المراكب النيلية.. النهر فاتحةَ القصائدِ صافيا كالحزن في الأعراس
يقول (عبدالجليل بشير) صاحب مركب: تُصنع المراكب من خشب السنط، وأول من صنع مركب نيلية حديثة في السودان هو (محمد محمود) الذين كان مديراً للتصنيع، آنذاك. وأضاف: أول من قام بتصنيع مركب خشبي كان من عائلة (الكناني) من توتي، حيث كانت تستخدم المراكب الخشبية في السابق لنقل البضائع والركاب، وكانت تعرفة الراكب قرشاً واحداً، ومع ظهور (الكباري) أصبحت تستخدم للصيد فقط.
ويمضي قائلاً: انحسرت صناعة المراكب الخشبية لتأتي بعدها المصنوعة من الحديد (الصاج) والفايبر، ويتم تصنيعها في منطقة (الشجرة)، وتبدأ عملية التصنيع في شكل كروكي، ثم المراحل التالية، إلى أن يتم تركيب (الموتور) الذي يعمل بالبنزين، ويبلغ طول الواحد منها نحو (6) أمتار.
(1)
وقال بشير: هنالك عدة أسماء محلية تُطلق على القوارب النهرية منها (الفلوكة، المركب)، ويختلف الثاني عن الأول في أنه أكثر سعة وأكبر حجماً، ويطلق عليه اسم (البص النهري) حين يزداد حجمه. ويتم ترخيص المراكب للعمل من قبل مؤسسة النقل النهري ويتم تأمينها في شركات التأمين المختلفة، مع إلزام أصحابها بضرورة توفير أدوات الإنقاذ. وكشف عن أن المراكب الكبيرة تعود ملكيتها في الغالب إلى شركات النقل النهري، أما الصغيرة فيمتلكها أفراد. وأشار إلى أن عملها (أي الصغيرة منها) انحصر حالياً في نقل الخضروات من (توتي) إلى (الخرطوم) خاصة عند انحسار منسوب النيل.
(2)
من جهته، قال (الطيب الصديق) سائق بص نهري، إن أول فوج من هذه البصات دخل السودان عن طريق المصريين من شركة (المقاولون العرب) حيث يبلغ طولها (23) متراً وعرضها (5) وارتفاعها (4)، وكانت تستخدم لنقل البضائع الكبيرة، ويشرف عليها الرائد (أمير حسن عباس) مدير قسم السياحة في (شركة (الساطع). وأشار إلى أنه يوجد قسم مرور نهري لغرض المراقبة والضبط، كما أن هنالك هيئة للمسطحات المائية.
وكشف أن شركة (النيل للنقل النهري) تسعى لتطوير النقل النهري بالبلاد، ودشنت مشروعها ذاك بتطوير أحد (البصات) بالتعاون مع رجال الأعمال السودانيين، وأطلق عليه (الكهرمان)، ويصل طول البص (25) متراً وعرضه (5) أمتار، وتم صنعه من الحديد (الصاج)، بيد أنه لا يعمل من ذاته ولا توجد به (قاعدة ماكينة)، بل يقوم أحد (البصات) بجره. وقال إنه يمكن استخدامه للمؤتمرات والمحاضرات حيث توجد به قاعة كبرى، إلى جانب استخدامه للسياحة، كما يمكن فيه إقامة حفلات التخرج والأفراح وأعياد الميلاد، ويشرف عليه العقيد بحري (السر الأمين) مدير الورش والمسؤول عن النقل النهري الحالي، وسوف يتم افتتاح العمل به في القريب العاجل.
اليوم التالي
خ.ي