مهن انتعشت مع موسم السيول والأمطار أشهرهم..«الزبالة»
مهنة وتجارة «الزبالة»
مهنة الزبالة من المهن التي على وشك الاندثار، حيث يعاني الذين يعملون في هذه المهنة من قلة العمل وضعف العائد المادي إلا في الخريف، حيث تنتعش قليلاً من خلال التجهيزات التي تسبق ذلك الشهر وخاصة بيوت الطين التي تحتاج الى زبالة حتى تستطيع مقاومة الخريف، الذي أصبح من الكوارث التي تتكرر كل عام في السودان فيبدأ العاملون والتجار في التحضير مبكراً للخريف من خلال جمع مخلفات الحيوانات وتخزين «التبن»، وهما من المواد التي تستخدم في الزبالة ومع بداية فصل الخريف وظهور العيوب في المنازل التي يبحث أصحابها عن الترميم واللجوء الى الزبالين لينقذوا منازلهم من خطر الأمطار،
ومهنة الزبالة من نوع المهن التي يجب اتقانها من قبل من يعملون بها، فهي تحتاج لخبرة في كل خطواتها من أولها الى مراحلها الأخيرة وإلا سوف يخسر صاحب المنزل أمواله دون أن يحقق هدفه، ويكون منزله عرضة للانهيار أو ممتلكاته عرضة للتلف ومن تلك النقطة كان لنا لقاء مع «الزبال» إبراهيم نصر فقال، ينشط عمل الزبال مع بداية الخريف فهناك من الناس من يعد العدة قبل دخول الخريف حيث يبدأ مبكراً في «تلييس» بيته وهناك من يهمل منزله حتى دخول الخريف ويتأخر في ترميم بيته، ليجد نفسه في ورطة خاصة وأن أسعار المواد والعمال تزيد في تلك الفترة لتصل ضعف ما تكون عليه في الأيام العادية، ففي سائر الأيام تكون أجرة الغرفة الواحدة كاملة مائتي جنيه أما في أيام الخريف يصل السعر إلى ثلاثمائة وخمسين جنيهاً، أما «تزبيل» السقف فقط أجره مائة جنيه، ويبلغ سعر جوال «الزبالة» في الخريف اثني عشر جنيهاً في حين لا يتجاوز في الايام العادية سعره ثمانية جنيهات.
أصحاب المركبات
أيضاً نجد في فصل الخريف يجد أصحاب المركبات فرصة لمضاعفة الأجر وخاصة سائقي الركشات، الذين يضاعفون سعر المشوار الواحد بحجة أن الشوارع غير آمنة لركشتهم ويمكن أن يصيبها العطل جراء الدخول في المياه الراكضة في الشوارع والوحل الشديد، ليحققوا مكاسب أكثر من الأيام الأخرى. وليسوا هم وحدهم بل أصحاب المركبات الكبيرة التي تعمل في النقل مثل «البكاسي» و«الدفارات» الذين ينقلون الكثير من السلع والبضائع فهم أيضاً يرفعون قيمة المشوار، ما يجعل الكثير من السلع وخاصة الخضروات ترتفع بطريقة ملحوظة فيكون الباعة مجبرين على قبول تلك الزيادة المضاعفة نسبة لتردي الشوارع، وخاصة أن مناطق إنتاج الخضروات ليست بها طرق مرصوفة. تحدث لنا البائع مختار سليمان عن تلك المشكلة التي تتكرر كل خريف فقال، الزيادة التي تحدث في الخريف للخضروات السبب الرئيس فيها هو الترحيل فكل المركبات سواء أكانت «بكاسي» أو«لواري»، ترتفع أجرتها مع الخريف فقبل عدة أيام حضر أحد المزارعين وهو يستأجر «لوري» يحمل فيه خضاره من شرق النيل، وعندما حضر للسوق وجد أن سعر خضرواته كله لن يكفي لدفع سعر ترحيله، تركها وهرب من صاحب «اللوري» الذي يحملها الذي احتار قبل أن يبيعها لأحد التجار وتحدث تلك الورطة لكثير من أصحاب المزارع الذين يستأجرون مركبات بأسعار خيالية وفي النهاية لا تغطي بضاعتهم نفقة النقل فقط.
«الطيانة والبنايين»
ومع ازدياد حالات الكوارث التي تصيب الناس خاصة الذين يتضررون من السيول والأمطار، تستنفع فئة من تلك المصائب وهم «البنايين والطيانة» الذين ينشط عملهم بعد حالات الانهيارات التي تحدث للمنازل والدمار الناتج من الأمطار، فهذا سقطت غرفته وذاك سقط حائط بيته فتكون تلك الحوادث مفتاحاً لعملهم فيجدون الكثير من فرص العمل التي لن تأتيهم بسهول في سائر الأيام وخاصة «الطيانة»، الذين قل عملهم بعد أن اتجه الناس للبناء بالطوب وتركوا بيوت «الجالوص».
وكان «الطياني» موسى الذي يعمل على الطريقة القديمة في عملية البناء وهي الطريقة البلدية وتسمى «الطوف»، فقال تلك الطريقة في البناء من أسهل وأقوى أنواع البنيان ولكن الناس تركوها وأصبحوا ينجرون وراء المظاهر والطوب الأحمر ذو الشكل الجميل، ولكن البنيان بالطين قوي ويمكن أن يصمد عشرات السنين دون أن ينهار، وفي مثل هذه الأيام -أي أيام الخريف- يتحسن العمل ولكن ليس مثل العهود السابقة فلقد اقتصر عملنا على بناء «الحيشان» فقط، ويكون بالطين في الغالب.
صديق علي – الانتباهة
ي.ع