سياسية

تحويل مستشفى الخرطوم إلى «4» مستشفيات

[JUSTIFY]إذا رأت الحكومة أن تخلي المنطقة الممتدة من شارع القصر إلى شرق شارع المك نمر من مستشفى الخرطوم بكل أقسامه من قسم الأنف والأذن والحنجرة إلى قسم الأسنان، فهي مطالبة أولاً بأن تجهّز أربعة مبان على الأقل في الجهات الأربع لتكون مستشفيات بديلة لمستشفى الخرطوم، وستكون بالنسبة للمواطنين المرضى أفضل لأنها ستوفر عليهم الزمن وتقصر المسافة وتجنبهم الاختناقات المرورية التي تعثر حركة سيارات الإسعاف وهي تحمل في متونها حالات مستعجلة جداً. فهل الحكومة على استعداد لتعويض المواطنين في الجهات الأربع عن مستشفى الخرطوم بكل أقسامها وأجنحتها بأربعة مستشفيات في مداخل مدينة الخرطوم الأربعة؟!.

وهل تحويل المستشفى من هذا المكان أولى من تحويل الوحدات العسكرية إضافة الى القيادة العامة، بعد أن أصبحت في مركز المدينة العاصمية؟! لقد كانت أيام تشييدها في طرف المدينة كانت البراري عبارة عن قرى، ولم تكن أحياء ناصر والرياض والصفا مشيدة ولا حتى مدينة العمارات، وما كان مناسباً أن تكون هذه الوحدات العسكرية في ذلك الوقت على شارع القصر أو شارع الحرية أو شارع علي عبد اللطيف حتى لا تكون وسط المدينة، والآن بعد التطور والزيادات العمرانية أصبحت وسط مدينة الخرطوم دعك من محلية الخرطوم، ونفس المنطق الذي تسوقه الحكومة لنقل مستشفى الخرطوم أو بعض أقسامها ينطبق أيضاً على مؤسسات حكومية أخرى، وهي أولى بالنقل من مستشفى الخرطوم لأنها تتوسط ملايين الناس الذين يحتاجون للاستشفاء فيها.

أرجو أن ترتب الدولة أولوياتها، ولا تعمل بمنطق لا يستقيم. ولتكن مستشفى الخرطوم آخر مؤسسة ترحّل من مكانها بعد مرافق حكومة عديدة ما عاد وجودها في أمكنتها مناسباً لأنها شيدت قبل الاستقلال ولنقارن بين ذاك الوقت وبين هذا الوقت.

إن الوقفة الاحتجاجية التي وقفها العاملون بمستشفى الخرطوم لمحاولة منع تفكيك المستشفى تضمنت إشارة إلى أن هذه المؤسسة الصحية ظلت تقدم الخدمات لكل ولايات السودان خلال مائة عام. وطبعاً هذه الخدمات يمكن أن تستمر لكل السودانيين وغيرهم أيضاً من أمكنة أخرى غير المكان الذي يقع فيه المستشفى، لكن ينبغي أن تنقل المستشفى إلى تلك الأمكنة ولا تفكك فقط. «نعم للنقل ولا للإزالة»، والآن الحكومة تشيد مطاراً بديلاً في مناطق الجموعية جنوب أم درمان بعيداً جداً من مدينة الخرطوم، لأن المطار توسط المدينة بعد أن كان في طرفها الشرقي. وهناك مرافق أولى بالنقل من مطار الخرطوم ومستشفى الخرطوم. لكن مستشفى الخرطوم إذا صار أربعة مستشفيات في مداخل المدينة مثلاً في بري والخرطوم «2» أو «3» أو في الخرطوم «1» شرق نفق السكة الحديد وفي المقرن أو بانت شرق وفي جنوب محلية بحري هكذا وزعت مبانيها بصورة مصغرة، بعد ذلك لا داعي بالفعل لوجودها وسط الاختناقات المرورية، ولا داعي لقطع المرضى لكل هذه المسافات من كل الجهات للوصول اليها قرب كوبري المسلمية الذي تحدثت عنه حكومة الولاية وقالت إنه آيل للسقوط. ومطلوب من الوالي أن يجتمع بالإعلاميين في شأن نقل وتحويل المرافق الخدمية وغيرها ليحصد بعض الأفكار التي قد تعين على حل المشكلات وامتصاص الاحتجاجات.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]