رأي ومقالات

مصطفى ضيف الله بحر : عزرا فيو لادو فقد كتب عليك الحزن والترحال عبر الازمان والاجيال

قد يتسائل القارى من هو هذا الفيو لادو الذى اتخذه الكاتب عنوانا حزينا مصحوبا بأعتزارا رقيقا على ما آل إليه من حال الحزن والترحال المستمر الذى قد يستمر لاجيال قادمه اذا استمرت الاوضاع في دوله جنوب السودان كما هى عليه الان
صاحب القصه واحد من افضل الضباط الادارين من ابناء جنوب السودان التى صارت فيما بعد دوله جنوب السودان ويدعى فيو لأدو كولانق عمل في مناطق كثيره من السودان كحال كل الضابط الادارين وانتهى به الحال الى ولايه الجزيره وحده المعيق الاداريه وعمل فيها منذ عام 2003 الى 2011 وكان عنوانا للوفاء والاخلاص والسماحه التى يمتاز بها الانسان السودانى فبادله اهل منطقه المعيلق وفاء بوفاء واخاء بأخاء حتى صار واحدا من اهل المنطقه فكان يمثل حضورا زاهيا وانيقا في كل المناسبات الاجتماعيه والدينيه (اتراحا وافراحا) فصار علما بارزا من اعلام المنطقه وحتى في عمله كضابط ادارى كان يميل الى الحل السلمى لكل المشاكل التى تواجهة في العمل فصار كل المواطنين يكنون له حب كبير ويقبلون به حاكما في كل المشاكل الاداريه التى تعترى العمل بالوحده الاداريه لذالك كان كل مواطن من ابناء المنطقه عندما يأتى الى الوحده الاداريه يسئل عن فيو لإدو رقم اكتظاظ المكاتب بالموظفين الاخرين حقا انه ابن سلاطين قبيله الباريا فكان سلطانا بجلباب ضابط ادارى يميل الى الجوديه والحل الودى لكل القضايا الخلافيه مما جعل لنفسه مكانه خاصه في قلوب ابناء المنطقه رقم انه لم يكون من ابناء الجزيره
ولاكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن انفصل جنوب السودان وذهب عنا بعيدا حمل معه كل الجميلين والاوفياء من ابناء الجنوب الذين كانوا يحلمون بسودان واحد موحد ارضا وشعبا بعيدا عن الموازنات السياسيه التى اوردت هذا البلد الجميل الى موارد الفرقه والشتات فكان من بين هاؤلاء الذين فارقونا وحملوا معهم الحزن والشجن والزكريات الجميله للوطن الام الانسان الخلوق زميلانا في العمل الضابط الادارى فيو لادو كولانق ابن مدينة جوبا الذى بكى يوم رحيله عن الشمال كالطفل الصغير الذى فارق والدته الرحيمه فتسربلت دوع المودعين دون إستاذان على هذا الفراق المرير وبكى سكان حيى الموظفين وهو الحي الذى كان يقيم فيه في مدينه المعيلق كبارا وصغارا بمختلف قبائلهم على فراق هذا الرجل الخلوق وكان يقول انتو اهلى حتى لو مشينا الجنوب انا مابنساكم مادمت حيا وكانت اكثر الكلمات تعبيرا على الفراق وهو يقولها بعربى جوبا البسيط سكرا ل انتكم ماقصرتوا معاى اهلى في المعيلق بهذه الكلمات المعبرات ترك حواشات من الحزن والشجن في قلوبنا على الرحيل والفراق المر لذاك الانسان الصدوق الخلوق (فيو لأدو كولانق)مثلما حزنا على انفصال الجنوب
من ثم رحل الى الدوله الجديده (جنوب السودان ) وعمل ضابط ادارى في العاصمه جوبا من ثم نقل الى كاجوكاجى مديرا تنفيزيا لها وبعد فتره وجيزه من وصوله إليها اندلعت الحرب في دوله جنوب السودان فحصلت الفرقه بينه وبين اسرته بسبب الحرب فصارت زوجته ( اقنس لقودو) وابنائها في جوبا بينما عصفت به الحرب الى معسكرات اللجو داخل الاراض الاثيوبيه فصار قلبه مقسما بين اسرته في جوبا وزكرياته في الوطن الام السودان ومعاناته في عسكرات اللجو فهل تنتهى هذه المأسى ام كتب على الرجل الخلوق فيو لأدو وكل الجنوبين من امثاله الذى يحلمون بذرة الوحده والسلام والتسامح الحزن والترحال عبر الازمان والاجيال
اذا الايام حرمتنا التلاقى
فإن الاخلاص والود باقى

بقلم: مصطفى ضيف الله بحر