قرارات (منع التشييع) بيّنت أسبابها الدولة فلِمَ التَخَرُّصـــات؟!
فعجبي من كاتب يُعدّدُ أسباباً سياسية أو اقتصادية لهذه القرارات دون أن يرجع الأمر لأسباب دينية!! وآخر يُرجِع الأمر الذي لأجله صدرت تلك القرارات إلى شريط فيديو متداول أعدته ــ بوصفه ــ بعض الجهات الخارجية!! والأخطر أن يقدّم بعض الكُتّاب تحليلاً يخلص فيه إلى أن وجود شيعة في بلد ليس بالأمر الخطير!! ويخمّن فيه أن القرارات لن تؤثر في مستقبل العلاقات بين السودان وإيران، ويصف في ذات الوقت التأييد الكبير الذي حظيت به القرارات من قبل المؤسسات العامة والخاصة والصعيدين الرسمي والشعبي ويصف الفرحة الكبيرة التي حظيت بها هذه القرارات من العامة والخاصة من أبناء السودان بالداخل والخارج يصفها بــ «الضجيج» .!! و«الضجَّة» !! فيا سبحان الله!! ما هكذا يكون الالتفاف والتجيير وتغيير الحقائق!!
إنّ مسؤولية القلم توجب على كل من يحمله أن يجتهد غاية وسعه في عدم ليِّ عنق الحقيقة، وعدم ضرب التصريحات الواضحة للمسؤولين في الدولة وجهات الاختصاص بتخمينات وتخرّصات لا تصبُّ في مصلحة البلاد ولا العباد، ولا الأمن ولا الأمان، ولا هيبة الدولة ومسؤوليها..
في الشريعة قاعدة متفقٌ عليها تنصُّ على أنه «لا اجتهاد مع وجود النصِّ» هذا في الاجتهاد مقابل النص الشرعي.. وهنا أقول «لا تخمين ولا حدس مع وجود التصريح»..!! لقد صرّحت الدولة ممثّلة في وزير خارجيتها الأستاذ علي كرتي عدة مرات تصريحات واضحة بشأن أسباب قرارات إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وطرد الدبلوماسيين بها، وصاحب القرار هو أولى الجهات بتفسيره وبيانه وتوضيح أسبابه.. ونشكر هذه الصحيفة الغراء «الإنتباهة» في عنايتها بهذه القضية وتغطيتها لكل ما يتعلق بها، عبر صفحتها الأولى وصفحات المقالات.. فقد حملت لنا عبر صفحتها الأولى في الأيام الماضية تلك التصريحات الصريحة الواضحة المتكررة والتي لا يعتريها أي غموض أو خفاء بحيث إنها لم تُبقِ لكاتب صحفي أو محلل سياسي أو مذيع أو ضابط أمن أو قارئ أو غيرهم مجالاً للتخمين والتخرّص أو الافتراض.. وأكرر الشكر لهذه الصحيفة التي حملت على عاتقها منذ القديم الحرص على رعاية ثوابت الإسلام والمحافظة على أصوله ومبادئه عبر كثير من أعمدتها ومقالاتها وتقاريرها وحواراتها وملفاتها الصحفية.
لنأخذ أنموذجاً واحداً من بيان صاحب القرار لأسباب قراره فقد ورد بهذه الصحيفة يوم الخميس الماضي 9 ذو القعدة 1435هـ الموافق 4 سبتمبر 2014م تحت عنوان: «الرئاسة ترفض ضغوطاً إيرانية للتراجع عن إغلاق المراكز» الخبر التالي:
«رفضت رئاسة الجمهورية طلباً إيرانياً لإثنائها عن قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالسودان، وأكدت أن القرار نهائي ولا مساومة سياسية فيه…
وقال وزير الخارجية علي كرتي لـ »الشرق الأوسط« إن الحكومة كانت تتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم للتحقق من التزامه بالأنشطة الثقافية بعيداً عن تحقيق مكاسب شيعية دخيلة على المجتمع السوداني، وكشف عن ضبط ممارسات للتشيُّع بعدد من الأحياء الشعبية وبعض الجامعات، وأشار إلى أن الحكومة تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك من انحراف المركز عن الدور الثقافي المتفق عليه، وأكد أن القيادة في إيران فوجئت بالقرار السوداني، مبيناً أنها حاولت الاتصال فوراً بالخرطوم غير أن الأخيرة أبلغت نظيرتها طهران بقطعية القرار، وأنه لا رجعة فيه البتة، وأوضح أنهم طالبوا الإيرانيين أكثر من مرة بإيقاف النشاط التبشيري الشيعي، وقال: «وعدوا بإيقافه إلا أنهم لم يلتزموا بما وعدوا به». وقال: «للأسف حاولت الجهات الإيرانية التي تقف وراء هذا العمل الاستغلالي ابتزاز ونشر المذهب الشيعي بالمال، إضافة إلى وسائل أخرى بصورة غير مقبولة»، وأوضح كرتي أن المركز الإيراني كان يعتقد أن الحكومة راضية عما يقوم به من نشر المذهب الشيعي، الأمر الذي جعل ممارساتهم مكشوفة ومرصودة بشكل جلي، وأكد كرتي أن صبر الخرطوم على طهران في هذا الصدد قد نفد، مبيناً أن رغبة بلاده كانت تركز على تعزيز المصالح المشتركة بعيداً عن إيذاء الآخرين سواء في الخليج أو في المحيطين العربي والإفريقي، منوهاً بأن السودان لن يسمح باستغلال إيران حاجته سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، لتحقيق مآربها على حساب المجتمع والدين والجوار والصداقة عربية كانت أو إفريقية، مشيراً إلى أن الجانب الإيراني أخطر الخرطوم بإرسال وفد للتفاوض في هذه المسألة، غير أن الرئاسة رفضت هذا المسعى بشكل نهائي ودون أي تردد».انتهى الخبر.
بعد كل ِّ هذا الوضوح والصّراحة ماذا يريد بعض من يكتب بتخمينه وتكهنه في هذه القضية؟! علماً بأن هذا هو أحد تلك التصريحات الكثيرة الواضحة، فقد قرأنا عبر صفحات هذه الصحيفة تصريحات أخرى منها تصريح وزارة الخارجية بأن المراكز الثقافية الإيرانية باتت مهدداً للأمن الديني والمجتمعي بالبلاد..
ليسع من يريد أن يكتب في هذا الصّدد هذه التصريحات التي بيّنت الأسباب الواضحة التي كانت وراء هذه القرارات الموفّقة من الدولة بتجفيف منابع التشييع وقطع النبتة الرافضية الخبيثة التي وهِم من أراد زراعتها في بلادنا أن أرض بلادنا ستقبلها!! ولكن هيهات!! وهيهات!!
ومن أعجب ما قرأته في تحليلات بعضهم أن الصلة بين البلدين سوف لن تتأثّر في مستقبل الأيّام حتى بعد منع أي أسلوب من أساليب نشر المذهب الرافضي ببلادنا.. ولن أقع في ما أعاتب فيه الكاتب فأخوض في الأمر تخميناً، لكن حسب اطلاعي في عقائد ومواقف الفرقة الرافضيّة أعلم أنها تكفّر كلّ من يتولى ويحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.. وبقاؤها في مكان ما معلّقٌ ــ في الغالب ــ بتحقيق أهدافهم من نشر مذهبهم وإدخال من يستطيعون التلبيس عليه من أهل السنة في الملّة الرافضية التي تهوى التكفير واللعن والسب والشتم والغدر وإثارة الفتن.. جاء في المرجع الشيعي كتاب بحار الأنوار للمجلسي «69/137» أن أبا بكر وعمر كافران وكافر من أحبهما، وكافر من تولاهما.. وأنّ المتقدمين الثلاثة على علي وهم «أبا بكر وعمر وعثمان» رضي الله عنهم الأربعة جميعاً أنهم كفار وأن من يدين بدينهما كافر!! فهل من يطلع على مثل هذه العقيدة الرافضية التي تنشر على الملأ يمكن أن يحلّل ذلك التحليل ويقرر تلك التخرّصات بدوام الصلة والوفاق بعد إغلاق بؤر التشييع؟! وفي كتاب الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري «2/278»: «ووجه آخر لهذا لا أعلم إلا أني رأيته في بعض الأخبار، وحاصله أنا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام. وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا…»!!!
هذه هي بعض العقائد الرافضية التي تروّج لها ولمثلها المراكز الثقافية الإيرانية، ومن يحلّلون من كتاب الصحف لعلهم شاهدوا مقطع الفيديو للمدعوة «أم ساجدة» مع المدعو ياسر الحبيب وكيف يلقنها البراءة والتكفير والشهادة بالنار لأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة رضي الله عنهم جميعاً.
أرجو ممن أعطي نعمة القلم ووفّق للكتابة والنشر أن يسخّرها في الكتابة في ما يخدم تنفيذ هذه القرارات الموفّقة السديدة وهي قرارات واجبة صدرت لإيقاف تغيير الدين في بلادنا، وليكن الإخوة الكتاب بأقلامهم مع المدافعين عن الكتاب والسنة ومن نقلهما لنا وهم الصحابة الأبرار وليكونوا في كوكبة وحراس العقيدة.. بدلاً من الالتفاف حول القرارات ومحاولة تجييرها وصرفها عن اتجاهها الذي خرجت لأجله وتسير فيه، بل وضعها في حال هو نقيض ما جاءت به كما جاء في بعض ما كتب عنها!! ومن لم يقف من الإخوة أصحاب الأقلام الصحفية وغيرهم على حجم الخسائر التي خسرناها بسبب المد الشيعي فسيطلع على ذلك من خلال ما أكتبه من مقالات في الأيام القادمة في هذا الصدد إن شاء الله ومن خلال ما كتبه ويكتبه غيري.
وشكراً جزيلاً سعادة وزير الخارجية فقد أبنت بأبلغ وأوضح عبارات البيان والشرح.. جعله الله في ميزان حسناتكم ووفقكم للخطوات العملية والتنفيذية لهذه القرارات بما يبرئ ذمتكم عند خالقكم وربكم وإنها لمسؤولية أشفقت منها السماوات والأرض والجبال..
ونواصل بتوفيق الله.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]
جزاك الله خيرا د. عارف الركابي ..
لكن من حق كل إنسان أن يتساءل ماذا كانت تفعل 27 مركزا ثقافيا لنحو عقدين الزمن؟ هل يعقل أن يعلم كل الناس بما كانت تفعله وأن الحكومة لم يتبين لهاإلا الآن بعد أن فقدنا من فقدنا من شبابنا لصالح السرطان الصفوي !!!