رأي ومقالات
صلاح أحمد عبدالله : (برانا ) ..لنظافة الخرطوم ..؟!!
سيطول.. وصمتنا لن ينتهي.. فستزداد
العاصمة قذارة.. وستسوء البيئة.. ويتكاثر
الذباب.. والباعوض.. وتلك الحشرات الصغيرة
صغيرة.. التي تتفنن في تعذيبنا ليلاً..
* وهي مجرد (دعوة) لشباب هذه العاصمة..
حتى ينهضوا وحدهم.. تحت شعار (برانا)
لنظافة الخرطوم.. في كل محلية من محليات
الولاية.. وفي كل حي منها.. هي ليست
(مساعدة) لواجبات المحليات.. بل هو واجب
تمليه الظروف الاضطرارية التي نعيشها هذه
الأيام العصيبة.. بعد فشل الولاية المزمن في كل
خريف..!!
* تجمعوا.. وخاطبوا محلياتكم واطلبوا منها
الآليات التي تساعدكم على العمل.. لأنها.. هذه
(الآليات) هي ملك لكم.. ومن عرق أهاليكم..
وجباياتهم ورسوم نفاياتهم..
* الشباب طاقة جبارة.. وأداة تغيير مجتمعي لا
يستهان بها.. كفانا (نحن المعاشيين) وكفاكم
عطالة.. وتبطلاً.. ومللاًَ من الجلوس على
النواصي.. وبرندات الدكاكين.. ومراقبة المارة
التي تقود إلى ما لا يحمد عقباه.. وأظنها أمور لا
تحتاج لمزيد شرح..
* لو تجمع أهل كل حي.. والتفتوا الى المستنقعات
التي تحيط بهم.. وأسراب الذباب التي تشاركهم
(مص) طعامهم.. والباعوض الذي يمتص ما تبقى
من دماء وتلك الحشرات الصغيرة.. والتي كأنها
تلقت (تدريباً) في مركز تعذيب (ما).. وكل ذلك
نتاج نفايات (متراكمة) ومعلومات تقول إنها منذ
ما قبل رمضان الماضي.. وعربات نفايات المحليات
والمسؤولين عن إصحاح البيئة لم يزوروا معظم
إن لكم يكن كل أحياء هذه العاصمة.. رغم ما ينالهم
من مخصصات هي أشبه بالبلاوي الزرقاء..
* أثق جداً.. أن (برانا) لنظافة الخرطوم.. ستجد
دعماً من جميع الأحياء السكنية وبقليل من
التنظيم ستظهر نتائجها للعلن.. وحتى بعض
الميسورين سيشاركون بعرباتهم وبكاسيهم..
والنساء والشابات بالنظافة وإعداد الطعام.. أما
الأطفال فستغرس في نفوسهم الصغيرة البريئة
حب العمل.. والانتماء للحي.. ومن ثم الجماعة..
وبالتالي الوطن الكبير.. وسكتون هذه (ثقافة)
جديدة افتقدناها طويلاً..!!
* هو عمل ليس بالصعب أو المستحيل.. قمنا بمثله
عقب سيول وأمطار وفيضان ۱۹۸۸ م.. بحي القنا
بمنطقة الديوم الشرقية.. حيث مدتنا بلدية الخرطوم
وسط أيامها بكل المعينات اللازمة وكانت ملحمة لم
تستغرق سوى نصف يوم من العمل المتواصل بعد
تقسيم الحي إلى مربعات..
* والآن هناك تجربة تستحق الإشادة والتقدير
حتى على مستوى كل المسؤولين وعلى رأسهم
(والينا).. هي تجربة شباب نادي الوحدة بالكلاكلة
الوحدة.. والتي انطلقت من النادي بالحي.. وبعض
مساجده.. كانت ملحمة من التكاتف والتعاضد
والتعمل الشعبي شارك فيه كل كائن متحرك بالحي..
جهداً وبذلاً.. وعرقاً.. كان الطعام يخرج من كل
منازل الحي.. والابتسامات الجميلة تعلو الشفاه..
التي كانت صارمة.. تقديراً لهذا العمل النبيل.. حتى
أن (بعض) المسؤولين سالت دموعهم فرحاً بهذا
الإنجاز.. الذي يدل على أن (شبابنا) وفي لحظات
الشدة يستطيع أن يخرج من دواخله أحسن ما عنده
ليجود به على مجتمعه.. ولكن من يطرق الخير في
نفوس الناس.. ليكون سباقاً..
* فعلاً ضربات بداية.. لبناء وطن صحيح معافى..
دون هتافات أو شعارات لا تسمن ولا تغني من
جوع.. وقذارة..
* أثق جداً.. أن (برانا) لنظافة الخرطوم.. إذا
صدقت النوايا.. وصفيت القلوب.. ستعيد لنا تلك
(العاصمة).. الأنيقة.. النظيفة.. الجميلة.. ذات
حدائق الورد.. لأن الجمال يزرع في نفوس العامة..
روحاً عالية.. لحمتها وسداها حب هذا الوطن..
* أرجو أن يكون هذا بمثابة ضربة بداية في كل
حي.. لأن المشاركة الفعالة ستجعل من الجميع
شركاء عمل نبيل..
* كلمة أخيرة.. للخرطوم:
* يا جوهرة أفريقيا .. في الزمن الجميل
* بنرجعك يا بلدي .. للزمن القبيل
* الفيهو ضحكة نيلنا .. بترش النخيل
* الفيهو خيرنا يغطي كل الناس.. وكل عابر سبيل
* أوعك تهاجر يا ولد .. خليك في وش المحن
إنسان نبيل
صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]