عبدالجليل سليمان : استقالة والي الخرطوم
عبارة أطلقها والي الخرطوم وأمصارها، ورفعتها بعض الصحف عالية خفاقة. بالطبع تُصنف مثل العبارات لدى عشاق ومهووسي التصنيف بالذهبية، خاصة إذا أُطلقت من قبل من مكث (سنين الله) والياً على عدة ولايات كالدكتور (عبد الرحمن الحضر).
بالنسبة لي، انتابني شعور (بغيض)، وأنا أتأمل العبارة ومطلقها في آنٍ واحد، شعور، جعلني أضطر لتحوير القالب البلاغي المُتعارف عليه والخاص بإجراء الاستعارات المكنية والتصريحية وتحديد علاقاتها ما إذا كانت كلية أو جزئية وسببية أو خلافها، وهذا الشعور (البغيض) جعلني أعود عقوداً عدداً إلى مقعدي في المدرسة الثانوية، حتى أجري تلك الاستعارة (الخضرية) على نحوٍ صحيح. وذلك يتطلب تحويل كلمة أسهل إلى (أصعب) على سبيل الاستعارة المكنيّة والعلاقة هي (العكسية)، إذ أن المُتكلم أطلق الكلمة وأراد عكسها، بدليل مكوثه الطويل رغم العجز الكبير في أداء إدارته ورغم ما أثير حول طاقمه (المقر) من (قضايا) معروفة، ورغم أن كوارث الخريف تتكرر كل عام ورغم أن ذات الأخطاء ترتكب ولا تتم معالجتها.
ورغم أن (طيف طائف) فقط مما ذكرنا يجعل الحكومة كلها تتقدم باستقالتها دعك عن شخص واحد فقط، فإن (الخضر) لم يستقل، ويبدو أن اعتصامه بكرسي الولاية في حضور الإخفاقات الكثيرة التي لا تبدأ بتغيير مواقف المواصلات، وإنشاء طرق أسفلت (زي الزفت)، ولا تنتهي بقصة مكتبه وعدم قدرة إدارته على درء السيول والتحكم في دورة النظافة حتى غدت الخرطوم من أكثر مدن العالم اتساخاً.
رغم كل تلك العثرات والإخفاقات، دعكم من أن المكوث الطويل في المنصب (أي منصب) يجعل الناس يملون (الماكث) مهما كان أداؤه رفيعاً وإنجازاته وافرة، لكن (الخضر) وغيره من المسؤولين في ذات منصبه أعلى قليلاً أو أقل، لا يملكون الإرادة التي تجعلهم يقومون بـ (أسهل حاجة في الدنيا) وهي التقدم باستقالاتهم.
على أي حال، قبل أن أفكر في إخضاع عبارة الخضر لميكانيزمات البلاغة، بقليل، كان في خاطري، أن أعرب عن دهشتي لمن يصف أمراً بأنه (سهل جداً)، ولا يستطيع فعله، وبناء على هذا الاستغراب والدهشة وهما حالتان شاعرتان، لكن يُمكن استخلاص بما يمكن تسميتها بقاعدة فلسفية افتراضية من بين محمولهما المعنوي، كأن تكون مثلاً “كلما تكرس الإنسان على كرسيّ السلطة، كلما ذهب في الاتجاه المعاكس لخطابه”!! ثم تدعم قاعدتك هذه بأمثلة أولها (مثال الخضر).
صحيفة اليوم التالي
ت.إ
[/JUSTIFY]
يستقيل يمشى وين؟
لسه برضع
يا اخي ابو الجل ما تعملو من الحبه قبه كلام الراجل الل
استقاله اسهل شئ الراجل بعافر ويدافر عشان يعمل شئ لناس السيول وناس الحزب الشيوعي والاصلاح يطالبون باستقالته او اقالته ناس بتعمل وناس بتهبط والمواطن ذاته الغرقان دا كل سنه غرقان وهو عارف نفسه قاعد في مجري مويه ويجي يحمل الحكومه كل شئ ما ادونا رغيف ما ادونا زيت وبعد المطر تلقاهم قاعدين في الظلط منتظرين التموين والله الحكومه ده الله يكون في عونها الناس ما
شين الشغل وراجعين من الشغل وما بادوا اي شغل قاعدين في المكاتب والانتاج صفر ولو بتعرفه خلاص فتح ليك قلبه يقول ليك هو بيدونا كم ذاته ولنا اقتراح سن التقاعد مفروض ما تفوت ال45 سنه لانو في شباب عطاله وفي ناس مكنكشين في المكاتب وبيوت الحكومه واعمارهم مابين ال60 وال80 جاثمين و عاطلين ومعطلين وفوق هذا وذاك تجد رؤساء الاحزاب 80 ومكنكش وداير يتآمر ويقتل حسبي الله ونعم الوكيل..