متاعب أميركا على الجبهة الالكترونية: 360 مليون محاولة لاختراق منظومات وزارة الدفاع وحدها
كثيرا ما يُقال ان حروب اليوم تُحسم في الفضاء الالكتروني Cyberspace قبل اعلان النصر أو الهزيمة في ميدان القتال. ويبدو ان الولايات المتحدة على هذه الجبهة تحديدا ليست بذلك التفوق الذي توحي به قدراتها العسكرية المرئية. وهذا ما أكده مسؤولون في الادارة أعلنوا ان الحكومة تلاقي صعوبة في اللحاق بالعدد المتنامي من الهجمات التي تستهدف شبكاتها الالكترونية مهددة بكشف منظومات عسكرية ومدنية استراتيجية لقراصنة وجواسيس الكترونيين في الخارج .
وكان الكونغرس الاميركي عقد جلسات استماع متعددة قدم فيها قادة من كل صنوف القوات المسلحة شهادات حذروا فيها من ان دفاعات اميركا الاكترونية تواجه تحديات لم تعرفها من قبل ، مصدرها جهود متطورة وحسنة التنظيم لتعطيل منظومات مهمة وسرقة معلومات سرية.
وقال مسؤول الدائرة الاعلامية في سلاح الجو الاميركي الميجر جنرال وليام شلتون في شهادته امام لجنة القوات المسلحة ان التهديدات الأمنية تنطلق في الفضاء الالكتروني بسرعة الضوء “ونحن نتعرض الى هجوم كل يوم بالمعنى الحرفي لكلمة هجوم لأن منظوماتنا موضع استطلاع دائم واعداءنا يبحثون باستمرار عن مواطن ضعف وانكشاف”.
يقول مسؤول أمن المعلومات في وزارة الدفاع روبرت لينتز ان الوزارة رصدت 360 مليون محاولة لاختراق شبكاتها العام الماضي بالمقارنة مع 60 مليونا في عام 2006. وكشفت وزارة الدفاع مؤخرا انها انفقت 100 مليون دولار خلال الاشهر الستة الماضية على اصلاح الاضرار الناجمة عن هجمات الكترونية. وفي حين ان المسؤولين الاميركيين رفضوا الافصاح عن مصدر هذه الهجمات فان مصادر عسكرية ومدنية مسؤولة ترى ان غالبية محاولات القرصنة الالكترونية تأتي من روسيا والصين ، اللتين اخذتا تغدقان الموارد بلا حساب على التجسس الالكتروني في السنوات الأخيرة. ولكن روسيا والصين نفتا اي دور لهما في هذه النشاطات.
في غضون ذلك تتراكم أدلة متزايدة لدى السلطات الاميركية على ان قراصنة الكترونيين في ما وراء البحار يدخلون على منظومات اميركية مهمة بانتظام. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت ان قراصنة أجانب اخترقوا شبكة الكهرباء الوطنية وأكبر برنامج تسلحي تنفذه البنتاغون وهو انتاج مقاتلة من طراز أف ـ 35 أو Joint Strike Fighter بكلفة 300 مليار دولار.
مدير وكالة الأمن القومي اللفتاننت جنرال كيث الكسندر قال انه يتمنى ان يكون بمقدوره القول ان الشبكات الالكترونية في الولايات المتحدة مأمونة “ولكن ذلك سيجانب الحقيقة”.
في مواجهة هذه الاختراقات لدفاعات اميركا الالكترونية قررت وزارة الدفاع استحداث قيادة جديدة مهمتها تنسيق الدفاع عن شبكاتها الالكترونية وتطوير قدراتها الهجومية في ميدان الحرب الالكترونية. ولكن مسؤولين حذروا من ان المنظومات الفيدرالية ما زالت مكشوفة للهجوم. وأكد مسؤول أمن المعلومات في مكتب المحاسبة الحكومي جورج ولشوسن ان غالبية المنظومات الفيدرالية لا تتوفر لها حماية كافية لتفادي الأخطار الالكترونية. وجاء هذا التأكيد بعدما اكتشف المكتب ان 23 من اصل 24 وكالة حكومية مهمة شملها مسح اجراه في عام 2008 ليس لديها حماية الكترونية كافية لتأمين شبكاتها.
اعضاء في الكونغرس قارنوا عجز الحكومة الاميركية عن حماية شبكاتها وبرامجها الاستراتيجية بالثغرات ومواطن الضعف التي أدت الى سقوط روما.
المصدر : ايلاف