دييجو لوبيز .. نهاية قصة رجل لم يفهم قواعد اللعبة
آخر ما فعله دييجو لوبيز في مدريد كان الاصطدام مع الإدارة والتعبير متأخراً عما كان يجول في خاطره، عندما وجه الكلام لهم قائلاً “أنتم تعرفون أنني الأفضل، لكن افعلوا ما شئتم”، وكان يقصد مقارنته بإيكر كاسياس.
ومن ناحية الأداء عبر تاريخ الحارسين؛ فليس هناك أي مقارنة بين لوبيز وكاسياس، لأن الأخير يعتبر أسطورة في اسبانيا ويعد البطل القومي الذي ساعد على إحراز لقب كأس العالم وأمم أوروبا مرتين، فمحاولة محو ذلك من خلال الأداء في موسم أو اثنين ليس بالأمر السهل، ويبدو أن لوبيز وثق أكثر من اللازم بمبدأ “لكل مجتهد نصيب”.
فالحارس الدولي كاسياس يملك دعماً إعلامياً منقطع النظير في اسبانيا، فصحيفتا الآس والماركا رعتا دوماً حمايته عند ارتكابه الأخطاء، في حين أنهما ركزا بشكل مفرط على خطأ لوبيز أمام إشبيلية في إياب الدوري وجعلوا منه الخطأ الذي أضاع لقب الليجا، وساهمتا بشكل واضح بالإطاحة بجوزيه مورينيو من الإدارة الفنية هناك.
لم يكن منطقياً أن يرحل كلود مكاليلي صيف 2003، وكان غريباً تجنب صحف مدريد انتقاد سيرجيو راموس في فترات انخفاض مستواه، وأمور عديدة أخرى لا يمكن فهمها من خلال الملعب تجري في البيت الأبيض هناك، والتاريخ يؤكد العديد من القصص بأنها لن تنتهي.
التركيز على سلبيات اللاعبين البرتغاليين في مواسم مورينيو كان واضحاً، ثم اختفى هذا التركيز مع رحيله، كاسياس من مقاعد الاحتياط أطاح بمورينيو، وظفر بنصف نجاح لأنه استمر احتياطياً في بطولة الدوري، وكل ذلك ما كان من خلال اللاعبين، بل إن الخلاف المعروف قسم الفريق إلى أحزاب عديدة، وهذا كله كان على مرأى عيون حارس فياريال واشبيلية السابق.
لم يفهم دييجو لوبيز الذي قدم مواسم جيدة مع ريال مدريد أن الفوز باللعبة في الأندية الكبرى وخصوصاً في ريال مدريد ليست في الملعب، بل هناك لعبة أهم كان عليه خوضها من خلال علاقاته مع إدارة النادي والإعلام، فصناعة كرة القدم ليست على العشب فقط بل تعدت هذا الحد منذ زمن؛ فمن دون ماكينة إعلامية تشيد بك وتعظم من إنجازاتك وتهون من هفواتك لن تستطيع الصمود، ومن دون إدارة تقتنع بك سيكون تغييرك سهلاً مهما كان مستواك في كرة القدم.
[/JUSTIFY] موقع كووورةم.ت