رياضية

د. الباقر أحمد عبد الله: تفعيل إتفاقية الحريات الأربعة بين السودان ومصر سيؤدي بالضرورة إلى حسم التناقضات الحدودية

من المنتظر أن يقوم الرئيس البشير الأسبوع القادم بزيارة إلى جمهورية مصر الشقيقة كرد للزيارة التي كان قد قام بها مؤخراً للسودان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتأتي هذه الزيارة في ظل الكثير من المعطيات الإيجابية التي باتت تحكم علاقات البلدين، مثل افتتاح المعابر والمواقف شبه المتجانسه بين السودان ومصر فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي إضافة إلى الوفد الوزاري الاقتصادي المصري الذي زار السودان مؤخراً في محاولة للدفع بالعملية التجارية والاقتصادية بين البلدين.

ولا شك أن مصر أعطت الكثير من جانبها الذي يؤكد اهتمامها ورغبتها في الالتفاف حول أي خلاف، فقد قامت بمنع القيادي الأستاذ علي محمود حسنين من إقامة أي نشاط سياسي معارض على أرضها، وهو أمر يؤكد ما سبق أن التزمت به الدولة المصرية إلى الحكومة السودانية، بعدم السماح لأي نشاط لعناصر المعارضة ينطلق من أراضيها.

إن المطلوب من الدبلوماسية في البلدين الشقيقين، رعاية هذه المنجزات بحيث تعود العلاقة أفضل مما كانت عليه من قبل لنتجاوز من خلال ذلك كل المعضلات التي يحاول أن يلعب عليها البعض، وهو أمر يتطلب من عناصر المجتمع المدني في كل من السودان ومصر وأجهزة الإعلام على وجه الخصوص الحد من أي تناقض جانبي والعمل على دعم هذا التوجه الإيجابي الهادف، وبذلك وحده تعود المياه إلى مجاريها بالصورة التي تخدم طموحات أبناء وادي النيل وتحقق ما ظل يتطلع إليه المواطن في شمال وجنوب الوادي من وحدة حقيقية في ظل عالم أصبح بمثابة القرية الكونية الصغيرة.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن عملية الوحدة الإقليمية كان السودان ومصر أول من بادر بها في النصف الأول من القرن الماضي قبل قيام ما عرف اليوم بالسوق الأوربية المشتركه ومجلس التعاون الخليجي.
وإذا كان الاستعمار البريطاني قد عمل بكل جهده للحيلولة دون الوصول إلى هذا الهدف القومي الاستراتيجي فإننا نعتقد أن الظروف المواتية هي اليوم أكثر استعداداً من أي وقت مضى.

إننا لا نذيع سراً إذا قلنا إن الفتور الذي شاب العلاقات بين بلدينا قد أحدث ضرراً بليغاً بين الشعبين الشقيقين، وأهدر العديد من الطاقات والمصالح المشتركة التي كان من الممكن أن تتحقق.

لهذا فإن الزيارة المرتقبة للرئيس البشير يفترض أن تلعب دورا رائداً ورائعاً في اتجاه تعويض الكثير من المشاريع التي كان من الممكن أن تحقق العديد من المصالح، ليس لبلدينا فقط وإنما لأمتنا العربية، لسد أية فجوة متصلة بالغذاء بين أبناء أمتنا بل والعالم كله على أساس أن السودان يملك الأراضي المستصلحة والمياه، وهو ما يؤهله لأن يصبح سلة الغذاء للعالم كله، كما تملك مصر تقنية عالية وأيدي ماهرة وهو أمر مطلوب في المرحلة القادمة.

وهكذا يتطلع المواطن على امتداد وادي النيل العزيز أن تحقق من المنجزات والمكاسب في مختلف المجالات.
ونحن نتفق بالطبع مع ما ذهب إليه السفير المصري اسامه شلتوت في المنبر المشترك الذي ضم سيادته مع السفير محي الدين سالم مدير القنصليات والحدود بالخارجية السودانية من أن تفعيل إتفاقية الحريات الأربعة بين بلدينا سيؤدي بالضرورة إلى حسم التناقضات الحدودية وجعل الخط الحدودي هو خط في حد ذاته خط همي بما يعني معالجة الخلافات الحدودية التي تجعل في إعتقادنا هي مناطق تواصل وتكامل أكثر مما هي مناطق حدود ومنازعات.

د. الباقر أحمد عبد الله
صحيفة الخرطوم”

‫2 تعليقات

  1. كيف ؟؟؟ يعني حترجع حلايب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟