منوعات

قصيدة العيد: مناسبةٌ سعيدةٌ ولكنّها مريرة بعيداً عن الأحبة

[JUSTIFY]العيدٌ مناسبةٌ سعيدةٌ ولكنّها مريرةٌ بعيداً عن الأهل والأحبة: العيدُ مناسبةٌ سعيدة متجدّدة في حياة الناس “اللهمّ أجعل ايّامنا اعياداً”. وإذا كانت الأعيادُ الشرعية عندنا نحن المسلمين هي “عيد الفطر” و”عيد الأضحي” فقد برزت أعياد كثيرة في حياة النّاس في الوقت الحاضر مثل “عيد المولد النبوي الشريف” “عيد الأم” و”عيد الإستقلال” و”عيد رأس السنة الميلادية” و”عيد ميلاد أحدهم أو إحداهنّ” و”عيد الحب” أو ما يُعرف ب”الفالنتاين”. وفي كل الأعياد تقريباً يحاول النّاس إحياء ذكري شيء عزيز ودّعوه أو فارقوه في الماضي البعيد أو للتو ويكون أثر ذلك الإحتفاء هو التمسّك بذكري المحتفي به أو المُعَيَّد به إن جاز التعبير. فأعياد الفطر المبارك والأضحي أعياد للفرح بإتمام الصيام الخالص عبادة لله وتقرّباً إليه وذكري عزيزة لإفتداء سيدنا إسماعيل بذبح سمين. وهما كذلك مناسبتان للتلاقي والتواصل والتسامح وتبادل التحايا بين الأهل والاصدقاء. وكذلك بقية الاعياد مثل التي استنتها منظمة الامم المتحدة لتلفت نظر المجتمع الدولي لأهمية جماعة معينة مثل المرأة وأصحاب الحاجات الخاصة وغيرهم.

يحاول الكثير من النّاس قطع أطول المسافات وأبعدها ليقضي فترة العيد مع ذويه ويحاول قبل ذلك الحصول علي إجازته السنوية من جهة العمل حتي يتمكن من تقضية أيام العطلة مع أهله وأحبابه. كما يحاول النّاس الإتيان بالجديد من الملابس والاواني والزخارف والزينة علي جيمع المستويات ويهتمّون للغاية بأمر النظافة الداخلية والخارجية. وكما هي حال الحياة تتداول الأيام بين حلوة ومرة, فبعض الناس تاتي عليهم الاعياد وقد فقدوا عزيزاً لديهم أو قد تاتي علي بعضهم وقد فقدوا منزلاً لهم جراؤ السيول والفيضانات أو قد يجد بعض الناس أنفسهم بعيداً عن ذويهم بمواقع العمل المدني او العسكري بالخطوط الامامية طمثل الضباط والجنود” أو حتي في بلاد الغربة في حالة المغتربين أو الزائرين لبلاد الغربة ولم يوفقوا في العودة لديارهم. قال أحد السودانيّين وقد أحاطت به بعض الظروف أيام العيد:

جَانِي العِيد..ما لْقِيت جَديد فَصَّلْتــو
وَمِن حَالي العَلَيْ العِنْدِي ما غسَّلْتُو.

وقال الشاعر العربي الكبير “أبو الطيّب المتنبيء” في قصيدته التي هجا فيها حاكم مصر “كافور الإخشيدي”:

عيدٌ.. بأية حالٍ عُدتَ يا عيد بِمَا مَضَي أم بِأمْرٍ فِيكَ تَجديدُ؟
أمّا الأحِبّـةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ, فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ.

وكُتِب عن الأعياد الكثير من الأشعار, ولكني هنا أقدّم محاولة أدبية بالشعر الفصيح لتصوير مشاعري وأحاسيسي عندما أدركني العيد وأنا في أديس أبابا العاصمة الاثيوبية الجميلة “عاصمة أفريقيا الجميلة” و”مقر إتحاد الدول الأفريقية” المعروفة بجوِّها المعتدل الجميل وجبالها الشماء فوق الهضبة الاثيوبية وطيبة أهلها, ولكنّ في وطني وبين أهلي وعشيرتي أحلي وأجمل.

العيدُ في أديس أبابا تاليف المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي 18 اكتوبر 2013م

فرَاقُ أَحِبَتي في العِيدِ*** مَـزَّقَ مُهْـجَـتـِي إِرَبَـا
وَمرَّقَ في الأَسَي قَلْبِي *** وَأَرْدَفَ حُـزْنَهُ نَـصَـبَــا
وأَمْسَي بِالجَوَي جَسَدِي *** يُشَاطِرُ رُوحِــي التَّعَبـا
فنَفْسِي بهَوَي السُّودَان *** مُغـْرَمَةٌ وَأَمْرُهَاَ عَجَبَـا
لَابهاءُ الحُسْنِ أَلْفتهَا***ولا الجَوُّ في أديس أبَبَا
أَيها العِيدُ الذي مَرَّ*** أَنْتَ مَطْلُوبٌ لَنَـا طَلَبَـا
فعَوِّضْنِي لَيالِي العِيدِ*** في وطنـي, ولَا هَـرَبَـا
وَأرْمِي بِي إلَي أُمِّـي *** لِأرشُفَ حُبِّـــهَا حَبَبَــا
وَأَجمَعْنِي بِأَطْفَــالِي *** وَزَوجَـاتـِي, وَزِدْ سَبَبَـا
فَطَــوِّفْنِي بأُمـــدُرّ *** وَأُمْبَـدَّا ضُحَـيً سَــرَبَـا
وفِي الخُرْطُومِ أَسْتَلْقِي*** سعيداً مُتْرَعَاً طَــــرَبَا
هذا إذا ما تمّ يَاعِيدُ*** نَحَرْتُ خَرُوفًاً لَهُ نَسَبَـا[/JUSTIFY]

إبراهيم عيسي البيقاوي – النيلين