سعد الدين إبراهيم

«بُرجى» ..

[JUSTIFY]
«بُرجى» ..

ü نادراً ما تابعت المسمى «بُرجي» في باب الأبراج، وكثيراً مالاحظت غرابة في التوقعات، يوم الجمعة اطلعت عليه في ثلاث صحف، وكان ذاته الذي قرأته منسوباً لكاتبته السيدة أو الأنسة «ماغي فرح»، ولما كانت صورتها منشورة فقد تأملتها، لفت نظري فمها مفتوح «موارب» أو «متاكى» لكنه يضج بشهوانية للطعام وربما لغيره، عيناها تثبتت في نظرة كأنها تخصك وحدك.. يشع منها ذكاء.. بيد إن وجهها في كلياته يوحي بالطيبة.. كيف وصلت سيدة التوقعات الفلكيه إلى هذه المكانة فصارت متنبئة العرب من المحيط إلى الخليج.. ومع إن مادة الأبراج الفلكية أصبحت لا تكاد تخلو منها صحيفة.. بل أصبحت مادة صحفية ثابتة.. إلا أنه لم يبرع عندنا «واحد أو واحدة» يتنبأ لنا.. ولا أظن مهارات تعلم فكرة التنبؤ خارقه أو مستحيلة أو تنال عبر دراسة منظمة، هي أقرب إلى الهواية، يجد ممارسها متعة فيها فيبرع.. لماذا نستورد حتى الأماني والأحلام.. قد يقول قائل: الأماني والأحلام بضاعة عالمية «ومابتفرق» إن تنبأ بها سوداني أو بنغالي، لكن طريقة التمني والحلم السوداني تختلف قليلاً، فإذا كان حلم الجيعان عيش.. فالسوداني لا يحلم بالعيش بمعزل عن حسناء تقدمه له أو تؤاكله.. كما أن «أمنياته» قد تبدو للآخرين رغبات.. أو ممارسات عادية لاينبغي أن تكون أمنيات فهي عندهم وقائع.. من ذلك هذه التي أتحدث عنها إنني أتمنى أن يعد لنا سوداني أو سودانية باب الأبراج على بساطته..

أعود لسؤال آخر من هي ماغي فرح؟ من أين جاءت؟ لا أقول هذا تقليلاً من شأنها فهي امرأة شاطرة.. عرفت أن الناس يحبون شراء الأماني والآمال والأخبار السعيدة يحتاجون إلى من يخدرهم فيمنحهم مساحة من أحلام اليقظة.. ألا تلاحظوا إن راقت لك التوقعات تتعاطف مع الفكرة وإن لم ترق لك تقرر لنفسك: بأن هذا دجل وشعوذة.. أعني بسؤالي عن من هي؟ ومن أين جاءت؟ أن أقيس هل هي مؤهله فنياً وأخلاقياً لتؤدي هذا الدور.. والذي ينبغي فيه أن يجد القارئ بعض العزاء، بعض السلوى، بعض أحلام اليقظة.. أن يجد فيه يداً حانية تربت على كتف وجدانه وتزين له الغد.. وتجمل له المستقبل.. بل تجعل الأغاني «لسه ممكنه».. هل هي مؤهله لمخاطبة ذلك الكائن الجميل والرائع والمسمى الإنسان السوداني.

ü فاجأني الخطاب الذي وجهه لي بُرجي يوم الجمعة الماضية والذي يقول: ليس من الضروري أن تبذل جهداً كبيراً من أجل أي شخص لأنك قد تقع في مشاكل أنت في غنى عنها من أجل أشخاص ليسو أهلاً لذلك.. انتهى الخطاب هنا بالنسبة لي ولو أنه تحدث عن تغييرات عاطفية مفاجئة ويطالبني بالبحث عن حب جديد في حين إنني حبي القديم ذاتو مالاقيهو..

ü لكن.. عليكم الله.. ممكن زول يقول ليهو كلام زي ده.. ضد الإيثار.. إنه يقول لك لاتكن حجازاً حتى لاتنال عكازاً.. ويقول لك: أنت وبعدك الطوفان.. ويوصيك بالبعد عن الشر والتغني له بعدئذٍ من الذي سيقاوم الشر.. إذا كلنا بعدنا عنه وغنينا له..
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]