عالمية

أجواء غاضبة تسيطر على مراسم تشييع الجندي اللبناني ذبيح “داعش”

شيعت حشود من اللبنانيين، اليوم الأربعاء، الجندي علي السيد، الذي ذبحه تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف إعلاميا باسم “داعش”، الأسبوع الماضي.

ووفق مراسل وكالة “الأناضول”، انطلق موكب التشييع من المستشفى العسكري المركزي في العاصمة اللبنانية بيروت صباحا؛ حيث اصطف عدد كبير من المواطنيين على جوانب بعض الطرقات لوداعه واستنكار اعدامه حتى وصوله إلى بلدة فنيدق في منطقة عكار، ذات الغالبية السنية، شمالي لبنان.

وحمل نعش السيد، 28 عاما، ملفوفا بالعلم اللبناني على الأكتاف وسط إطلاق نار في الهواء وهتافات “الله أكبر… لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”.

وواكب تشييع السيد الالاف من أهالي فنيدق والبلدات المجاورة الذين بدا الحزن والغضب والوجوم واضحا على وجوههم، فيما قامت بعض النسوة من على شرفات منازلهن برش الورد والارز لدى مرور النعش.

ورفعت في فنيدق صور السيد بزيه العسكري، كتب على إحداها: “نفتخر بشهادة البطل.. شهيد الغدر والظلم،” فيما كتب على لافتة: “نفتخر بابننا الشهيد البطل”.

واعتبر والد السيد في كلمة له خلال التشييع أن ابنه “شهيد كل لبنان وشهيد الوطن”، داعيا الى إطلاق سراح كل العسكريين الذين لايزالون قيد الاحتجاز لدى تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”.

من جانبه، أكد ممثل لقائد الجيش اللبناني جان قهوجي في التشييع: “العزم على الحفاظ على لبنان”، مؤكدا أن “الإرهابيين بفعلتهم هذه لا يستطيعون ترهيب الجيش”.

واعتبر مفتي عكار الشيخ زيد زكريا أن تشييع السيد “عرس حقيقي”، معتبرا أنه “شهيد كل الوطن”.

وقال بكار في كلمته أن “هذه الاعمال لن تثنينا عن البقاء الى جانب الجيش من أجل الحفاظ على الوطن”، مؤكدا أن “دماء شهدائنا لن تذهب هدراً وسنبقي على لبنان واحداً موحدا”.

وعند وصول موكب التشييع الى امام منزل السيد، شوهدت زوجته المفجوعة تنتحب من على الشرفة واصرت على الوصول الى النعش لوداع زوجها.

وكانت قناة خاصة على موقع “يوتيوب” الإلكتروني، بثت يوم الجمعة الماضي، مقطع فيديو منسوب لـ”تنظيم الدولة الاسلامية ـ داعش”، يظهر عملية ذبح لجندي لبناني قال منفذها إنه أسير لدى التنظيم منذ معارك عرسال.

وأكد الجيش اللبناني، مساء امس الثلاثاء، ان جثة الجندي المذبوح التي استلمها منذ يومين عبر وسطاء، عائدة للرقيب علي السيد بحسب نتائج فحوصات الحمض النووي.

ولا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يحتجز 10 جنود بعد ان اعدم السيد، فيما يبلغ عدد الذين لا يزالون في قبضة “جبهة النصرة” 13 بعد ان أفرجت مساء السبت الماضي عن 5 عسكريين أسرى من اصل 18 كانت تحتجزهم منذ اشتباكات عرسال.

وكانت معارك عرسال، التي استمرت 5 ايام بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة اتت من سوريا من بينها “جبهة النصرة” و”داعش” أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل مالا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين.

وأعلنت “هيئة العلماء المسلمين” الأسبوع الماضي، أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام “أطراف أخرى” قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.

بيروت / حمزة تكين / الأناضول
ي.ع