امام محمد امام: الحل ليس في الإقالة.. ولكن في الإغاثة
وأحسبُ أن إقالة الولاة وعزل المسؤولين لن تمنع الفيضانات والسيول من خلق الآلام والمآسي للمتضررين منها في هذا الخريف، بل تكون هذه المطالبة في هذا الوقت تصريفاً للجهود وتشتيتاً للبرامج الإغاثية، وتخذيلاً للمتطوعين، فبدلاً من أن تركز بعض الوسائط الصحافية والإعلامية في التوعية بالأضرار التي سببتها الأمطار والفيضانات والسيول، وحث المواطنين على الإسهام الفاعل لتخفيف هذه الآلام، وتلكم المآسي، من خلال العمل الطوعي لدرء هذه السيول الجارفة والأمطار المدرارة، سواء كان ذلك بالدعم العيني، والمؤازرة المالية في إدراك ما يمكن إدراكه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وغريب أن تبذل بعض هذه الوسائط الصحافية جُهداً خارقاً في التأنيب والتوبيخ بحُجة تقصير المسؤولين تجاه مسؤولياتهم في حماية مواطنيهم، دون الالتفات إلى أهمية التآزر والتعاضد مع هؤلاء المنكوبين، ودون السعي إلى تهدئة انفعالات المتضررين الذين في تلك الساعة في أمسّ الحاجة إلى من يطيب خاطرهم ويهدئ روعهم. ولا ينكر أحد أن التقصير لا ينبغي أن يُسكت عنه، لأي سبب من الأسباب، ولكن من الضروري أن تعي هذه الوسائط الصحافية النائحة والداعية إلى إقالة المسؤولين ومحاسبتهم، أن هذا ليس هو الوقت المناسب للمساءلة، ولا الميقات الزماني للمحاسبة، بل على الجميع بذل قصارى جهدهم في سبيل تخفيف المعاناة عن المواطنين المنكوبين بأحياء الخرطوم وغيرها من مدن السودان، ليهب الجميع في المساعدة وتقديم العون العاجل في هذا الخصوص، ومن ثم إرجاء الحديث عن المحاسبات والمساءلات لما بعد زوال هذا الابتلاء الذي ابتليت به كثير من مناطق السودان، والعديد من مواطنيه، وتذكيرهم بقول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
أخلصُ إلى أن البعض يجهل أن الأمطار والفيضانات والسيول مهما بُذلت الجهود في سبيل درئها، أحياناً لا يستطيع هذا العقل البشري إعداد العُدة، وإكمال الاستعدادات والتجهيزات لمواجهتها مواجهةً كاملةً، وصرفها عن إحداث الأضرار والآلام والمآسي. وأُحاجج في ذلك أن بلاداً متقدمة في العلوم والتكنولوجيا عملت المستحيل لتفادي ظاهرة الفيضانات والسيول، وما ينجم عنها من أضرار، كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في تفادي الأضرار، بشرياً ومادياً. وأظن وليس كل الظن إثماً أن بعض هؤلاء الذين انبروا في بعض الوسائط الصحافية والإعلامية بالحديث عن إقالة المسؤولين وعزلهم بسبب عدم الاستعداد لمواجهة مظاهر الخريف من أمطار وفيضانات وسيول، وعجزهم عن معالجة الأمر بالسرعة الفائقة، وقد شاهدوا بأم أعينهم في الفضائيات المحلية والإقليمية والعالمية مدى الأضرار التي لحقت بسبب الأمطار والفيضانات والسيول في مقاطعة ويلز مثلاً في بريطانيا، وولاية نيو أورليانز بالولايات المتحدة الأميركية، وأن الأضرار هنالك مثل الأضرار هنا، من حيث فقدان الأرواح وخسران المنازل والمدارس والمؤسسات، ولكن الفارق أن الوسائط الصحافية والإعلامية هناك تركز برامجها ورسالتها في حث المسؤول والمواطن معاً لبذل المزيد من الجهد في تخفيف الأضرار، وتقليل الكوارث والمآسي.
وما أن تنقشع ظاهرة هذه الفيضانات والسيول يبدأ الحديث في تلكم الوسائط الصحافية والإعلامية عن إظهار حجم الأضرار وفداحة الخسران، وتبدأ فوراً في مناشدة الحكومة ومنظومات المجتمع المدني أيضاً في العمل على تقديم المساعدات العينية والمادية، العاجلة والآجلة. وتتنافس في إظهار هذه الجهود الشعبية والرسمية، ومن ثم بعد أن تهدأ الأمور تناقش بعقلانية مواطن القصور في سبيل المحاسبة والمساءلة للجهات والأفراد الذين قصروا في أداء واجبهم الوظيفي، مما تسبب في هذه الأضرار والكوارث والمآسي. وعندئذٍ سيلقى كل مقصرٍ عقابه بعد إجراءات هادئة وعادلة. فاليوم نحن في السودان مطالبون باستصحاب تلكم النماذج في أدائنا الصحافي والإعلامي، والوقت ليس لإظهار بعضٍ من البطولات الوهمية، لكسب شعبية غير مستحقة. فلنعمل جميعاً على حث الحكومة اتحاديةً أو ولائيةً ومنظمات المجتمع المدني وطنيةً أو أجنبيةً، لبذل قصارى الجهد في تخفيف المعاناة عن المنكوبين، عينياً ومادياً، والتفكير الجاد في كيفية تعويضهم الخسارات المادية التي لحقت بهم، مع تعزيتهم في فقدانهم لأرواح عزيزة لديهم، نحسبها شهيدةً، لأن غريق الماء شهيد، تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما تعدون الشهداء فيكم، قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل: قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد”.
والمأمول من المسؤولين ألاّ يتأثروا بالشائعات وأقاويل مرجفي المدينة، في بذل قصارى جهدهم لمساعدة مواطنيهم، وإعمال السرعة في نجدتهم، وعدم التفاعل والانفعال بهذه الشائعات، مما يؤدي إلى إحباطهم، ومن ثم تقصيرهم، وقلة حماستهم في تفقد المناطق المتضررة، وتطييب خاطر المواطنين المتضررين، وتكثيف تقديم الإغاثات الرسمية والشعبية وحتى الأجنبية لهؤلاء المنكوبين.
ولنستذكر في هذا الصدد، قول الله تعالى: “.. وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا”.
وقول الشاعر العربي جرول ابن أوس المعروف بالحطيئة:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
إمام محمد إمام-التغيير
الاخ الفاضل إمام تحية وإجلال نستشعر من ما كتبت الحس الوطني والغيرة على البلاد وعلى ضرورة الالتفاف وتضامن الجميع لمواجهة المصائب والشدائد التي تحيط بالبلاد والعباد بين الحين ولآخر ولكن سيدي لنا وقفة فالمطالبة بإقالة الولاة لم تأتي من فراغ ولا يوجد انسان عاقل يبدل استقراره بالفوضى وعدم الأمن والأمان وهذا الوالي أو ذاك لا يتعلمون ولا يتعظون من التجارب فكم من خريف مرة وكم من شهيد وكم من خسائر ولكن ولكأن قائلهم يقول أنها سانحة لاستقبال الإغاثات ربما تقول أن هذا بهتان ولكن ما حدث في بعض الولايات من خلافات حول توزيع الإغاثات دليل على أن هنالك وميض في مكان ماء نعم ليس هذا وقت الإقالة ولكن لا بد من المساءلة والمساءلة الجادة وليست الشكلية طالما أن مؤسسة الولاية لا تريد أن تعترف بالأخطاء فكم هو جميل أن نعترف بأخطائنا ونحن أكثر شعوب تسامحا وعفوا فكم من قاتل عفي ولكنه العفو عند المقدرة والمعذرة في آن واحد أما أن يقول الوالي (قضوها خنق) لغة لا تشبه السياسة
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ما قلت الا الحق ……في زمن يتم فيه هضم الحق واخفاء الحقيقة……زمن كثرت فيه الشتائم وقلت النصيحة………ان هذه البركات التي تنزل الينا من السماء ينبغي لنا ان نكثر من الحمد لله و الشكرله وان نصبر على الابتلاءات التي تصيبنا وان نتعاون فيما بيننا للمصابين والمتأثرين……هذا هو الارث الاسلامي والسوداني الذي نعرفه…..اما خلاف ذلك فهؤلاء اصحاب اجنده…..لا تخدم المواطن في شئ.