صلاح أحمد عبدالله : رسالة .. إلى سيف الدولة !!
من السودان.. الذي كان كبيراً ذات يوم بعد
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
* ونحمد لله على سلامتكم بعد العملية الناجحة
في مشفى (رويال كير) والتي قام بها (نطاس)
سوداني شاطر.. بعيداً عن سطوة خط الولاية
الأحمر.. وزير الصحة الولائية الاستثماري..
وذلك يدل على أن بلادنا بخير وكوادرها
بألف خير.. إذا وجدوا رعاية (ما) من مقامكم
السامي..؟!!
* فيا سيدي سيف الدولة اسمحوا لي أن أخاطبكم
بهذا الاسم لأن لكل دولة (سيف) من المفترض
فيه أن يحكم بين الناس بالعدل ويقف من جميع
الرعايا وحتى الخصوم موقف (رمانة) الوسط
والحياد.. دون أن يترك ذلك أثراً في نفوس تتطلع
لرصد عاديات المقربين والمهرولين في شارع
المطار باتجاه البرج الجديد والحوش (القبطي)
القديم..!!
* ربع قرن من الزمان زمان كثير بعدد الشهور
والأيام (ورعاياكم) من الذين لا علاقة لهم
(بالوطني) ومؤتمره في حال بئيس.. ذلك الحزب
الذي تمدد في كل أركان ومفاصل ما تبقى من
الدولة التي أنت (سيفها) وحاميها وحاسم أمرها
وتفلتات بعض بنيها.. بعضهم حمل السلاح والتجأ
إلى الصحاري والأطراف البعيدة.. وبعضهم عاد
إلى (هواء) الخرطوم العليل من الدوحة.. ونال
نصيبه من (ثمن) تذكرة نضاله.. وبعضهم شارك
وأدخل (بنيه) إلى القصر الأبيض الجميل..
وبعضهم لا في التور ولا في الطحين.. ويكفيه
من (المدد) القليل..!!
* أما (أكثرهم) من المحسوبين على سكان (برج)
شارع المطار.. فقد تقاسموا الثروات والسلطات..
التي أصبحت تدور في فلكهم فقط.. يخرجون
ليعودوا.. ويعودون ليغتنوا.. فهم يا سيدي وكما
تعرف تراهم وتخبرك التقارير السلطانية عن
فشلهم في كل موقع ارتادوه.. وكل مسؤولية لم
ينجزوها.. ربع قرن من الزمان.. والخريف شاهد
عدل في كل عام.. سقوط الطائرات لها ضجة..
سقوط المباني لها رائحة.. والنيل يحفظ أسرار
البلاد على مدى التاريخ.. ويصبها في البحر
المتوسط.. وقبل ذلك تختزنها العقول..
* بلادنا يا سيدي وعلى مدى تاريخها غنية
اقتصادياً.. مشكلتها الحقيقة في الرجال الذين
يديرون هذا الاقتصاد.. تراهم ينهلون منه ولا
يكتفون.. ويسارع غيرهم لينهل أيضاً.. وفجأة
تظهر سماء الخرطوم.. الأبراج (النواطح)
والشركات التي ليس لها كابح وأسماء لم يسمع
بها إنس ولا جان.. فجأة أصبحت من النجوم
السواطع.. فكلهم (معروفون) اسماً وسمتاً..
ومزرعة وسكناً فيا لها من مزارع تضاهي
مزارع (البوربون).. وسكناً يضاهي (قصور)
القياصرة والأكاسرة.. (وماريبا) الإسبانية..
(والعمارة) الماليزية.. والفجيرة.. الخليجية وهلم
جرا.. كما يجري تاريخ ربع قرن.. من القصص
والحكايات التي يسجلها التاريخ الحديث بصبر..
وتختزنها الذاكرة بألم.. وكأنها خُطت بمقامع
من حديد..!!
* فيا سيدي الأمر بيدكم.. (البطانة) التي من
حولكم لا تسر.. ولائية كانت أو اتحادية.. الداخل
مزروء وفي الخارج تطاير منا الأصدقاء..
والأحباب.. أناس وشعوبهم كنا ندخرهم ليوم
كريهة وسداد ثغر.. وتعلقنا بأسمال قوم.. هنا
وهناك.. لم يزيدوننا إلا خبالاً وتخبطاً.. وعند
الشدائد وقفوا يتفرجون علينا.. يريدوننا أن
نصارع لهم العالم.. بأجندتهم.. (وبعضهم) هنا
ينتظر مسافة القفز من السفينة.. ليعبر إلى بر
(الحكايات).. وكأننا شعب فقد ذاكرته من كثرة ما
ألم بها من إحباط..؟!
* فيا سيف الدولة.. لا تثق في الابتسامات
الصفراء.. لأنها مسمومة.. ولا في الأيدي
المصافحة لأن قلوبها واجفة ولا في أناقة الملبس
وفاره (المطهم) لأن قذارة السنين والأفعال
بالدواخل.. فقط (ثق) في هذا الشعب.. واجعل
حوارك معه.. هو فقط من سيقودكم إلى بر الأمان..
وهناك فرق بين الأمان في حي (كوبر) الشعبي..
وحي كافورينا الجديدة شرق المكان الأول..؟!!
* فالبلاد والعاصمة القومية كلها لن تتحمل زخات
الرصاص.. وسعار الفوضى وسفك الدماء..
والقادمون للثأر من المنافي البعيدة.. والصحاري
القريبة.. فهذا الشعب (لو فاض به)… لنزل إلى
الشارع وحده.. فوحده هو الذي سيعيد الأمور الى
نصابها الحقيقي..؟!
* بلادنا ليست مزرعة خاصة.. أديروها برفق
ولين.. تكسبوا شعبها العظيم..
* والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مواطنكم.. عباس دلاقين مشرف تربوي قديم..
سائق (أمجاد)..؟!
صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]