مرحبا بالقائد دبجو
بوصوله الأسبوع الماضي “دار صباح” تكون قوة عسكرية وسياسية مقدرة قد رفدت اتفاقية الدوحة وأبرزتها كاتفاقية شاملة لبت لحدود كبيرة مطالب أهل دارفور، ذلك لأن أهم قواها هو مجتمع دارفور الأهلي الذي ايد الاتفاقية تأييدا كاسحا قبل توقيعها بأسبوع.
يأتي التحاق حركة العدل والمساواة المنشقة عن جناح جبريل بجهد تشادي قطري مقدر لعبت فيه تشاد دورا رئيسا واستكملت دولة قطر الشق اللوجستي والمعنوي كما لعب الوفد الحكومي المفاوض برئاسة الدكتور أمين حسن عمر دورا سياسيا وفنيا وتفاوضيا أخويا عميقا، لكن الفرحة لم تكتمل إذ باغتت مجموعة جبريل قادة الحركة وهم في طريقهم لوادي هور تمهيدا للعودة الى الخرطوم فاغتيل القائد محمد بشر واركو ضحية وقتل قبلهم جربو فيما أسر اكثر من 25 من قيادات الحركة ولا يزال مكان احتجازهم مجهولا.
هذا التطور الذي قصد به ضرب عملية السلام ونسف كل بناءاتها لم يثن القائد دبجو عن استكمال العملية والمضي بها حتى آخر أشواطها وهذا موقف يستحق الاشادات والتحايا لكون أن إيمانه بالسلام يفوق إيمانه بالحرب.
القائد دبجو رئيس حركة العدل والمساواة من الشخصيات المحورية في حركة التحرير فهو واحد من ضمن القيادات التاريخية التي كونت الحركة في مطالع عام 2000، وهو يتميز بأنه أول جريح لحركة التحرير في معركة وقعت عام 2003 في “قولو” وقد عرف بدهاء التخطيط العسكري فقد قاد كل العمليات الكبيرة لحركة التحرير، حدثني بخيت ضحية القيادي بحركة التحرير والعدالة أن دبجو من اكثر القادة العسكرين حبا وسط المقاتلين بعد عبد بنده.
عارض دبجو إتفاقية ابوجا وانشق عن مني اركو وانضم عام 2006م لحركة العدل والمساواة مع اركو ضحية رفيق عمره الذي أغتيل مع محمد ابشر وعينه د. خليل قائدا عاما لحركة العدل والمساواة خلفا لسليمان صندل، وهذا أمر يدل على قوة شخصيته العسكرية ورجاحته وسط المقاتلين لان د. خليل كان عادة ما يسند هذه المواقع الرفيعة للحلقة الضيقة في أسرته لكن دبجو انشق وانضم لمجموعة محمد ابشر بنفس موقعه كقائد عام لقوات الحركة، ثم تم انتخابه في يونيو الماضى رئيسا وقائدا عاما عقب حادثة الاغتيال.
هذه التطورات العديدة التي صاحبت مسار تجربة دبجو العسكرية في اودية دارفور ثم عودته للخرطوم تؤشر الى أن نظرة جديدة بدأت تتبلور عند دبجو وتلك هي نظرته للسلام، وفيما عرف عنه أنه رجل مبدئي وله”كلمة واحدة” لذا فاني أعده من أبرار السلام.
سبق لي أن كتبت منذ سنوات منبها الى أن قضية دارفور لن تحل دفعة واحدة وذلك ببساطة لان الحركات تجمعها الانقسامات وليس لها عراقة حركية في وحدتها، ويرجع ذلك إلى تضارب الرؤى القبلية والرعاة الدوليين والحواضن الإقليمية، فالذي كانت تؤيده تشاد تقف ضده ليبيا أيام القذافي والذي يتبناه القذافي تعارضه الحكومة وقس على ذلك.
الآن يتهيأ المسرح من جديد ليضم فعاليات جديدة ربما تشهد عودة مني وانشقاق ابو القاسم إمام من جديد على عبد الواحد، لكن ما اجزم به أن عبد الواحد لن يدخل أي مفاوضات لأن دوره في قضية دارفور فقط هو أن يقول “لا” في وجه كل من يقولون نعم!!.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني