السادس من نوفمبر 2013
يوم الأربعاء الماضي خطرت لي فكرة هذه المقالة، رغم أن منتخب الإمارات لعب أمس مع نظيره الفلبيني استعداداً للقاءي هونج كونج وفيتنام ضمن تصفيات أمم آسيا، والتي وضع فيها «الأبيض» تسع أصابع من قدميه الاثنتين في النهائيات، بعلامته الكاملة من ثلاث مباريات، وبوصيفين بأربع نقاط فقط عن المجموعة الخامسة.وبعيداً عن مشاكل التحكيم في دوري الخليج العربي، وقمم أوروبا الهائجة، مثل ثور إسباني فلتوه في شوارع بامبولنا الضيقة، فأخذ ينطح هنا وهناك،
وقمة اليوفنتوس مع ريال مدريد ما زالت تعليقات الصحف تصدح بها، ولقاء البارسا وميلان استنزف حبرا أكثر مما استنزفته سخرية بلاتر من رونالدو، بعيداً عن كل ضجيج الكرة خطرت لي هذه المقالة يوم الأربعاء السادس من نوفمبر 2013،
ويبقى السؤال لماذا وماذا حدث في هذا اليوم؟، في هذا اليوم قدمت الإمارات ولا أقول الإماراتيين فقط، بل الإمارات بمن فيها قدمت نموذجاً يُحتذى به في الوطنية وفي الرقي في الاحتفال بالمناسبات الوطنية، ولن أدعي بأن أكون ملكياً أكثر من الملك نفسه، ولكني عشت في هذه البلد 12 سنة، وفيها رأى ابني وابنتي النور، وتعرفت على معظم شيوخها وقادتها، وهم والشهادة لله ثاقبو البصر والبصيرة متواضعون، ولشعبهم ومن يقيم على أرضهم محبون ومستمعون،
أما الشعب فطيب مثقف مواكب للعصر بسرعة العصر، وربما أكثر وما فعله القادة والشعب والمقيمون يوم الأربعاء، كان علامة فارقة في تاريخهم، عندما تم رفع علم الإمارات في الساعة نفسها، في كل بقعة ومدينة ومؤسسة ووزارة ومدرسة وبيت، وحتى بعضهم رفعه على رمال الشواطئ، والأجمل أن الجميع دون استثناء شاركوا في رفع علم الدولة، بدءاً بالقادة، وانتهاء بالمقيمين الذين لا يعتبرون الإمارات مجرد مكان عمل و«باب رزق»،
وهم أساساً لم يطلب منهم أحد أن يرفعوا علم الدولة، ولم «يفتش على بيوتهم أو سياراتهم رجال الأمن والاستخبارات مهددين متوعدين»، بل رفعوا العلم إيماناً منهم أن الإمارات تعامل كل من يُقيم على أراضيها وكأنهم من أبنائها، فردوا الجميل بالحب، لهذا آثرت أن أكتب عن حدث استثنائي بعيداً عن الرياضة، فما شاهدته يوم الأربعاء لا أشاهده كل يوم ولا في كل بلد.
[/JUSTIFY]