منوعات

طقطقات مُجاورة.. أجانب في وظيفة كمساري

[JUSTIFY]قبل أن يستوي الرجل السبعيني على مقعد الوسط في الحافلة (الروزا) القادمة من الحاج يوسف ومتجهة لسوق ليبيا، ارتفع صوت (طقطقة) يد الكمساري التي امتدت بنهم نحو الرجل لاصطياد ما في جيبه تحت ذريعة تذكرة المواصلات، حشر الرجل يده في معدة جيبه، وعندما بلغت أحشاءه انتزع (50) قرشاً ومدها للكمساري المشدوه على السلم كتمثال أمام بوابة متحف عريق..

(1)

إلا أنه طلب (20) قرشاً إضافية، ارتفع حاجب الراكب بالدهشة لأنه درج على دفع (50) يومياً دون زيادة لأنه على بعد محطة واحدة من سوق ليبيا، وتحت إصرار الكمساري على (20) قرشاً ناوله الرجل جنيهاً قائلاً: خلاص أديني الباقي (30) قرشاً، حينها ابتسم الكمساري تلك الابتسامة التي تخرج دون أن تمنح صاحبها نشوة الضحك، فنظر إليه الرجل ملياً وصاح مستنكراً: “انت حبشي؟”

رد الكمساري بنبرة تؤكد أنه أجاب عن هذا السؤال عشرات المرات، مما جعل بعض الركاب يضجون بالضحك، والبعض الآخر رسم على وجهه علامة استياء، وآخرين قلبوا أيديهم كفاً على كف ومنحوه قيمة التذكرة كاملة وغادروا.

(2)

ومن بين هيستريا الضحك وغمغمة الاستياء تشجعت امرأة كانت تجلس على المقاعد الخلفية، وسألته عن اسمه فرد عليها فوراً (عبده محمد آدم)، فردت ساخرة “من اسمك بتشبهنا”!!

(اليوم التالي) سألت (عبده) عن المهنة التي امتهنها في السودان منذ قدومه من إثيوبيا، فقال إنه عمل سائقاً لتراكتور بمنطقة الباجة بالنيل الأبيض، وعمل بالزريقة التابعة لمحلية الدويم، كما عمل مضيفاً في البصات السفرية بين سنار ومدني وكوستي والخرطوم. وأضاف “بعد نحو عدد من السنوات قررت أن أجرب مهنة الكمسجية، فوجدتها أفضل”.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]