ثقافة وفنون

بالصور.. إنهن يصنعن التميز.. رحلة السودانيات بين النيل والخليج قصة نجاح

[JUSTIFY]في مجتمعاتنا الشرقية يُعد كثيرون أن النجاح والتميز في العمل مرهون بالرجال فقط، وأن ليس للنساء في ذلك نصيب، ولكن شاءت الأقدار ومضت الأيام والسنوات بأن تكون للمرأة أدوار عظيمة ونجاحات كبيرة، فأثبتن خطل التصور السائد بأن على النساء أن يلزمن قعور بيوتهن، لأنهن غير جديرات بالعمل، لذلك فلن ينجحن فيه.

وخلال العقود الأخيرة أثبتت حواء جدارتها، وتميزها في مجالات العمل كافة من طب وهندسة وإعلام وصحافة وتدريس وإدارة وغيرها من الأعمال الأخرى، وكان لحواء السودانية حضورا بارزاً وفعالا في شتى فضاءات العمل، ليس في السودان وحده بل حتى خارجه، حيث وضعت لمستها الساحرة على مجالات الحياة كافة، خاصة وأنها بفطرتها تمتلك صدرا واسعا ورحباً وحناناً دفاقاً، علاوة على كفاءتها الأكاديمية وخيالها الباذخ، وكلها أمور ساهمت في نجاحاتها المتصلة والمستمرة.

وها هي (اليوم التالي) تفرد مساحة لإضاءة جانب من عملهن خارج البلاد، تحدثت معهن عن طبيعة عملهن وكيف استطعن تحقيق نجاحات باهرة فيه، وما هي الصعوبات التي واجهتهن في بداية مشوارهن؟ وكيف كانت نظرة المجتمعات العربية لهن على المستوى الشخصي والعملي؟ وما هي إيجابيات وسلبيات العمل خارج الوطن بالنسبة للجنس اللطيف؟

هلا دكتورة

تقول الدكتورة (نيرمين خالد المهدي) طبيب عام طوارئ بمركز (هلا دكتور) بالعاصمة السعودية الرياض، إن كثيراً من الصعوبات واجهتها منذ انتهائها من فترة الامتياز والخدمة المدنية، فكانت رحلتها للبحث عن عمل في السودان شاقة وغير ميسورة، ولما وجدت أنه لا مكان لها على أرض الوطن قررت الهجرة، رغم صعوبة القرار واختارت السعودية، حيث يقيم ويعمل والدها. وأضافت: امتلاكي لـ (إقامة) هناك، سهل عليَّ الكثير من الإجراءات، وبعد أن أنهيت إجراءات توثيق كل شهاداتي في وزارة التعليم العالي والخارجية، وسفارة السعودية لدى الخرطوم التي استغرقت نحو ثلاثة أسابيع، حضرت إلى السعودية وبدأت رحلة البحث عن العمل في كل مكان. واستطردت (نيرمين): بالطبع المؤسسات الطبية الحكومية هنا ترفض استيعاب أطباء أجانب إلا بخبرة سنتين وما فوق، لذلك فأنا أعمل الآن هنا بمركز (هلا دكتور).

مضت (د. نيرمين) قائلة: رغم أن المجتمع السعودي معروف عنه رأيه في المرأة العاملة، لكن بالنسبة لي لم أواجه أي صعوبات في التأقلم مع هذا الوضع، وهكذا بدأت أجني ثمار تعبي خلال السنوات الماضية. وأشارت إلى أن من سلبيات العمل بالخارج البعد عن الأهل والاختلاط بمجتمعات جديدة وغريبة، ومن الإيجابيات أن الغربة تعلمك الصبر وتزيد من الثقة بالنفس وتكرس الاعتماد على الذات، ولا أنصح أي فتاة بالاغتراب، إلاّ إذا أرغمتها الظروف، فذلك شيء آخر.

بعض الصعوبات لا تفسد الغربة

من جهتها قالت (إيناس أحمد الباشا) الممرضة بمستشفى (سليمان الحبيب) بالرياض، مشاكل وصعوبات كثيرة واجهتني في بداية المطاف، مثل القوانين الخاصة بالعمل والعمالة في بلاد المهجر، نقل الإقامة من كفالة والدي إلى جهة العمل، وصعوبة الترحيل منه وإليه. واستطردت: بالنسبة لنظرة المجتمع السعودي للمرأة متقدمة عكس تصور الناس، والمجتمع السعودي مجتمع أكثر من رائع كونه يقدس المرأة ويحترمها، فهو راقٍ جداً، خاصة الإدارة والزملاء والزميلات، وبيئة العمل يسودها الوئام والإلفة والاحترام.

رحلة نجاح

تواصل (إيناس): من أبرز النجاحات التي حققتها من خلال العمل علی المستويين الشخصي والعملي هي إثبات الذات والتعود علی تحمل المسؤولية والاهتمام الفائق بالعمل وتجويده، والثقة بالنفس، إضافة إلی ذلك العائد المادي لتحقيق الرغبات الشخصية. وعلی المستوی العملي اكتسبت خبرة طويلة ونوعية، خاصة فيما يلي التعامل مع بعض الأجهزة المتطورة جداً.

ومن الناحية الاجتماعية، فإنني أسست علاقات وصداقات جيدة مع المجتمع الذي أعمل فيه. ومضت قائلة: من سلبيات العمل خارج الوطن صعوبة التنقل والمواصلات، خاصة وأنا أعمل بمدينة الرياض العاصمة وأكبر مدن المملكة، وهي مدينة مزدحمة جداً، أما بالنسبة لإيجابيات الغربة فهي كثيرة يصعب إحصاؤها، لذلك دعوني أذكر منها: بيئة العمل الصالحة والمثالية، التطور التقني والمهاري، وقوة المنافسة، وهذه أمور تولد لدى المرء الحماس للعمل، فيجتهد ليحظى بتقييم جيد، أما نصيحتي لكل الفتيات العاملات بالخارج فهي أن يتمسكن بعاداتهن وتقاليدنهن، وبما جاء به ديننا الحنيف، وأن يحترمن عادات وتقاليد الدولة المقيمات بها
1407764576161

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]