مولود في لبنان هو مؤسس اليزيدية وزعيمها الروحي
ابن مسافر، الذي ألمت “العربية.نت” بكثير مما تيسر عنه من معلومات صحيحة من أمير الطائفة اليزيدية في العالم، المقيم حاليا في ألمانيا أنور معاوية، توفي بعمر 87 سنة في “لالش” التي قضى فيها معظم حياته، إلا أن قلة تعرف لماذا غادر لبنان إليها بالذات في شمال العراق.
ضريح الشيخ عدي بن مسافر في لالش بشمال العراق. ولد في قرية ليس لها وجود[/B][/COLOR]
من مدينة دوسولدورف شرح الأمير أنور عبر الهاتف أن مسافر المدفون هو وزوجته قرب بعلبك، أي والد الشيخ عدي، رأى رؤية قبل مولد ابنه، وفيها سمع صوتا يخبره بأنه سيرزق بطفل، وطلب منه أن يسميه عدي، ففعل حين أبصر الابن النور في العام 1075 بقرية “بيت فار” أو “بيت الفار” قرب بعبك، علما أنه لا توجد في لبنان قرية بهذا الاسم حاليا، ولا كان لقرية بهذا الاسم وجود هناك في الماضي أيضا، وهو ما يجهله معظم اليزيديين.
وقد لا يعلم معظمهم أيضا أن قرية شبيه اسمها ببيت فار كانت موجودة فعلا على وجه الأرض، ولكن في قضاء الرملة بفلسطين، واسمها “خربة بيت فار” التي كان يسكنها 300 نسمة حين احتلها الإسرائيليون في 1948 وجعلوها اسما على مسمى، فعمها الخراب حين دمروها بالكامل وطردوا أهلها، ومكانها بنوا بعد عامين مستعمرة سموها “تساليون” بحسب ما راجعت “العربية.نت” تاريخها في أرشيف القرى الفلسطينية التي ابتليت بالخراب الإسرائيلي.
أما “بيت فار” قرب بعلبك، فملخص شرحها أن الشيخ عدي رأى رؤية أيضا سمع فيها صوتا يطلب منه مغادرة مكان مولده الى “لالش” بالعراق، فغادره فارا من العباسيين الى منطقة الحكارية في كردستان، وتعرف الى الشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه التصوف، وحين بقي البيت بلا ساكنه الشهير، راح سكان بعلبك يسمونه “بيت الفار” في إشارة منهم الى فرار ساكنه الى “لالش” حيث توفي عام 1162 في خلوة بناها هناك، وسكنها مريدوه بعده، فأصبحت كالمحجة لليزيديين في جبال “سنجار” الشهيرة.
الأمير أنور معاوية: الشيخ عدي ليس قديسا ولا نبيا، ولكنه من أولياء الله وصاحب مكارم مربوع القامة، شديد السمرة، ولم يتزوجوالشيخ عدي “الذي لم يتزوج في حياته بسبب تفرغه للعبادة، ليس قديسا لليزيديين كما يظن بعضهم، ولا هو نبي أيضا، انما ولي من أولياء الله، ورجل من أصحاب الكرامات، وهو من حفر آية الكرسي التي يراها الزائر عند مدخل لالش” على حد ما ذكر الأمير أنور لـ “العربية.نت” التي سألته عما فعله الرجل ليكون مهما لليزيديين.
شرح الأمير أنور، المولود في 1968 بقصر الإمارة بجبل سنجار، أن ديانتهم مرت بمرحلتين: “قبل عدي وبعده، فقبله امتدت روتينيا من عصور البابليين الى زمنه، فجددها حين تعرف اليها وقام بتطعيمها بالاسلام ووضع أسسها الحديثة. كما أن مكارمه وأهميته مستمدة من كونه مدفونا في مكان مقدس مع أولياء الله الصالحين” بحسب ما قال عن الشيخ الذي يذكرون بأنه كان مربوع القامة وشديد السمرة.
أما “لالش” التي يحج اليزيدي إليها في 6 أيام من الشعائر، ولو مرة بحياته، فحكايتها مختلفة وغريبة لغير اليزيديين، بدءا من اسمها بالذات، فمعناه “القالب” أي قالب الطين الذي خرج منه آدم “فمن تراب تلك المنطقة خلقه الله هو وحواء” على حد ما يقول الأمير أنور، علما أن آخرين يفسرون الاسم بقولهم انه “كلمة كردية تعني المكان المقدس” طبقا لما قرأت “العربية.نت” لأحدهم اسمه خضر دوملي، وكتب عن “لالش” في موقع “الشبكة العراقية” بالانترنت ما يحتاج الى كثير من التدقيق.
http://vid.alarabiya.net/images/2014/08/14/9dbd4175-ff9d-4a2e-b674-aeb03785585c/9dbd4175-ff9d-4a2e-b674-aeb03785585c_16x9_600x338.jpg معبد ومزار لالش، حيث يحج اليزيدي طوال 6 أيام من الشعائر، ولو مرة في الحياة[/JUSTIFY][/SIZE] [FONT=Tahoma] العربية.نت
م.ت
[/FONT]
عند اليزيديين، خلق الله العالم وهو الآن تحت إشراف سبعة من الملائكة الذين يسمّون “السبعة الأخفياء”. أكبرهم هو “الملَك طاووس”، وهو المقابل للشيطان في الديانات الأخرى. يؤمن اليزيديون أن الملَك طاووس ليس مصدر الشرّ، ولكنّ مصدر الشرّ يكمن في قلب الإنسان.
ويختلف المعتقد اليزيدي بخصوص خلق الإنسان عن الإسلام، النصرانية واليهودية. فهم يعتقدون أنّ الله خلق الملَك طاووس من نوره الذاتي، ثم بعد ذلك سائر الملائكة الذين أمروا بجلب التراب والأرض من البلاد لبناء جسم الإنسان. وحينها نفخ الله في الإنسان روح الحياة وأمر جميع الملائكة بالسجود للإنسان. أطاعه جميع الملائكة باستثناء الملَك طاووس الذي رفض الرضوخ أمام من خُلق من تراب، بينما هو مخلوق من نور الله. بخلاف المعتقد الإسلامي الذي بحسبه فإنّ إبليس لعين، ففي المعتقد اليزيدي أثنى الله على طاووس، جعله نائبًا له ورئيس بقية الملائكة.