ضياء الدين بلال

(على المكشوف)!

[JUSTIFY]
(على المكشوف)!

إنها معارك الصيف، التي تبدأ في مستهل الشتاء، بعد أن يطلق الخريف سراح الأرض المحتجزة في الماء والوحل.

على غير العادة، لم تغلق أبواب البرلمان أمام أجهزة الإعلام، في بيان وزيرالدفاع، الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين!.
والصحف ومجالس المدينة، لا تكف عن الثرثرة في الحديث، عن بقاء الرجل أو ذهابه، في التعديل الوزاري القادم.
في السابق كانت بيانات وزير الدفاع، تتم بقدر من السرية والتكتم، لاعتبارات ذات صلة بحساسية المعلومات العسكرية، لذا يمنع الاقتراب والتسجيل، حتى لا تتسرب معلومات يستفيد منها الأعداء.
في هذه المرة، من الواضح أن الحكومة تريد أن يتم اللعب على المكشوف، وتحت الأضواء الكاشفة.
القوات المسلحة السودانية، تريد نزع قفاز المبادأة والمبادرة، من يد جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال، حتى يفكر في حماية كاودا، ولا يغامر في القفز نحو أم روابة مرة أخرى.
تريد القوات المسلحة، امتلاك زمام المبادأة، حتى تتحول الحركات المسلحة، من التفكير بمنهجية الهجوم، إلى الاحتماء بملاذات الدفاع.
إنها تطبيق لواحدة من أهم نصائح فيلسوف الحرب الصيني صن تزو (يكمن عدم الهزيمة في الدفاع، وتكمن إمكانية النصر في الهجوم).
كلما اقتربت أطراف الصراع من طاولات التفاوض، زاد اشتعال جذوة المعارك.
حدث ذلك قبل مفاوضات أبوجا 1992، بانطلاق معارك صيف العبور، وقبل نيفاشا باحتلال توريت، وقبل مفاوضات أبوجا 2005 مع حركات دارفور المسلحة.

لا أتفق مع تحليل وزارة الدفاع، بأن الحركة ستجرؤ على تطبيق عمليات اغتيال قيادات سياسية ودستورية، أو أن تفكر في احتلال بعض المدن بعيداً عن مجالها الحيوي.

سلاح الاغتيالات سلاح ارتدادي، ينطلق نحو الخصم، ثم سرعان ما يعود لمطلقه، من حيث لا يحتسب.
لن يجازفوا باختيار سلاح الاغتيالات، لإدراكهم عواقب ذلك، وما يترتب عليه من تهديد لأمن قياداتهم، بعيداً عن ميادين الحرب والقتال.

والأهم من ذلك، أن مقاتلي الحركة الشعبية بجبال النوبة، لا يقاتل المقاتل منهم وهو لا يرى الجبال في مرمى بصره.

الجبال تشعرهم بالثقة والأمان، فلن يختاروا أهدافاً بعيدة عنها، وهي التي ألفوا القتال فيها بشراسة ومهارة، والاحتماء بها عند الحاجة.

ما بعد مترتبات غزو أم درمان، وقطع أصابع “الذراع الطويلة”، لن تفكر حركة مسلحة في غزو العاصمة من الخارج، إلا في سياق إسناد فعل عسكري، أنجز أكثر من نصف الانتصار في الداخل؛ فعل عسكري يأتي بعد استيقاظ الخلايا النائمة، ونوم نواطير الخرطوم عن ثعالبها!.
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني