الطاهر ساتي

إنتوا كمان أرفضوا

[JUSTIFY]
إنتوا كمان أرفضوا

:: بالأردن، في تمام السابعة مساء الخميس القادم، تنطلق فعاليات مهرجان المسرح في دورته العشرين..(20 عاماً)، ينظم ولاة أمر الثقافة هناك مهرجاناً سنوياً للمسرح، وتشارك فيه الدول العربية بأعمالها المسرحية..والحدث ليس مسابقة بحيث يفوز هذا العمل المسرحي أو يخسر ذاك، بل كل الأعمال المختارة من قبل لجنة المهرجان هي الفائزة والجديرة بالعرض في المهرجان..ترسل لجنة المهرجان – للدول العربية – شروط المشاركة ومواصفات العمل.. وتختار كل دولة عملها المسرحي عبر لجان فنية تشاهد الأعمال المرشحة، ثم ترسل العمل الأفضل للجنة المهرجان..واللجنة هناك غير ملزمة، أى قد توافق لهذا العمل بالمشاركة في المهرجان و قد ترفض، ولهذا كل الأعمال المشاركة هي ( الفائزة) ..!!

:: المهم..هنا، بعد إستلام خطاب لجنة المهرجان، وبعد مشاهدة بعض الأعمال المسرحية بواسطة اللجنة الفنية، وقع الإختيار على مسرحية (الأخيلة المتهالكة)، للمخرج ربيع يوسف..ولحسن حظ السودان، وبعد منافسة واسعة وقوية مع أعمال دول أخرى، نالت المسرحية السودانية إعجاب اللجنة هناك لحد قبول مشاركتها في مهرجان هذا العام.. وقبل شهر من يومنا هذا، تم إخطار وزارة الثقافة والإعلام بقبول مسرحية ( الأخيلة المتهالكة)، وبموعد المهرجان لإرسال وفدها المسرحي قبل الموعد..فالسودان لايتحمل من الأعباء المالية غير قيمة تذاكر سفر أفراد البعثة المسرحية، وكثافة أفراد البعثة ليست بكثافة سكان الصين، بل ( ستة أفراد فقط لاغير )..!!

:: بتاريخ 24 أكتوبر 2013، خاطب وزير الثقافة والإعلام الأمانة لمجلس الوزراء بالأمر مع أمل التصديق ب ( قيمة 6 تذاكر، كم وعشرين الف جنيه)..الخرطوم / عمان / الخرطوم، وليست الخرطوم/ المريخ/ الخرطوم، ولا الخرطوم / زحل/ الخرطوم..إستلمت أمانة مجلس الوزراء الخطاب، ثم – بتاريخ 31 أكتوبر 2013 – ردت بالنصوص الآتية : ( نوافق على سفر وفد السودان للمشاركة في المهمة أعلاها دون أعباء على حكومة السودان، ونوجه المشاركين بموافاتنا بتقرير متكامل عن المهمة خلال أسبوعين من تاريخ العودة، و تفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير، عثمان عبد الحليم/ ع الأمين العام لمجلس الوزراء)، هكذا ردت أمانة المجلس ..( ماعندنا ليكم حتى قروش التذاكر، ولازم ترفعوا تقرير الرحلة خلال خمستاشر يوم من رجوعكم)..أها، ثم ماذا ..؟؟

:: عفوا، لم تكتف أمانة المجلس بتسليم خطاب الرفض لوزارة الثقافة.. بل، أرسل صورة من الخطاب إلى وزارة المالية و بنك السودان والمراجع العام، ولا ندري لماذا كل هذا الإخطار الذي يخطر بالرفض وليس بالتصديق المالي؟..نعم، نفهم أن تصدق أمانة المجلس بقيمة تذاكر الوفد المسرحي – كم وعشرين ألف جنيه – ثم تخطر تلك الجهات للتنفيذ، ولكن كيف نفهم رفض الأمانة التصديق بهذا المبلغ الهزيل ثم تخطر تلك الجهات بقرار الرفض؟..لا أجد تفسيراً لصور خطاب الرفض المعنونة للمالية والبنك المركزي والمراجع العام غير أن يكون تنبيهاً من شاكلة : ( ياجماعة أنا رفضت، إنتوا كمان أرفضوا) .. ولكن، عامة الناس هي التي دائماً تحب أوطانها بلا مقابل ( سُلطة كانت أو ثروة)..ولذلك، لم يكن مدهشاً أن يُسارع بعض أخيار العامة الخطى إلى ربيع يوسف وبعثته المسرحية.. نعم، تدافع بعض أخيار المجتمع و دفعوا قيمة التذاكر، ليكون السودان هناك..فالحمد لله ثم الشكر لهؤلاء الأحباب، بُخل أمانة مجلس الوزراء لم يحجب علم بلادنا عن سارية المهرجان…!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]