حاجة تمغص!!
أصدر مجلس تشريعي ولاية الخرطوم قراراً أقل ما يقال عنه أنه قرار غريب وعجيب يحتاج إلى تفسير، بل ويحتاج إلى مبررات تفند السبب الذي أصدر من أجله، والقرار الذي أصدره المجلس التشريعي ألزم من خلاله كل مواطني ولاية الخرطوم للإنضمام تحت لافتة بطاقة التأمين الصحي، وحتى هنا الأمر كان عادياً، لكن غير العادي ومحير أن المجلس التشريعي الزم الأجانب المتواجدين بالخرطوم بصورة شرعية أو غير شرعية باستخراج بطاقة التأمين الصحي.. عليكم الله تخيلوا مثل هذا القرار العجيب والغريب الذي يمنح شرعية الوجود لشخص وجوده غير شرعي أصلاً، بل وألزمه القرار بإيقاع العقوبة في حال لم يدخل مظلة التأمين، وكنا نتوقع وننتظر من هذا المجلس الهلامي أن يصدر من القرارات ما يحد ويمنع ظاهرة الأجانب الذين ملأوا شوارع العاصمة وأحيائها، والذين استغرب في سبب وجودهم في ظل الركود الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية التي يتقاضونها كرواتب.. اللهم إلا إن كانوا شغالين (شيتن) تاني يدر عليهم الأموال الطائلة، وهو ما لا يخرج من إتنين أما أنهم يمتهنون بيع المخدرات أو البقاء في بيوت احتلت وسط أحياء الخرطوم الآمنة وكدي يا مجلس تشريعي الخرطوم الذي تبحث عن الغرامات من أجانب وجودهم أساساً يستوجب أن يدفعوا عليه غرامات كدي أطرح للنقاش والمساءلة والمحاسبة الواقع المر لمستشفيات ولاية الخرطوم الحكومية الكبيرة التي أصبحت أطلالاً ومباني، تجلب السقم والعدوى بدلاً من العافية والصحة، ودعوني أقول إنني لأول مرة في حياتي أدخل مستشفى أم درمان ليلة وفاة الشهيدة نادية عثمان.. حيث أنني أتجهت العاشرة مساء بعد سماعي لخبر وفاتها إلى مشرحة أم درمان ولحظتها إتصلت على الحبيبة صباح محمد الحسن لنلتقي هناك، لأنني والله كنت أبحث عن من أقالده وأفش عبرتي معه، لأنني أدرك أنني ما لم أفعل ذلك فلن استطيع أن يغمض لي جفن حتى الصباح، وبالفعل كنا في الموقف الحزين ورغم أنني كنت أحاول جاهدة أن اشيح بوجهي عن المكان الذي ترقد فيه نادية إلا أنني لم استطع أن أغض الطرف عن العنابر المقابلة للمشرحة من الجهة الجنوبية، وهي غاية في السوء والتهوية، مزدحمة بالغلابى الذين رماهم حظهم العاثر هناك، لكن المبكي أن الحوش المقابل لهذه العنابر كان يسبح في مياه الصرف الصحي برائحتها النتنة المقرفة في مكان يفترض أنه يقدم خدمة صحية لمن يبحثون عن الشفاء، وأنا واثقة أن من يدخل هذا المكان بمرض واحد سيخرج لا محال بثلاث أخفهم هو التايفويد.
الدايرة أقوله ما علاقة المجلس التشريعي بالأجانب حتى يهتم بتأمينهم الصحي حتى إن كانوا (لابدين) بصورة غير شرعية بحثاً فقط عن الغرامات والجزاءات التي أخشى أن يأتي علينا يوم يفرض فيه المجلس غرامة على من لا يقول للآخر صباح الخير.. وصباح الخير تشريعي الخرطوم.
كلمة عزيزة:
عليكم الله مهما تحدثنا من هسي لحدي بكرة عن أي انجاز حققته هذه الحكومة هل هناك هزيمة لها أكبر من أن يبحث المواطن عن لقمة الخبز ولا تتوفر له؟ هل هناك هزيمة لنأكل مما نزرع التي بنت عليها الإنقاذ وجودها أكثر مما أنه وبعد 24 عاماً لها لم تزرع ولم تأكل!.
كلمة أعز:
قالت إحدى النائبات البرلمانيات أمس إن السيد رئيس البرلمان هو رجل ديكتاتور وأزيدها من الشعر بيتاً أنه ديكتاتور يرأس ديكور!!.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]