ثقافة وفنون

وجوه سودانية: أمير العود “حسن عطية”.. الغناء من رأس الأنف

[JUSTIFY]وحين يُقال إن فلاناً لا ينزل عن رأس أنفه، فإن هذا يعني اعتزازه واعتداده الشديدين بنفسه، وهذا ما يُسمى (الأنفة)، هكذا يبدو أسلوب غناء أمير العود العود الراحل (حسن عطية)، غناء لا ينزل من رأس الأنف كي لا (يصعد في الغياب)، وربما أراد (أبو علي)، أن يخلد أغنياته بهذه الطريقة الأدائية المتفردة، وأن يستهدف بإبداعه شريحة معينة (أفندية المدن)، وحسب.

(1)

ولد ونشأ (حسن محمد عطية الريح) في حي المراسلات بالخرطوم، وكانت تلك الناحية مسكناً للموظفين والتجار والجاليات، ما أتاح له فرصة الالتحاق بالمدرسة الإنجيلية، لكنه لم يواصل كثيراً، إذ أن شيئاً آخر كان يشغله ويأخذه عن المدرسة رويداً رويداً، إنه (العود)، تلك الآلة الساحرة، التي أخذته إليها باقتدار وأخذها هو بحب، فكان أن تعلم العزف عليه، وهو في الحادية عشرة من عمره، فدشن بذلك نفسه ليس عازفاً ماهراً فحسب، بل ومغنياً تهفو إليه الجلسات الخاصة وبعض حفلات الحي.

(3)

لكم (عطية) لم يُشاع ويذاع ويعمد مغنياً إلا بُعيد التحاقه بمعهد التحاليل الطبية ثم موظفاً، وواصل عمله هنا وانضم إلى الإذاعة بـ (هناك)، فغنى هاوياً (أنا سهران يا ليل، خداري، وهات لينا صباح)، وتوالت بعدها ما توالت من أغنيات رائعات.

اشتهر (حسن عطية) بجانب أسلوبه الغنائي الرائع، اشتهر بأناقته المفرطة، وانتقائيته الزائدة حتى للحلقة التي حوله من الأفندية، ولعل أمور كثيرة جعلت (الأفندي) المطرب، يبتدع هذا النوع من الغناء (المتعالي)، ولعل هذا ما جعل كثيرين يلوون أعناقهم ناحيته لاحقاً، فيختاورنه ممثلاً لهم (رئيساً) لاتحاد الفنانين، وثم يبعثونه نيابة عنهم للمشاركة في حفل زواج الملك فاروق، ما أتاح له سانحة أن يكون أول فنان سوداني يغني بالتلفزيون المصري. رحل حسن عطية عام 1993م، ولا زالت أغنياته حاضرة، أغنيات تستعصي على التقليد.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]