الزيارة تقول انها جاءت بطلب من الخرطو وان رئيس دولة الجنوب وللصدفة الغريبة، طلب تحديد موعدها لما بعد رجوعه من الولايات المتحدة التى زارها لنفسها وليس لحضور فعالية خاصة بالامم المتحدة كما في حالة زيارته الحالية الى هناك. و ربما تتم زيارة سلفاكير الى الخرطوم فى طريق عودته من نيويورك، فلا شيء يمنع م ذلك، عدا بعض التصريحات من جانب جوبا، التى أبطل مفعلوها تأكيد الخرطوم على الترحيب بسلفا كير، وهي زيارة ستكون عادية، لولا تضارب التصريحات التى صاحبتها بصورة جعلت الانظار تهتم أكثر بالسؤال عن لماذا يحدث هذا، بدلاً عن ماذا فى جبعة سلفاكير ليبحثه مع نظيره البشير

صحيفة التيار
ي.ع

[/JUSTIFY]